وأكد الخبراء أن استغلال التكنولوجيا على النحو الجيد يساهم في تحسين نوعية الحياة وتعزيز الرفاهية الاجتماعية، وتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة.
وأبرزت المغربية نجاة مختار، نائبة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اسهام التكنولوجيا العميقة في تنمية الدول من باب العلم والمعرفة، مشيرة إلى الدور الهام للإبتكار في تحقيق التنمية وفي كل لحظة من الحياة اليومية للإنسان.
وأشارت إلى أن قمة "Deep Tech" المنظمة من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وتجمع العلماء والشباب من بقاع العالم والشركات الناشئة الصناعية، تشكل فرصة للتفكير ومناقشة كيفية استخدام العلم والموارد البشرية لحل المشكلات ذات الصلة بتغير المناخ والأمن الغذائي والصحة والماء وغيرها من التحديات.
ولفتت السيدة مختار ، من جهة أخرى، إلى أن المغرب يشكل مركز استقطاب للعديد من المشاركين من القارات، حيث يمكن من توحيد وجمع المفكرين والعلماء حول مسألة تنمية إفريقيا وتسريع هذه العملية من خلال الإجابة على مختلف الإشكاليات المتعلقة بالقارة. من جانبه، أبرز فؤاد العروي، أستاذ بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أهمية استخدام التكنولوجيا في العديد من الأمور بالشكل الصحيح، لما لها من تأثير ايجابي ومفيد للمجتمع والبيئة، من خلال توفير زيادة المعرفة والوعي والإدراك.
واعتبر أن العالم يحتاج إلى التفكير بشكل جديد في الحلول لمعالجة القضايا المتعلقة بالماء و إنقاذ كوكب الأرض عبر توجيه الجهود نحو استدامة أكبر تقوم على حلول معتمدة على الذكاء الاصطناعي.
بدورها، أبرزت تريكسي لوهميرماند، الرئيسة التنفيذية لشركة "KAOUN International"، الجهة المنظمة لمعرض جيتكس إفريقيا، أهمية بناء الرأسمال البشري وسرعة التكوين في مجال التكنولوجيا العميقة والابتكار، لمواجهة مختلف التحديات المطروحة على مستوى القارة.
وركزت المتحدثة على الجهود التي يبذلها المغرب وما حققه من إنجازات كبرى في هذا الميدان عبر احتضان الفاعلين في منظومة التكنولوجيا والابتكار بإفريقيا، ليكرس مكانته كوجهة لا محيد عنها للقاءات الكبرى والتظاهرات العالمية، لما يتوفر عليه من موارد بشرية ووسائل لوجستية مهمة.
واستدلت في هذا الإطار، بمعرض "جيتكس إفريقيا موروكو"، الذي يعتبر أكبر فعالية تكنولوجية في القارة، وملتقى لعمالقة التكنولوجيا والحكومات والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة والمبرمجين والمستثمرين والأكاديميين من أجل النهوض بالابتكار التكنولوجي متعدد القطاعات والانتقال الرقمي بالقارة. من جهته، أكد رجل الأعمال، فينيان تان، أن التكنولوجيا العميقة تقوم على البحث والتطوير اللذين يشكلان أهم أساسيات النمو الاقتصادي المستدام والتميز العالمي وتحقيق الريادة عالميا.
وأضاف أن التطورات التكنولوجية تساعد في كل مجال من مجالات الحياة وخاصة العلوم، مشيرا إلى أهميتها في العلوم الطبية لعلاج الأمراض.
وتهدف قمة "deep tech" التي تعرف مشاركة باحثين وطلبة وصناع قرار ومستثمرين وممثلي المؤسسات الحكومية، إلى نشر التكنولوجيا العميقة في إفريقيا، فضلا عن تعزيز البحث والتطوير في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة في القارة.
كما تتيح للفاعلين في مجال التكنولوجيا العميقة توحيد جهودهم وتقديم رؤية مشتركة لإبراز أنفسهم في إفريقيا، مما يجعل التكنولوجيا العميقة وسيلة إضافية لاستغلال الإمكانات الكاملة للقارة في الابتكار وخلق القيمة من خلال العلوم والتكنولوجيا.
ويتضمن برنامج القمة ندوات وورشات عمل لمعالجة موضوعات تتعلق بجاذبية النظم التكنولوجية، للذين يسعون إلى ولوج عالم ريادة الأعمال.
يشار إلى أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تهدف إلى إنشاء منصة تبادل دولية لتقييم التكنولوجيا العميقة في إفريقيا، ومناقشة تحدياتها وآفاق تطورها، ومستقبلها الواعد.