ادريس المغلشي: سؤال السيادة

ادريس المغلشي: سؤال السيادة ادريس المغلشي
كلما ساد خطاب السيادة إلا ونجد انفسنا أمام  وضعيات متناقضة  ونتائج تنفيها بل هناك تقاريركتومة لاتفصح عن نفسها تغتالها في منتصف الطريق ، وتبين بالملموس أننا لم نقطع بعد مع تلك السياسات. ندور في حلقة مفرغة واجترار نفس الخطاب . لازلنا لم نعش لحظة حقيقة تفصل بين استقلالية القرار في قطاع التعليم والتبعية لفرنسا وفي كل مرة يطفو على السطح هذا التنازع الذي لم نتخلص منه بعد.كثيرا من المرات يخضع الأمر لاعتبارات سياسية ولردود افعال لم تنته لتعبر عن ارادة دولة. الصورة المرتبكة التي نعيشها بلاانقطاع تجعلنا نعيد طرح السؤال من جديد ، ألم يحن الوقت للحسم في هذا الأمر بما يبرهن على اننا دولة تمتلك  قدرات وطنية قادرة على القيام بنفس الأدوار التي نستدعي لها مراكز أبحاث خارجية ؟
 يحضرني امام هذه الاسئلة المقلقة ماوقع سنة 2013 حين حضر الوزير محمد الوفا رحمه الله انعقاد المجلس الاداري بجهة مراكش الحوز انذاك . بحضور كل ممثلي السلطة ومدير الأكاديمية البامي الأستاذ محمد  معزوز والمدراء الاقليميين واعضاء وممثلي المنظومة التربوية بالقاعة الكبرى . لاحظ بسرعة بديهته المشهود له بها من طرف الجميع  ملاحظة وجيهة ومنهجية ان أغلب المتدخلين نوعان : الأول يتكلم عن انجازات الماضي حد الإغراق والتي لاتؤسس للمستقبل وصنف ثاني يتكلم خارج الاختصاص . كان رده مفحما يعطي إشارة قوية في احترام الخصوصية المغربية الغنية بما يثبت استقلالية القرار متسائلا كعادته وهو يروم استفزازا ايجابيا للحضور قائلا :
" هل أصبح المغرب بعمقه التاريخي عاقرا وغير قادر على انجاب طاقات وطنية تقود مرحلة جديدة في سيرورة التجديد البيداغوجي البديل ؟ اخبر الجميع أنني منذ اللحظة قد انهيت العلاقة مع Roger Xavier صاحب بيداغوجيا الادماج الذي كان يتقاضى أجره بالعملة الصعبة لقد أمهلت (هاداك بوشعكوكة) 48ساعة لمغادرة التراب الوطني وهنا أطلب منكم استنفار قدرات الكفاءات للبحث عن قيادة وطنية لهذا المشروع ، صحيح انني غير ضابط بشكل دقيق لهذا المفهوم لكنني بدأت اتلمس بعض المفاتيح " .
كان كلامه مزيجا بين الجد والهزل لكنه كان صارما في بعض المواقف بما يترجم إرادته الحقيقية للقطع مع التبعية للخارج.
الكل يجمع أن المرحوم محمد الوفا حرك الراكد في قطاع التعليم. بل استغربنا جميعا كيف تمت تنحيته بعد سنة ونصف من توليه، وهناك من أوعز الأمر لكونه وضع اصبعه على مكامن الخلل التي عانى منها القطاع. بل كشف لناحقيقة مرة أننا امام عش للدبابير يصعب القضاء عليه. محميات لها حراسها قادرين على الدفاع عنها حد الموت .لترجعنا لنقطة الصفر ويختفى نفس الاصلاح مرة أخرى وتعود حليمة لعادتها القديمة. كيف لا و وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لجأت في السابق الى خدمات (BIEF) كمكتب دراسات فرنسي  من أجل إعداد المخطط الاستعجالي، من خلال الصفقة التفاوضية رقم 2008/2 ،المصادق عليها بتاريخ 3 ابريل 2008  بعدما استنزف ميزانية كبيرة من حيث الاعداد والأجرأة دون أن نرى نتائج تذكر بل هناك تقارير فضحت المتسببين في هذه الكارثة وبالأسماء دون أن يتم محاسبتهم ، لقد كلف المغرب غلافا ماليا ضخما  ليتم شطب هذه البيداغوجيا بجرة قلم ويلقى بها في سلة المهملات والآن يتولى مكتب آخر للدراسات فرنسي (FINACTU)  للنظر في إصلاح نظام التقاعد المغاربة. في تبعية عمياء  لانجد لها تفسير . وفي 20 مارس الذي يصادف اليوم العالمي للغة الفرنسية تلقى المغرب قرضا قدره 134,7 ملايين يورو، الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية ويهدف إلى تعزيز جودة التعلم من خلال تحسين تدريس اللغة الفرنسية. ولم نعد نفهم هذا التردد بل هذا التخبط ، هل نتبنى اللغة الانجليزية أم الفرنسية أم ماذا ؟ 
ويأتي بكل وقاحة رئيس الحكومة في كثير من التصريحات ومعه وزير التربية الوطنية  ليتكلم عن السيادة واستقلالية القرار. (سنطيحة كبيرة هادي ...)