- هيبة أمير المؤمنين الملك محمد السادس؛
- "كلمات خاشعة" تفسر كلام الله من رجل من أهل الله؛
- إلقاء "رهيب"؛ كأنه يصدر من وراء ستار الكعبة؛ في الثلث الأخير من الليل.
وأضاف رئيس المجلس العلمي مسترسلا في قراءة الأجواء التي وافقت الدرس الذي ألقاه مصطفى البيحياوي، أستاذ كرسي التفسير بالكراسي العلمية:
أعدت الإستماع والإنصات للدرس أكثر من مرة.. صدقوني هناك نورانية؛ و روحانية تعم المكان.. وتجلل فضاء القصر.. عقد لؤلؤ من (كلمات حديثة عهد بالسماء).. هي هذه الجلسة المباركة..
جلال جلوس أمير المؤمنين..
وجمال سرد كلام الله و تدبره..
وكمال واكتمال، صفاء البواطن بحضور صفوة علماء الأمة الاسلامية مشرقا ومغربا..
ورونق حضور إفريقي، يعيد لإفريقيا "مقعد سيدنا بلال" رضي الله عنه بجوار سبط سيدنا رسول الله؛ مولانا محمدا السادس..
جلسة مباركة؛ يجللها السلطان بتواضعه..
ورمضان بنفحاته..
والقصر الملكي بمجده وجهاده ..
وأهل الحكمة والربانيون من علماء الأمة "كل بسره"؛ بتعبيرهم عن معاني عالمية أخوة القرآن..
جلسة تعيد إليك حقيقة المعاني العميقة لبعض أقوال صفوة الصفوة من صحابة رسول الله؛ و التي يقرأها كل مسلم؛ لكنها تستعصي على (التأويل) بسبب بعد زمن التحقق والتحقيق !!.. وها هو تأويلها يأتي (ملقى علينا) من سماء القصر العامر بالدار البيضاء.. البيضاء قلبا ويدا و نوالا..
لينفتح معنى قول بعض الصحابة لبعض: ( تعالوا بنا نؤمن ساعة)..
إنه الدرس الحسني الثالث - رحم الله مولانا الحسن الثاني- ونعم الله روحكم وقبركم سيدي؛ بكل حرف من قاموس هذا الدرس وكل الدروس.. ومن كل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. بإذن ربنا توتي أكلها تسبيحات لا نفقهها.. ولسوف تسمع سيدي تسبيحات ملائكة الرحمان وتصلياتها؛ من رحاب وجنبات هذا القصر الذي يشهد ونشهد أنك كنت تؤتثه مزهوا وفرحا.. وأنت تحيي عبادة تعظيم مجالس مدارسة كلام الله وسنة سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
هذا الدرس وهذه الجلسة؛ تجلت فيها أنوار إيمانية وربانية وقدسية يقينا.. تحقق فيها و عد ربنا (..وتحفهم الملائكة)..
كيف لا ؟؟ ونحن (من بعيد) أحسسنا بشعور السمو والتسامي والعروج.. واقشعرت جلودنا ولانت قلوبنا لذكر الله.. وألقينا وجذبنا نسبح في بحار ألغاز وحكم وتفصيل القول الثقيل لربنا..
وخلعنا نعلنا.. وسمعنا .. وانصتنا..
وخررنا للأذبان سجدا..
وبكينا ..وصمتنا..
وحرنا وتحيرنا..
وسافرنا وفارقنا أجسادنا.. ورجعنا وفارقنا الذي فينا وليس منا..
ورجعنا واجتمعنا.. لنستمع لما يوحى؛ كأنه الآن يوحى..
ثم خشعت الأصوات وسكنت الجوارح تحت ظلال فردوس المعاني والأسرار (فردوس القرآن العظيم) لتتنزل الإشارات فينا وإلينا وعلينا..
في هذا المجلس اجتمع الغائب والحاضر والظاهر والباطن؛ وطوي المكان والزمان.. وأصبح العرش فوق العالمينا.. فطوبى لمن سلم ودخل "الحضرة" مستكينا..
حتى عدسة كاميرا المصور المحترف؛ كأنها بإذن خفي من الغيب كانت تنقل صدق التركيز والشهود الغامر لنظرات أمير المؤمنين وهي تتملى في كل حرف وشكلة حرف..
وتنقل السكون والأدب الذي يغمر الحاضرين..
وتنقل الخشية والسبك؛ اللذين تصدر وتنساب بهما كلمات سيدي مصطفى البيحياوي..
بل أدعي أنها نقلت "ما سرى" فينا من السر والإشارة والمعنى؛ ومن يعيد كرة النظر بعد أخرى سوف تنجلي له حقيقة الدعوى..
تمنيت، ووددت، لو رزقت جناحين "لأطير" فأكون هناك ؛ في حضرة "الجمال والجلال والكمال" بين يدي مولانا أمير المؤمنين..
وكدت أسأله سبحانه أن يخرجني من حالي لأشهد عيانا هذا العرس السلطاني القرآني المهيب.. بيد أني تذكرت حكمة سيدي ابن عطاء الله: (لا تطلب منه أن يخرجك من حالة؛ ليستعملك فيما سواها، فلو أراد؛ لاستعملك بغير إخراج) فتأدبت.. واستغفرت الله.. ولزمت قدري المكاني.. وتذكرت جواب سيدي ابو الحسن الشاذلي "للمريد" الذي طلب يوما أن يحضر دوما مجلسه؛ ويلازمه ويترك عمله وكسبه!
أي بمصطلح القوم أن "يدخل مقام التجريد" ويفارق عالم الاسباب والتسبب.. فأجابه الشيخ: (إلزم مكانك؛ و ما قسمه الله لك على أيدينا؛ سوف يصلك!!)..
صدقوني؛ تابعوا الدرس "بتركيز" و"القوا السمع وأنتم شهداء"؛ وسوف "تتلقوا" حظكم من الفتوحات الذي كتب الله لكم..
وسوف " يصلكم "ما قسم الله" لكم في سابق علمه وقضائه؛ من (السر)..
وسوف تتنعمون (بالمعنى) في بيوتكم وبلدانكم.. في زمن يصفه أهل الحكمة بزمن (ضياع المعنى)..
حفظ الله مولانا امير المؤمنين..
وعمر الله "قصرا" فاضت فيه هذه المعاني الصادرة من مشكاة كلام الله..
و بارك في علامة المغرب الرباني "المصطفى".. ونفع من حضر نيابة عنا بنفحات هذا الدرس الفريد..
وزاد الله مملكتنا المغربية الشريفة؛ من العز والمنعة والخيرات والفتوحات؛ ما به تعان على الذكر والشكر والتسديد..
وجعل بلد إمارة المؤمنين؛ قبلة لمن "فارق الأواني" وثقلها.. باحثا عن "أهل الله والمعاني" وعروجها..