وأخيرا تفعلها إيران. فالحمد لله الذي بحمده تتم النعم . ونعمتنا الأخيرة هي إيران وهجومها على إسرائيل بأسطول سماوي عرمرم ، من طائرات مسيرة، وصواريخ مجنحة وباليستية .
نعمتنا الجديدة هي انتقام إيران لغزة ولفلسطين، وللمسلمين والمؤمنين فوق الأرض، وللعرب، ولكل من يحلم بقهر إسرائيل التي عاتت في أرض فلسطين فاسادا .
نعمتنا هي الساعات التي أمضيناها أمام الشاشة ليلا ، و الشعوب /الشعب/ الجمهور يصيح تكبيرا علنيا ويهتف نصرا مسبقا موعودا ، ويحلم علنا بزوال إسرائيل من الخريطة، وتحرير فلسطين كلها .. حتى كان من بين الشعب من بدأ طقوس السجود لإيران وحراس ثورتها .. ومنا من وبخ كل من سولت له نفسه أن يقول أن إيران غير قادرة على تنفيذ وعدها الصادق.
وبالفعل واليقين ، وأمام شاشات العالم ، صدقت إيران وعدها ، وأطلقت المئات من المسيرات والصواريخ، ومهرجانا من الأسطول الطائر في السماء المكشوفة باتجاه إسرائيل التي تم إخبارها قبل الاطلاق وبعده مع تحديد وقت وصول الأسطول إلى أبواب مدنها بالضبط ..
وقيل إنها النهاية ..
فيا إسرائيل وداعا !!
لكن السماء خانت إيران مرة أخرى ، أو هكذا شبه لنا في نهاية الملحمة القصيرة جدا .
فكل المهرجان الطائر من مسيرات وصواريخ متعددة الأسماء الإسلامية والأحجام ، لم تصب أرض إسرائيل اللعينة إلا لماما . فلما حدث، ففقط لإصابة طفلة بريئة من البدو كانت تلهو هناك في صحراء النقب غير معنية بأمر إيران ولا فلسطين .
ولربما شبه لنا فقط ، نحن الجاحدون بقدرة إيران وجبروتها ، فقد قالت هي أن الهجوم كان ناجحا وحقق كل أهدافه ، وقالت ، إن عادت إسرائيل عدنا أكثر قسوة.
وفي الحقيقة والواقع ، فقد حقق الهجوم كل أهدافه ووعوده : فلإسرائيل اليوم دريعة وحجة كي تزيد من خطاب المظلومية الذي تتقنه ، وتتوغل في قتل أهل غزة ، إربا إربا وأشلاء أشلاء .
ولإسرائيل مَخرَج وفرصة سانحة كي تعيد تبييض صورتها التي باتت "زفت" عبر العالم .
ولإسرائيل كل الوقت كي تُتِمّ على مهل إبادة شعب تكالبت عليه همجية المحتل وغباء الحكام وذوي القربى.
ولإسرائيل كل الوقت كي ترد على إيران وهوامشها ، ولا أتمنى أن تطلق هي الأخرى صواريخها على سكان طهران العزل ، لأني لا أظن أن السماء ستخدل إسرائيل إن فعلت .
ولإسرائيل الآن كل المناسبات والدواعي، لتشكر إيران على هذه المنزلة التي بوأتها كي تثبت أنها أقوى من خردة الأسطول السماوي للفرس وحراس تروثه أو ثورته.