جمال العسري: أليس في الحكومة حكيم.. أزمة طلبة الطب والصيدلة في حاجة إلى الإنصات والحوار

جمال العسري: أليس في الحكومة حكيم.. أزمة طلبة الطب والصيدلة في حاجة إلى الإنصات والحوار جمال العسري
لا بد أن نسجل بداية، التضامن مع طلبة كليات الطب، والصيدلة، وطب الأسنان.. والتنديد كل التنديد بالقرارات القمعية الصادرة في حق الطلبة، ومؤسساتهم المنتخبة.. وزارة التعليم العالي.. على نهج وزارة الداخلية..، الحل هو القمع ومزيد من القمع..

أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان.. في حاجة للإنصات والحوار المسؤول.. لا للقرارات الزجرية القمعية..

تعيش كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان منذ أسابيع على صفيح ساخن.. بفعل العديد من القرارات التي اتخذتها وزارة الميراوي دون استشارة الأطراف المعنية و خاصة الطلبة.. الذين لم يجدوا من وسيلة لإيصال رفضهم لما تم إقراره بخصوص مستقبلهم المهني إلا سلاح الاحتجاج والإضراب والمقاطعة.. بعد أن أغلقت كل أبواب الحوار في وجوههم.. وقبلها أفرغت تلك الحوارات القليلة من محتواها..

وفي الوقت الذي كان ينتظر من المسؤولين النظر باهتمام لما يقع في هذا المجال الحيوي..، والإنكباب على حل المشاكل وطمأنة أطباء المستقبل على مستقبلهم .. وإيجاد الحلول السريعة للمشاكل العالقة..، خاصة وأن المغرب وبعد أزمة كورونا اقتنع بحاجته القوية لتوفير الأمن الصحي.. لكن مسؤولي القطاع و بدل تغليب لغة العقل ولغة الحوار الجدي والمسؤول.. اختاروا السير على نهج التغول والاستبداد.. واختاروا سياسة القمع والمنع والحل.. 

وتتالت القرارات وتنوعت.. بين عقد مجالس تأديبية للطلبة.. وإصدار قرارات توقيف في حق أطباء المستقبل وصلت للتوقيف لسنتين وناهزت ال 35 توقيف حسب مصادر من الطلبة.. في ظل الحاجة الملحة للأطباء.. وتم استدعاء الآباء والأولياء وكأن الطلبة الأطباء قاصرين أو غير راشدين..، ثم  تتالت قرارات حل مكاتبهم الشرعية، والمنتخبة بكل شفافية، قرارات لم تعمل إلا على صب الزيت على النار، ولتزداد خطورة الأزمة التي تعيشها كليات الطب والصيدلة..، واليوم ونحن على أبواب الثلث الأخير من السنة الدراسية.. ألم يحن الوقت للإنصات لصوت العقل والحكمة؟؟ أليس في الحكومة والوزارات المعنية رشيد، وحكيم ؟؟.

ألم يحن الوقت للجلوس لطاولة الحوار؟؟ حوار مسؤول وجاد أساسه الانصات الجيد.. والاحترام الواجب للطلبة.. حوار مدخله الأساسي إلغاء كل القرارات التي اتخذت في حق الطلبة ومؤسساتهم الشرعية..، واستحضار مصلحة الوطن والمواطن والحاجة الملحة لتحصين واحد من أهم القطاعات الإجتماعية.. قطاع الصحة العمومية.. حوار يكون تحت ضمانة الأساتذة، ونقابتهم النقابة الوطنية للتعليم العالي.. حوار مثل هكذا أكيد لن يكون إلا في مصلحة الجميع.. وأولاها عودة الحياة لمدرجات الدراسة بكليات الطب و طب الأسنان والصيدلة..