كريم مولاي: العذرية المفقودة في الجزائر

كريم مولاي: العذرية المفقودة في الجزائر

تواصل أدوات النظام الجزائري الفاسد هذه الأيام، العزف على أوتار السيادة الوطنية في ليبيا ورفض التدخل العسكري الأجنبي فيها، وهو موال ممل ومفضوح لكل صاحب عقل وبصيرة، ليس لأن من يقولونه عودونا على الكذب والخداع كما جرى في مالي يوم سمحوا بل وتعاونوا خلسة بالمعلومات والأشخاص والجغرافيا ضد الجيران في مالي، ولكن لأن علاقة النظام الجزائري بالملف الليبي علاقة مرتبكة ومتقلبة.

جميعنا يذكر، والواقع أصدق أنباء، أن النظام الجزائري وقف إلى جانب نظام القذافي إلى آخر قطرة دم فيه، ولما أدرك أن شمس الكتاب الأخضر قد أفلت أوصد حدود الجزائر أمام العقيد وأعاده إلى الصحراء الخالية، حيث تم إلقاء القبض عليه وقتله في تلك الصورة البشعة والشنيعة، لم ينتبه العالم يومها إلى هذه التفاصيل لان عائشة كانت على أطراف المرادية  لها جيوب عامرة.

لم يتوقف النظام الجزائري عند ذلك الحد بل ناصب ثورة الـ 17 فبراير العداء وأقفل في وجههم الحدود بل واتهمهم بتصدير السلاح إلى الجزائر فيما كان يفتح إعلامه للحديث عن صور الناتو لتشويه صورة الشعب الليبي.

وفي سياق متقدم عمد النظام الجزائري إلى اقتراح دول جوار ليبيا ليكون هو الأقوى فيه ويعرض خدماته على الناتو بالنيابة، وتقاسم الأدوار مع الانقلابي المصري المشير عبد الفتاح السيسي لتتولى العصابة المصرية صياغة البرنامج السياسي لحكومة طبرق ودعم حفتر في قاعدة الرجمة قرب بنغازي، بينما يتولى النظام الجزائري محاصرة الثوار غرب ليبيا.

لا يخفى على أي مراقب أن التصريحات الإعلامية بكون النظام الجزائري لن يتدخل في الشأن الليبي، بل واستقبال قيادات محسوبة على تيار ثوار ليبيا أو مقربة منها لأن سيف العسكر يظل الأقوى من تصريحات السياسيين.

أقول هذا ليعلم الجميع أن شعارات العذرية والوطنية والسيادة التي يتبجح بها أبواق النظام الجزائري لن تخدعنا ولن تخدع الشعب الجزائري والتاريخ القريب قبل البعيد ينبئنا أن للظلم نهاية وأن حبل الكذب والخداع لابد له من نهاية وان طال الزمن، ولله الأمر من قبل ومن بعد.