يرى بنداوود كساب، معد ومقدم برنامج "خير البلاد" الذي تنتجه القناة الثانية، أن فوزه بجائزة الدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة، هو اعتراف بعمل القناة الثانية في اشتغالها على التخصص في مجال الفلاحة من خلال خانة "خير لبلاد".
وأكد الزميل بنداوود كساب، أن مواضيع ترشيد استعمال مياه السقي شكلت صلب اهتمامات أغلب حلقات البرنامج من فكيك وسوس ثم درعة وغيرها، الأمر الذي جعله يجزم أن إشكالية تدبير مياه السقي متشعبة وكل القطاعات معنية بها ليس فقط بالانخراط لكن بتسريع وثيرة إنجاز المشاريع التي لها علاقة بترشيد استهلاك الماء.
وكشف محاورنا على أنه يطمح في مستقبل الأيام تسليط الضوء على القطاع بين الاكراهات والمشاريع من بوابة الراديو.
فاز برنامج "خير البلاد" الذي تعده وتقدمه بالقناة الثانية، بجائزة المرتبة الثانية مناصفة في الدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، كأحسن برنامج تلفزي يتطرق لقضايا لها علاقة بالقطاع الفلاحي، ما تعليقك على هذا الفوز؟
في تقديري هو اعتراف بعمل القناة الثانية في اشتغالها على التخصص في مجال الفلاحة من خلال خانة "خير لبلاد" فكما تعلمون فالبرنامج بلغ عامه الخامس وتجاوزت حلقاته أكثر من 200 حلقة، وفي كل أسبوع يبسط النقاش والتحليل في موضوع ومجال ترابي معين قصد الإحاطة علما لذوي الاختصاص وكل من يعييه تنمية المجال والإنسان ومن جهة أخرى واجهة للتنوير والتعريف في صفوف عموم المشاهدين لما وصله القطاع الفلاحي والمياه والغابات والصيد البحري من تطور. ومن باب التذكير فالبرنامج كان الوحيد المتخصص في شؤون الفلاحة على مستوى الإعلام العمومي ليليه برنامج يد الفلاح الذي تقدمه الزميلة فتيحة لشهب والتي أتمنى لها التوفيق.
فشخصيا وبكل صدق يكفيني هذا الجهد الذي أبذله بمعية فريق العمل الميداني ثم باقي المصالح من الإنتاج والبرمجة .
وكما تعلمون كل منا يطمع ويطمح أن ينال الاستحقاق فبعد محاولتين في النسختين الماضيتين لم يكن لنا نصيب وكما يقال الثالثة تابته ونتوق في مستقبل الأيام أن ينال برنامج "خير البلاد" الجائزة الأولى لم لا.
الحلقة المتوجة بالجائزة الثانية كانت تهم العرض المائي بإقليم الراشيدية، في الوقت الذي كثر الحديث عن إشكالية الماء في مختلف مناطق المغرب، ما قراءتك لهذا المشكل بحكم أنك تطرقت في الكثير من حلقات برنامج خير البلاد، لإشكالية تدبير مياه السقي وترشيدها، وما تقييمك لسياسة الحكومية في هذا المجال؟
ـ شكلت مواضيع ترشيد استعمال مياه السقي اهتمامنا في أغلب حلقات البرنامج من فكيك وسوس ثم درعة وغيرها وهذه الحلقة التي اتخذنا الراشدية موضوعا لها لمست فيها شخصيا عملا جادا يقوده مهندسو المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي تافيلالت منذ مدة والذي ما هو إلا ترجمة لرؤية الملك الذي ما فتىء يدعو إلى الاشتغال على مشاريع تنموية في مختلف جهات المملكة ولعل شهر فبراير من العام 2020 كان شاهدا على ذلك من خلال الإعلان على استراتيجية الجيل الأخضر من أكادير ومن هناك كانت الانطلاقة لمحطة اشتوكة لتحلية المشروع الضخم الذي جاء ليغطي ويستجيب حاجيات اقاليم سوس من الضيعات الفلاحية الكبرى المنتشرة هناك إذا ما علمنا أهمية هذه المناطق ومساهمتها الكبرى في انتاج الخضروات والبواكر والحوامض.
فالبرامج عديدة وتحتاج اعتمادات مالية كبرى فمحطات التحلية تعد من الأولويات الكبرى وهي بالدرجة الاولى مشاريع ملكية. في الداخلة، شتوكة الجديدة، الناظور، إلى جانب السدود الكبرى والمتوسطة والسدود التلية
فمنطقة فاسك بإقليم كلميم على سبيل المثال والذي اقتربت نهاية أشغال السد هناك سيمكن، إذا ما أنعم الله علينا بالغيث، من توسيع الاستغلاليات الفلاحية وتحقيق الإنتاج الفلاحي وتغطية الحاجيات والتصدير نحو افريقيا كذلك.
فأنا لست مدبرا للقطاع لكن من وجهة نظري إشكالية تدبير مياه السقي متشعبة وكل القطاعات معنية بها ليس فقط بالانخراط لكن بتسريع وثيرة الإنجاز.
الفلاح بدوره معني بالأمر فمن الجرم في ظل الاكراهات الاشتغال "بالربطة" في عمليات السقي لذا يجب بلوغ نسبة مئوية متقدمة في السقي بالتنقيط فالدعم حاضر ويجب أن يقابله الوعي بأهمية كل قطرة مادامت إشكالية الماء عالمية وتنذر بأزمات في المستقبل.وفي مجمل الكلام أعتقد أن هناك جهد يبذل في هذا السياق يستدعي من الجميع المشاركة فيه بين التحسيس والانخراط والإنجاز.
برنامج خير لبلاد في عمره الخامس، كان حافلا بالمواضيع الفلاحية التي تقتفي أثار التنمية بمختلف مناطق المغرب، من خلال هذا السفر الغني في قطاع من اهم القطاعات الاقتصادية ببلادنا، هل نجحت السياسات الحكومية المتعاقبة في إيجاد تلك الوصفة السحرية لتجاوز المشاكل الكثيرة التي يعاني منها المجال الفلاحي؟
في هذا السياق، شهادتي من خلال جلباب الإعلامي الذي صال وجال مختلف ربوع المملكة بين السهل والجبل ، المدشر والقرية ، أكاد أجزم أن مجالات التنمية المستدامة أصبحت جلية وأصبح العنصر البشرى أكثر نضجا ومعرفة بالطريق التي يجب عليه سلكها، فعلى سبيل المثال مشاريع التنمية التي تمس الواحات وشجر أركان رصدت لأجلها الملايين ونتائجها ظهرت وستظهر عندما نلتقي شبابا في طاطا على سبيل المثال يشتغل بهم جماعي مستفيدا من الدعم ومن رغبته الذاتية في التميز نجد في المحصلة أراضي مستغلة منتوج محلي مثمن ومسوق إلكترونيا.
لكن هذا لا يعني أن هناك بعض النواقص والتي لا يكون فقط التمويل أحد أسبابها هناك أسباب متعددة.
أعتقد أنه على سبيل المثال أن النسيج التعاوني الفلاحي تطور بشكل كبير وأصبحت فيه المرأة القروية إحدى ركائزه...
هل هناك صيغ أخرى أو مقاربات ترغبون في ادراجها في خير لبلاد مستقبلا؟
بطبيعة الحال، بلوغ محطات التميز لها الكثير من الدعامات فمحطة البرنامج في الأعوام الأولى كانت تشتغل على تقعيد الفكرة وأننا فعلا يلزمنا إعلام متخصص ودائم يقطع مع المنسباتي وتلك منزلة بلغناها.
أريد في هذا الصدد أن أتقدم بالشكر الجزيل والاعتراف بالجهود والدعم الذي يقدم للبرنامج من الإدارة العامة ومدير البرامج ثم مدير الإنتاج وفريق العمل الميداني ثم الادارة والمصالح المعنية ثم فلاح البلاد.
وكما تعلمون فالبرنامج يشتغل على الفلاحة والمياه والغابات وانتقل إلى المحيط والمتوسط يبحث عن كنوز الأرض والبحر وهذه المحطة الأخيرة لدي رغبة قوية في أن يكون التوفيق حليفنا في إبراز خيرات البحر وجهود البحار. وفي مستقبل الأيام وبعد أن اختمرت الفكرة وراهنيتها للخروج حيز الوجود أطمح إلى تسليط الضوء على القطاع بين الاكراهات والمشاريع من بوابة الراديو.