قيس سعيد للمعارضة التونسية.. "أنا ربكم الأعلى!"

قيس سعيد للمعارضة التونسية.. "أنا ربكم الأعلى!"
قال القيادي التونسي وسام الصغير إنّ تصريحات قيس سعيّد بشأن الانتخابات الرئاسية، تعكس “استمراره في سياساته التواصلية القائمة على محاولة تخوين الآخر، واعتبار نفسه الصادق الوطني والمدافع عن الدولة”، والتي تتزامن مع حديث عن إمكانيّة تعديل القانون الانتخابي. 

وذكّر الصغير، القيادي في الحزب الجمهوري التونسي، بما يقع تداوله من جانب وسائل الإعلام وداخل الكواليس عن إمكانية حصول تعديل في القانون الانتخابي، بما يقطع الطريق أمام عدد من المترشّحين ويضع أمامهم شروطا مجحفة لترك الساحة خالية أمام إعادة انتخاب سعيّد. 

وتابع: “هذا التغيير في قوانين اللعبة في الأمتار الأخيرة قبل الانتخابات، لا يمكن أن يكون عنوانا لمنظومة ديمقراطية تتنافس بكل نزاهة مع الخصوم والمنافسين السياسيين”. 

وشدّد وسام الصغير على أنّ التغيير في قانون الانتخابات الآن، لا يمكن إلّا أن يكون عنوان إقصاء وتوجّه الانتخابات بما يمكن من إخلاء الساحة لانتصار قيس سعيّد، مضيفا: “ما دون ذلك فهو حديث ديماغوجي لا أساس له من الصحة، وإن كانت هناك ثقة وجدارة واقتدار على التنافس النزيه، فلا يتم تغيير قانون الانتخابات، وليتنافس المتنافسون بعيدا عن الشعاراتية وعن تخوين الآخر الذي عمّق الأزمة”. 

وعلى صعيد متصل علّق القيادي بالحزب الجمهوري على الأسلوب الخطابي لرئيس الجمهورية، والقائم على “خطاب موجه للمجهول”، مبيّنا أنّه يمكن أن يمسّ جميع القوى المعارضة من حيث التقييم، مشدّدا على أنّ هذا الشكل التواصلي يهدف إلى بثّ الشك لدى الجمهور الواسع المتقبّل لاعتبار الآخر مشكوكا في مصداقيته. واستدرك: “العقل السياسي الرصين والمسؤول لا يمكنه الردّ على هذا الأسلوب إلّا عندما يخرج من حالة التعميم ويضع الأصبع على المتهم المباشر، ويمدّنا بالحجج والبراهين، وما دون ذلك فلا يمكن الردّ على ما هو مجهول ولا يمكن أن يكون شخص واحد نزيها وصادقا ويريد المصلحة العامة، والآخرون هم الشياطين والخطر على الدولة”. وأشار الصغير إلى أنّ خطاب سعيّد ظل وفيا لعاداته بتوجيه الاتهامات دون ذكر الأسماء وإبقائها في إطار عام، مع تكرار الجمل السياسية نفسها من خلال نسب الاتهامات إلى كل من يفكّر في الترشّح للانتخابات الرئاسية، دون الإشارة المباشرة إلى الأشخاص المعنيين. 

واعتبر القيادي بالحزب الجمهوري أنّ السياسية التواصلية لرئيس الجمهورية “تنسجم مع حالة السطحية والشعبوية التي تريد أن ترذل أكثر الحياة العامة، ولكنها في المضمون والعمق لا تغيّر الواقع ولا تتناول المواضيع بشكل جدي بما يمكن أن يحقّق الخلاص وينقذ تونس من هذا الوضع”، حسب تعبيره. وأضاف: “وكأن تاريخ تونس بدأ منذ 2019، ولم يشهد محطات سياسية حافلة التي كان خلالها صوت قيادات المعارضة السياسية مرتفعا في مواجهة الاستبداد في عهدي بورقيبة وبن علي، وحينها لم نشهد لقيس سعيّد أيّ موقف من هكذا أحداث واليوم يعطي الدروس في خطابته”. 

وحذّر القيادي بالحزب الجمهوري من عواقب الأسلوب التواصلي الذي يمارسه رئيس الجمهورية، والتي تتجسّد أثاره في “انتشار ثقافة السباب والتخوين على منصات التواصل الاجتماعي، وتفشّي خطاب الكراهية والميز العنصري، لدى فئات من المجتمع التونسي”، وفق قوله.