عادة ما يؤكد مجموعة من المهتمين بقضايا الطفولة أن الأيام الأولى في حياة الأطفال تعتبر مهمة جدا في حياتهم وتحكم على مصيرهم ومستقبلهم، خاصة على المستوى الصحي.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وضعت الأيام الألف الأولى للطفل في صلب اهتمامها من خلال تخليد الذكرى 19 لانطلاقتها، وذلك نظرا للأهمية القصوى لهذه القضية.
وأكد محمد امهيدية، والي جهة الدارالبيضاء-سطات خلال لقاء نظم اليوم السبت 18 ماي 2024 بمناسبة الذكرى 19 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن هذه المرحلة تعتمد مقاربة شمولية أساسها التشخيص الترابي، والبرمجة متعددة السنوات في إطار أربعة برامج متناسقة ومتكاملة شكلت الأعمدة الأساسية التي بنيت عليها الرؤية الجديدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وذلك من خلال الاستفادة من المكتسبات المحققة في المرحلتين الأولى والثانية، وإعادة تركيز الجهود حصرا على تنمية الرأسمال البشري : صحة الفرد منذ أيامه الأولى في الحياة، وتعليمه وتكوينه وتأهيله لتحسين مستوى عيشه".
وأضاف الوالي محمد امهيدية، أنه رغم المجهودات التي تقوم بها بلادنا في هذا الإطار إلا أن لغة الأرقام والاحصائيات الوطنية المتعلقة بصحة الأم والطفل مثيرة للقلق، خصوصا في المناطق القروية على الصعيد الوطني.
وأضاف أن جهة الدار البيضاء - سطات بكل عمالاتها وأقاليمها انخرطت إلى جانب كافة القطاعات المعنية والمتدخلين والشركاء والفاعلين الاجتماعيين في تنزيل محاور برامج هذه المرحلة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فقد تم استثمار ميزانية تصل إلى 3.5 مليار درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 2.45 مليار درهم لإنجاز حوالي 6433 مشروعا.
وقد خصص برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة ونظرا لأهميته حوالي 50% من الاعتمادات المرصودة للجهة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أي حوالي 1.19 مليار درهما من أجل إنجاز 2029 مشروعا، تروم الحد من وفيات الأمهات والرضع في المناطق القروية عبر تسهيل الولوج للولادة بوسط مراقب والمساهمة في تعميم المتابعة قبل الولادة وبعدها وتحسين العرض المتعلق بالرعاية الصحية ومحاربة تأخر النمو وتحسيس الساكنة من أجل تغيير السلوكيات، هذا فضلا عن تعميم التعليم الأولي في المناطق القروية ودعم وتشجيع التلاميذ على النجاح ومكافحة أسباب الهدر المدرسي.
وقال الوالي امهيدية : "ألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا و هو شعار هذه السنة لتخليد الذكرى 19 من انطلاق هذا الورش الملكي الاجتماعي المتفرد لكون هذه الأيام هي اللبنة الأولى من حياة الطفل ابتداء من الاهتمام بصحة أمه وتغذيتها في مرحلته كجنين ثم رضيع وصولا إلى صحته وتغذيته كطفل في سَنَتَيْهِ الأولى 18 شهرا من الرعاية الصحية والتغذية السليمة، فترة حساسة وحاسمة تنعكس فيما بعد على صحته وحياته كَفَرْدٍ مستقلو فاعل في المجتمع".