وخسرت الأحزاب الانفصالية التي حكمت كتالونيا لمدة 10 سنوات أغلبيتها في الانتخابات الإقليمية التي أجريت الأحد 12 ماي 2024، حيث تراجعت الأحزاب الانفصالية، ولم تتمكن مجتمعة من الحصول على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.
وأضاف الزميل الغول في تعليقه على هذه الانتخابات الإقليمية، أن الحزب الشعبي، بدوره تمكن من العودة إلى المشهد محققا الرتبة الرابعة بخمسة عشرا مقعدا، مستفيدا من خروج الحزب اليميني الآخر "سيودادانوس" عن المشهد نهائيا، أما حزاب اليمين المتطرف "فوكس"، فقد احتفظ بنفس عدد مقاعده، لكن كانت هناك مفاجئة بتمكن اليمين المتطرف الكتلاني، الحزب الجديد من الحصول على مقعدين.
وفي قراءته لهذا المشهد الكاتلاني المستجد، قال محمد الغول، أن تعقد المشهد السياسي الإسباني والكتلاني يسمح بقراءت مختلفة سواء محليا في كتالونيا والتداعيات وطنيا، باعتبار اعتماد حكومة "بيدرو سانشيز" على الانفصاليين الكتلان في الحفاظ على استقرار أغلبيته الحكومية، ومن هذه القراءات تمكن الحزب الاشتراكي بقيادة "سلفادور إيلا" من تشكيل الحكومة، وهو لهذا الغرض يحتاج التحالف مع اليسار الكتلاني، هذا الأخير الذي تراجع بشكل كبير في هذه الانتخابات، ويمكن اعتباره الخاسر الأكبر، لكنه لم يحدد موقفه بعد، ما سمح للحزب الانفصالي الآخر "جونتس" الذي يقوده "كارلس بودجمون"، والذي حل ثانيا، بالطموح إلى تشكيل الحكومة، ودعا إلى هذا بوضوح في ندوة صحافية الاثنين 13 ماي 2024، مشددا على ضرورة حكومة كتلانية متجانسة بطموحات كتلانية، ودعا اليسار الكتلاني إلى دعمه، لكنه يبقى دعما غير كاف لتحقيق 68 مقعدا المطلوبة، ما يترك القراءات متعددة ومفتوحة ، وربما حتى احتمال انتخابات جديدة يبقى مطروحا في حالة عدم التمكن من تشكيل الحكومة في نهاية المفاوضات بين مختلف هذه الأطراف ، المفاوضات التي انطلقت حتى قبل الانتخابات نفسها.
و أضاف المتحدث قائلا أن المشهد الكتلاني يبقى معقدا، فالحزب الاشتراكي يعتبر نفسه منتصرا، والأحزاب الوحدوية تعتبر نفسها منتصرة على الانفصال لأنها حققت مقاعد أكبر منها مجتمعة ، وهو ما لم يتحقق منذ مدة، و تبقى تداعيات هذه النتائج وطنيا مرتبطة بمواقف الأحزاب الانفصالية بعد هذه الانتخابات ، وهذه المواقف هي الأخرى مرتبطة بمفاوضات تشكيل الحكومة الكتلانية، وهو ما يفترض الانتظار قليلا ليتضح المشهد أكثر.
ملاحظة أخرى يتوجب الإشارة إليها، أبداها الزميل الغول، هي التراجع الكبير لشريكة "بيدرو سانشيز" في الحكومة، أي "يولندا دياز" وحزبها "سومار".
وحول ما يمكن أن يقوم به "كارلس بودجمون" في مستقبل الأيام ، أجاب الزميل محمد الغول، أن زعيم التوجه الانفصالي، ووفق ما جاء في تصريحاته، أنه سيلتزم باتفاقه مع الحزب الاشتراكي وطنيا، وأن أي تطور هو مرتبط بمواقف الحزب الاشتراكي، لكن هذا الحديث يحيل على تهديد مبطن للحزب الاشتراكي بتركه يشكل الحكومة المحلية الكتلانية لكي يحافظ على استقرار الحكومة الوطنية.
وأضاف الخبير في الشأن الإسباني، أن الانفصاليين الكتلان خسروا هذه الانتخابات، لكنهم لم ينهزموا، حيث أن ثقلهم السياسي سيبقى حاضرا وسيتحكمون في المشهد، والحزب الاشتراكي مضطر للتفاوض معهم والتعامل معهم إذا أراد تشكيل الحكومة المقبلة لكتالونيا.
ليخلص الزميل محمد الغول إلى التذكير بما صرحت به الأحزاب الفاعلة في كاتالونيا، بأن ما يقع في كتالونيا لن يؤثر على التحالف الوطني، لكن "بيجدمون" دعا الحزب الاشتراكي للامتناع عن التصويت في البرلمان الكتلاني، لتمكينه من تشكيل الحكومة وفي نفس الوقت اليسار الكتلاني المتراجع كثيرا، أعلن أنه لن يشارك في أي تحالف حكومي، ما يجعل المشهد معقدا للغاية في انتظار مفاوضات الأيام المقبلة، يقول الزميل محمد الغول.