ما قام به نظام الحكم بمطار هواري بومدين ضد مجرد فريق كرة لا يعزل نهائيا عن الهزيمة النفسية الكبرى لبومدين نفسه ضد المغرب، وعن الهزيمة النفسية المستمرة لورثته.
لقد كشف نظام الحكم بالجزائر اليوم أنه غبي، وهو يمنح المغرب شرعية إضافية من خلال ملف صغير يتعلق بفريق كرة قدم في مباراة كرة عادية.
كشف أن أجهزته الاستخبارية والأمنية ضعيفة وتقليدية لا تستطيع "استباق" واقع الأقمصة "السياسية" التي فرضت عليها، وكشف ضعف العقل السياسي الذي فشل في تدبير الأزمة.
وكشف هذا النظام غباء كبيرا وهو يدخل في مواجهة شرعيات مختلفة، شرعية التاريخ وشرعية حسن الجوار، وشرعية القانون، وشرعية الروح الرياضية.
ورثة بوخروبة اليوم في مواجهة جزء من تاريخهم، واللاعبون والتقنيون الذين احتجزوهم بالمطار المسمى باسم رمزهم، هم حفدة وأبناء المقاومين المغاربة الذين مدوا المقاومين الجزائريين بالسلاح الذي حملته الباخرة الملكية دينا في 29 مارس 1955 ببني يزناسن.
وهؤلاء اللاعبين والتقنيين هم حفدة الوطنيين المغاربة وعلى رأسهم السلطان محمد بن يوسف الذين سمحوا للثوار الجزائريين، وعلى رأسهم عبد الله بوصوف وعيسى مسعودي ومفدي زكرياء، بتأسيس نواة لاذاعة جزائرية في 16 دجنبر 1956 بزغنغان غير بعيد عن بني يزناسن.
وهؤلاء اللاعبين والتقنيين الذين احتجزهم الأمن الجزائري بتعليمات من المكتب الأحمر في قصر المرادية، جدهم بلحاج هو من احتضن قيادات جيش التحرير الجزائري في فيلته بمناسبة الاجتماع التنسيقي الأول للثورة الجزائرية ببني يزناسن سنة 1962 حضره الهواري بومدين و بن بلة والحسين آيت أحمد.