من وجدة والراشيدية والعيون ومراكش وفاس والدار البيضاء وطنجة والرباط وكلميم وبني ملال.. قدم الآلاف من الطلاب لمدينة الرباط، الموعد كما حددته اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، هو منتصف يوم الإثنين 6 ماي 2024..
المسار الذي رسمه الطلبة هو الانطلاقة من باب الأحد في اتجاه البرلمان، لكن للسلطات المحلية، رأي آخر، حيث تم تطويقهم بساحة باب الأحد، حيث تجمع ما يزيد عن 10 آلاف طالب وطالب رافعين شعارات تنديدية بغلق باب الحوار من قبل وزارة التعليم العالي، ومطالبين عبر خلال مختلف أشكال التعبيرات، بوقف ما سموه استهداف التكوين الطبي، وتخفيض مدته الزمنية من 7 إلى 6 سنوات، تعبيرات تجلت في اللافتات والكاريكاتير، تلخص مطالبهم الأساسية.
وكانت اللحظة التي ارتفعت فيها حناجر الطلبة هي دخول العشرات من آباء وأمهات وأولياء الطلبة، رافعين صور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية، فارتفع زخم الاحتجاج الطلابي المرفوق بزغاريد الأمهات.
"ندخل الشهر الخامس من مقاطعة الدراسة والتداريب الاستشفائية"، يقول الطالب عزيز من كلية الطب بطنجة، مضيفا في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، أيدينا ممدودة للحوار، لكن الوزارة المعنية غير مكثرتة لهذا الوضع".
زميلته نرجس من كلية الطب بالدار البيضاء، شاطرته الرأي بالقول: "أبدينا حسن نوايانا من خلال تأجيل مسيرة 25 أبريل 2024، لإعطاء مزيد من الوقت للجهات المعنية، وبعثنا رسائل واضحة ومباشرة عبر بلاغنا الأخير وبعده الندوة الصحفية، لا نرضى بأن نقاطع الدروس النظرية والتداريب الاستشفائية، مكاننا الطبيعي هو المدرجات والمستشفيات، لكننا أجبرنا على خوض هذا الشكل الاحتجاجي، الذي كان متدرجا منذ سنتين، ونحمل كامل المسؤولية لوزارة التعليم العالي، في تعنتها، ونوجه نداء صادقا لذوي النوايا الحسنة من أجل دفع الوزارة للجلوس معنا في الحوار، ونحن مستعدون لوضع حد لهذه المقاطعة المفتوحة، والحوار هو الحل..".
ورفض الطالب أيمن، ما اعتبره مغالطات من وزارة التعليم العالي، "لا نناضل من أجل مكاسب مادية، بل من أجل تجويد التكوين، وهذا في صالح المنظومة الصحية ببلادنا".
الأم عائشة، لم تفارق عيناه ابنتها وهي ترفع الشعارات، وحتى عندما وقع الاحتكاك والتدافع مع العناصر الأمنية، حاولت الحيلولة دون ذلك.. ابراهيم كان أيضا يراقب ابنه من بعيد، "هي معاناة نفسية نعيشها مع أبنائنا وبناتنا وهم وهن في زهرة عمرهم، يرفعون حناجرهم من أجل تسوية مشكل دخل شهره الخامس على التوالي، أليس في هذه البلاد هيئة رشيدة تتدخل لفض هذا المشكل، أليس من دور الأحزاب هو الوساطة لحل مثل هذه الإشكاليات؟" تتساءل الأم عائشة عبر ميكروفون جريدة "أنفاس بريس"، مضيفة، "نعيش أزمات نفسية حادة مع بناتنا وأبنائنا، وبعضهم دخل في حالات اكتئاب حادة، وبعضنا يندب حظه العاثر، بعد أن أجبر ابنه وابنته على البقاء في المغرب عوض متابعة دراسته خارج البلاد كغيرهم من أقرانه".
أب آخر، اعتز بمشاركة ابنه في هذه التظاهرة، "إنه آخر جيل يدافع عن المدرسة العمومية، وحضورنا له رسالة واضحة، هي نحن مع مصلحة أبنائنا التي هي مصلحة بلادنا".
لساعتين بالتمام والكمال، وتحت أشعة شمس وحرارة مرتفعة، استمر الشكل النضالي لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ولكنه لم يتوقف عند فضاء الساحة الرئيسية لباب الأحد بالرباط، بل استكملت فعالياته أمام مقر البرلمان بنفس الزخم الاحتجاجي، وعلى ترديد النشيد الوطني تم ختم هذا الاحتجاج الطلابي، داعين فيه لمزيد من الوحدة والتضامن..