نبش وسفر توثيقي مع الإعلامي الحسين العمراني في صفحات من تاريخ "ذاكرة رمضان" الحلقة (16)

نبش وسفر توثيقي مع الإعلامي الحسين العمراني في صفحات من تاريخ "ذاكرة رمضان"  الحلقة (16) الإعلامي الزميل الحسين العمراني

تطرح جريدة "أنفاس بريس" سلسلة من حلقات "ذاكرة رمضان" توثق لأهم وأبرز الأحداث التي وقعت خلال شهر رمضان منذ فجر تاريخ المغرب الإسلامي إلى المغرب المعاصر. هي سلسلة يومية من إعداد الكاتب والإعلامي الزميل الحسين العمراني الذي قام بجمعها وتوثيقها استنادا على عدة مراجع ووثائق وإصدارات.

إن السلسلة التوثيقية من "ذاكرة رمضان" تبرز عبقرية المغاربة عبر التاريخ، وتجعل المعلومة التاريخية في متناول الناشئة بأسلوب سهل ومشوق. كما أنها تكشف على أهم الأحداث الوطنية، بالخصوص التي وقعت في شهر رمضان، حيث قلما نعطي لتاريخنا مساحات في إعلامنا البصري لاستحضار مخزوننا التاريخي الذي يعتبر مصدر قوتنا وبه نكرس الانتماء لذواتنا وبوطننا، على اعتبار أن الوطنية الصادقة، والمواطنة الإيجابية بذورها الأولى يجب أن تكون من تربة الوطن، من ماضيه التليد. إذ لا يمكن أن نعايش تحديات الحاضر وإكراهات المستقبل إن لم يكن لنا ماض نستمد منه الدلالات والعبر.

حلقات "ذاكرة رمضان" تسافر بالقارئ عبر تاريـخ المغرب والأندلس ونسترجع من خلالها حضارة الأمة المغربية. هي سلسلة تسلط الضوء على ما تختـزنه وتوثقه العديد من الوقائع والأحداث التاريخية التي كان شهر رمضان مسرحا لها، حيث سنقف يوميا خلال هذا الشهر الفضيل عند منجزات شخصيات مغربية تركت الأثر ببصماتها الخالدة، الشاهدة على ذاكرة العصر.

حلقات "ذاكرة رمضان" هي سلسلة مشوّقة تسافر بالقارئ عبر تاريخ بلده، وتنفض الغبار عن وقائع تاريخية لازالت راسخة في الذاكرة المغربية عبر عدة قرون. وقد يكون من باب الصدف الإيجابية أن تعرف بلادنا العديد من المحطات التاريخية متزامنة مع شهر رمضان، برمزيته الروحية والدينية ودلالاته القدسية، وتتنوع هذه الأحداث ما بين الدينية والثقافية والرياضية والسياسية والفنية والعمرانية.

 

 
تعيين العلامة المختار السوسي قاضيا بالقصر الملكي
يسجل التاريخ أنه في يوم 16 رمضان من العام 1379هـجرية، الموافق لـ 14 مارس 1960م، عُيِّنَ العلامة المختار السوسي قاضيا بالقصر الملكي العامر، وبقي فيه إلى حين وفاته. مع مشاركته حتى الحكومة التاسعة في وزارة التاج.
 
ومن المعلوم أن المرحوم العلامة المختار السوسي قد أغنى الخزانة المغربية برصيد هائل من المؤلفات، في مجال التدوين التاريخي، كما في اللغة والفقه، والشعر، وأدب الرحلة، والسير وتراجم الأعلام، متميزا بريادته في كتابة التاريخ المحلي، من خلال تدوينه وتوثيقه لتاريخ منطقة سوس وتراثها العلمي، وعاداتها وأعرافها وتقاليدها وأمثالها، وبقية أنماط التعبيرات الشعبية الشفوية بهذه المنطقة.
 
تعرض للنفي من طرف سلطات الحماية الفرنسية من مراكش نحو قريته "إيليغ" في سوس، حيث دام هذا النفي مدة طويلة، قاربت عشر سنوات. ولعلها كانت نقمة في طيّها نعمة، فخلال فترة النفي هذه، تمكن محمد المختار السوسي من الاهتمام بالمشروع الأكبر في حياته، وهو البحث والتنقيب في تاريخ سوس، وحركتها العلمية وتراثها، وموروثها ومنظومتها الثقافية، من عادات وأعراف وتقاليد.
 
ومما جاء في سيرة المرحوم العلامة المختار السوسي قوله: "كنت في ذلك المنفى الأول محصورا خمس سنوات متوالية، فلم أزل بين المداد والقرطاس طوال تلك السنوات، حتى سودت ما سودت، مما يراه القارئ اليوم تباعا في كتبي "من أفواه الرجال" و"الترياق المداوي" و"المعسول" و"سوس العالمة"، و "إيليغ قديما وحديثا"، و "مترعات الكؤوس". وغيرها مما ملأت به فراغ تلك السنوات، التي خيمت عليَّ فيها الوحدة".
 
يوم وفاة العلامة محمد بن جعفر الكتاني
توفي العلامة محمد بن جعفر الكتاني يوم الأحد 16 رمضان من العام 1345 هجرية، الموافق 1927ميلادية.
الجدير بالذكر أن العلامة محمد بن جعفر الكتاني، له من المصنفات نحو 60، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس في من أقبر من الصلحاء والعلماء بفاس"، و "نظم المتناثر في الحديث المتواتر"، ثم "الدعامة للعامل بسنة العمامة" فضلا عن "الرسالة المستظرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة" بالإضافة إلى "سلوك السبيل الواضح في أن القبض في الصلوات كلها مشهور و راجح".
 
وفاة الشيخ علي بن أحمد الرسموكي
توفي الشيخ علي بن أحمد الرسموكي يوم الأحد 16 رمضان من العام 1345 هجرية، الموافق لسنة 1927م.
ويعتبر الشيخ علي بن أحمد الرسموكي من علماء الغرب الإسلامي في القرن الحادي عشر الهجري. وقد كانت ولادته بقرية تيزي اغشان بجبال جزولة في سوس "افلا اوكنس" بعقيلة سوس. هو عالم مالكي له مؤلفات في الفقه، والنحو، والحساب، كـ "شرح ابن ميمون"، و "شرح السنوسي الكبرى والصغرى"، ثم "شرح حدود الأبدي في النحو وكشف الغطاء للسالك".
 
قال عنه العلامة والفقيه العالم المختار السوسي: "لقد أحيا الله به بلاد جزولة علما ودينا". ومن تأليفه نذكر: "شرح ألفية ابن مالك" و "شرح الجمل للمجرادي" ثم "شرح فرائض ابن ميمون" علاوة عن "جمع كلمات من الأموات، وشرحها" و "شرح الكبرى والصغرى" للسنوسي، فضلا عن "حقائق في الإعراب".
 
4 ـ يوم أهدى السلطان السعدي أبو العباس المنصور لولده المأمون فيلا
تسمى هذه السنة في المغرب بعام الفيل، وسبب تسميتها بذلك أنه في شهر رمضان منها، بعث السلطان السعدي أبو العباس المنصور، لولده المأمون هدية من مراكش إلى فاس.
 
يقول العلامة الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن خالد الناصري السلاوي في كتابه الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى: "وفي سنة إحدى وألف، أُتِيَ بالفِيَلة من بلاد السودان إلى المنصور أي السلطان أحمد المنصور الذهبي السعدي، وكان يوم دخولها لمراكش يوما مشهوداً، برز لرؤيتها كل من بالمدينة من رجال ونساء وشيوخ وصبيان، ثم حملت إلى فاس في رمضان سنة 1700".
 
قال في نشر المثاني: "كان دخول الفيل إلى فاس يوم الاثنين 16 رمضان سنة سبع وألف، وبعث المنصور مع الفيل إلى ولده المأمون بهدية سنية فيها تحف وأموال عريضة، وخرج أهل فاس في ذلك اليوم للقاء الفيل بنحو مائة ألف نفس".
 
وثيقة حول دخول الفيل إلى المغرب في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي