إن ركوب الأستاذ مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي بجهة الشرق،وعضو المجلس العلمي الأعلى، على المظلومية في خرجته مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي، بادعاء منعه من المرور بالتلفزة على خلفية مدونة الأسرة، بقدر ما هو مسيء لصورة البلاد، فإنه يبين أن الرجل رغم انتمائه للمؤسسات، فهو يشتغل بعقلية السيبة. وأنه بالرغم من كون أمير المؤمنين قد وضع منهجية الاشتغال للجنة الملكية المكلفة بإصلاح المدونة، فإن الرجل لم يهدأ من فرض إيقاع أهوائه الطائفية على الجميع.
وهذا الإدعاء لم يكن لأول مرة، بل سبق أن قال قبل ذلك في محاضرة، بالعامية:" أنا نتحدى إلى جابو شي واحد للتلفزيون، ديالنا. كيفوتوا غي اللي يقولوا ديالهم . علاش ما تفوتوناش حتى أحنا ". وهذا القول إذ يفيد اصطفاف بنحمزة خارج صفته الرسمية، فإنه ينطوي على البهتان .حيث إن مصطفى بنحمزة أصبح وجها مألوفا في بيوت المغاربة، بفضل برنامج الكراسي العلمية بالقناة التلفزية السادسة، الذي يبث كل يوم أربعاء بعد العصر، ويعاد بثه ليلا منذ سنة 2010 ،إلى يومنا هذا. فضلا عن تغطية القناة الأولى لمعظم أنشطته. كما يتمتع بحصة بالقناة الثانية في برنامج: "الدين والناس".
كما عملت قناة ميدي 1 تيفي، على بث تصريحاته على هامش مشاركته في ندوة "مدونة الأسرة بين الآنية ومتطلبات الإصلاح"، حيث مرر ما يريد حول المدونة. وبثت قناة M 24 تيفي، تصريحا له حول مدونة الأسرة جنبا الى جنب مع الفاعلة السياسية نزهة الصقلي.
إن الهاكا بفعل تخصصها، قادرة على أن تمد الرأي العام بحظوة ظهور مصطفى بنحمزة في القنوات التلفزية والإذاعية، ومدى سيطرته المطلقة على القرار التلفزي، مقارنة مع غيره من الفرقاء. فحسب مصادرنا، أنه تدخل لمنع الفقيه مولود السريري من الظهور في الكراسي العلمية بقناة السادسة. علما أن الشيخ السريري، من العلماء التقليديين المتبحرين في الفقه المالكي وأصوله، وكذا في أصول الدين،والذي لم يأخذ بعد حقه في الاعتبار، بفعل الهيمنة الأصولية على قرار تدبير الحقل الديني.
وبهذا يظهر أن بنحمزة غير نزيه، سواء في تسويق مظلوميته، أو في الحفاظ على أمانة أقدار الناس. لذلك لا يسع المتتبع المنصف ،إلا أن يقول عن إدعاءات بنحمزة في حق الجميع: " سبحانك هذا بهتان عظيم ".
كما أن حديثه عن "ديالنا" وعلى: "علاش ما تفوتوناش حتى أحنا "، وهو يقصد طائفته الإخوانية/الوهابية، ومن ثم فهو يفصح عن اصطفافه معها من الموقع الرسمي. لكن ما ادعاه، هو الآخر مجانب للصواب .حيث ظهرت وجوه نسائية في التلفزة المغربية، تمثل مقترحات منتدى الزهراء، لتعديل مدونة الأسرة، على رأسها الأستاذة بثينة قروري زوجة الأستاذ حامي الدين، والأستاذة نزيهة معاريج الزوجة الثانية للأستاذ عبد العزيز أفتاتي، والتلميذة النجيبة للأستاذ بنحمزة. كما ظهرت بالتلفزة المغربية، وجوه من حركة التوحيد والإصلاح، وغيرها من الحركات الإسلامية.
وعليه، فإن إدعاء مصطفى بنحمزة منعه هو وفصيلته الإديولوحية، من المرور في التلفزة المغربية، يسيء لصورة المغرب في العهد الجديد الذي يقوده صاحب الأمر، أعز الله أمره، بأفق منفتح ومحتضن بمقاربة تشاركية ،لكل الأطياف، في معركة البناء الوطني المستقل.
لذلك يجمل بالهاكا، كمؤسسة مختصة، أن ترد على إدعاءات مصطفى بنحمزة، والكل يعلم أن غاية مناه ، إرضاء أهوائه الطائفية في حب الرئاسة والزعامة ،بالدوس على منطق عمل المؤسسات وتحملاتها.فقد قال أحد السلف الصالح: " ما أحب أحد الرياسة، إلا أحب ذكر الناس بالنقائص والعيوب ". ويقول ابن عاشر في منظومته:
//واعلم بأن أصل ذي الآفات ** حب الرياسة وطرح الآتي// .
وأكيد أن حب الرياسة وطرح الآتي من الاعتبار، في المساءلة وضرورة التوبة، هو من طغيان غفلة الاغترار بخزائن قارون التي يتربع عليها،بدون حساب!
مصطفى بنحمزة ولطيفة أخرباش، رئيسة الهاكا