من خلال جولة قامت بها "أنفاس بريس"، صباح السبت 13 أبريل 2024 برحبة "الدلاح" بزاكورة، المسماة محليا بـ "بورصة الدلاح"، تبين خلالها ارتفاع الأسعار مقارنة مع تلك التي كانت سائدة خلال الأسبوع الأخير، من شهر رمضان المنصرم، وقد حاولنا البحث عن أسباب هذا الارتفاع غير المسبوق في الأثمنة في هذه الفترة الزمنية، حيث صرح للجريدة، العديد من "سماسرة" وتجار ومنتجي هذه الفاكهة في أجوبة متطابقة، أن ارتفاع الاثمان، تزامن مع موجة الحرارة التي يعرفها المغرب عموما واقليم زاكورة خاصة، حيث تعد فاكهة "البطيخ" بنوعيه الأحمر والأصفر من الفواكه الصيفية التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المغاربة، خلال هذه الفترة.
في حين ربط مهنيون ارتفاع أسعار "دلاح" زاكورة إلى مستويات قياسية، لقرار تقنين زراعة هذه الفاكهة بهذه المناطق، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمواجهة نقص الماء وشح التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف. إجراءات ساهمت في قلة الإنتاج وبالتالي في ارتفاع الأسعار. فسعر "البطيخ الأحمر" أو "الدلاح" يتراوح حاليا بالجملة في الضيعة بين 7و6دراهم للكيلوغرام الواحد، علما أن سعره لم يكن يتجاوز الـ5 دراهم للكيلوغرام خلال الاسبوع الماضي، رغم ارتفاع مساحة الانتاج نتيجة نضج هذه الفاكهة، تؤكد ذات المصادر.
ومن جهتهم كشف لـ "أنفاس بريس"، الكثير من التجار، من مختلف المدن المغربية، والذين لم يحالفهم الحظ، في الفوز بشراء إحدى الضيعات الفلاحية المخصصة لزاعة "الدلاح " أو تم اقصاؤهم، أن السبب الحقيقي وراء ارتفاع أثمنة الدلاح هوإغلاق الأبناك بسبب عطلة عيد الفطر الاستثنائية، حيث اختفت السيولة النقدية، واحتكر السوق، التجار المتوفرون على "الأموال" بالصناديق الخاصة خارج الحسابات البنكية.
زاد من حدة هذا الوضع يقول المصدر ذاته، أن الفلاح الزاكوري لا يتعامل أثناء عمليات البيع والشراء إلا "بالنقد"، وأضاف المتحدث، أن هذا "اللوبي" من التجار الذي احتكر السوق في هذه اللحظة، يريد الحفاظ على هذا الوضع، على الأقل إلى حدود يوم الاثنين المقبل، مخافة انهيار الأسعار، وما يترتب عنها من خسائر جسيمة، خاصة وأن أغلب فاكهة "الدلاح" موجهة للتصدير وأن اجراءات التصدير متوقفة خلال هذه العطلة.
معطيات تنذر بموسم "أحمر" للبطيخ "الأحمر"، وتتجه نحو حرمان فئة عريضة من محبي هاته الفاكهة منها في هاته الفترة على الأقل، في ظل هذه الاسعار المرتفعة.