"إسافّنّ.. بلدة العدوي تشكو حظّها العاثر من التّنمية وحقّها في الثّروة

"إسافّنّ.. بلدة العدوي تشكو حظّها العاثر من التّنمية وحقّها في الثّروة منطقة طالها التهميش منذ سنوات
يبدو أن منطقة "إسافّن" التي تبعد عن مدينة طاطا بنحو 85 كيلومترا خارج الزمن التنموي بالنظر لكونها الجماعة المتاخمة للحدود الجغرافية مع عمالة إقليم تارودانت، ولكون الطريق الوطنية رقم 7 التي تعبرها والتي يمرّ منها المسؤولون والزّوار والوزراء لم تصلها استثمارات جهة سوس ماسة، ولا حظها من الثّروة. 
 
ووفق معطيات حصلت عليها "أنفاس بريس"، فإن أهالي الجماعة الترابية "إسافّن" بحث حناجرهم من شكاوى طالها الانتظار لسنوات منذ التحاقها بجهة سوس ماسة في التقسيم الترابي لعام 2015، ولم يشفع انتماء مسؤولين ينتسبون لبلدها من أن يصلها حظّها من الثروة، وعلى رأسهم زينب العدوي (64 عاما) ابنة المنطقة، حينما كانت واليا على جهة سوس ماسة (لمدة سنة وتسعة أشهر (ما بين 2016 و 2017)، والتي تشغل حاليا مهمة رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، اضطرت على إثرها نساء القرية للخروج إلى الشارع العام في زيارة سعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة، منذ أيام، لتردّدن  أهازيج بلغة أهل البلد (تشلحيت) تطالب بتشغيل مستوصف صحي ودار للولادة معطلان ناقصي التجهيزات، وهن اللّواتي يعانين في مسار الحمل، وفي توفير الحدّ الأدنى من الخدمات الصحية، وهن في سنة 2024 يضطرن لقطع مسافة 85 كيلومترا للوصل إلى مشفى طاطا، وبعدها يتم إحالتهن على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير  لقطع أكثر من 400 كيلومتر  يخاطرن بحياتهن وحياة أجنّتهنّ"، وفق تعبير أهالي المنطقة.
 
 وليس الخدمات الصحية، هي المعطلة  فحسب ومن مآسي ساكنة المنطقة، فالطرق تشكّل وبالا على حال النّقالين، حيث أن أصوات  الساكنة بحت وما تزال لتجدّد مطلبها بـ"ضرورة التدخل لفك العزلة على دواوير "إبركاكّ و"أيت وارحو"، على الرّغم من أن الطّريق التي تمّ تشييدها مؤخّرا تم التلاعب فيها، إذ باتت تشكل خطرا على المارة والنقالين. كما أن الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 7 و"أيت عبدالله" مرورا بـ"أيت فييد" لم تعد صالحة بدورها، وتشكل خطرا على المارة وجب التدخل لإصلاحها، ووجب تجديد الشبكة الطرقية"، وفق إفادات أهالي المنطقة.
 
أما بخصوص الماء الشروب، فإنه لم يعد متوفّرا ببلدة "إداوتنست"، بعدما عهد للجماعة الترابية بتسيير المشرع المائي، غير أن هاته المادة الحيوية لاستقرار الساكنة لم تعد متوفرة. وهي معاناة تشكوها أيضا قبيلتي "إبركاك" و"أيت وارحو" على تراب الجماعة الترابية "إسافّن"، بسبب غلاء تكلفة استخراج الماء الصالح للشرب على خلفية عمق الأثقاب المستغلة والتي يبلغ عمق أغلبها 200 متر. مما يجعل تكلفة الطن الواحد من الماء تصل إلى 15 درهم".

كما يشكو أهالي قرى "تلبورت" و"إبركاك" و"ويلولان" من صاص من مياه الشرب، مما يهدّد استقرارهم، واستقرار ما تبقى من الأسر المنشرة على عرض طول يصل إلى 120 كيلومترا في إقليم طاطا الشاسع والمشتت.
 
 وعلى الرّغم من أن الجماعة الترابية "إسافّن"، في ولايتها الانتدابية الحالية، خصّصت مبلغ 630000 درهم لتزويد عدد من الآبار بالمنطقة بألواح شمسيّة للتّخفيض من تكلفة استخراج الماء التي تثقل كاهل الأهالي، غير أنه لم يتم هذا المشروع المائي الحيوي، لكونه لا يخدم "مصالح شخصية لمسؤول جماعي ولا تهم دائرته الانتخابية وجعلها ورقة ضغط على أعضاء المجلس الجماعي الذين تمرّدوا على أغلبية الرئيس الحالي".
 
ولم تكن الجماعة الترابية "إسافّن" تشكو حظّها العاثر من التنمية فقط، بل كانت وما تزال، وفق تعبير عدد من أبناء المنطقة، "ضحية صراعات سياسية، إذ أن الرئيس الحالي لجماعة "إسافّن" لمّا كان رئيسا للمجلس الإقليمي غضّ الطرف عن تعبيد الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 6 والطريق الجهوية رقم 107 عبر قبيلة "أيت وارحو" في صراع مع منتخبين معارضين لميولاته وتوجهاته، لتحرم منطقة إسافّن برمّتها من منفذ استراتيجي هام كان سيجعل المنطقة تنتعش على المستويات الاقتصادية والسّياحية والاجتماعية والذي كان من المفروض أن يفك العزلة عن 13دوار ويفتح منفذا طرقيا مختصرا نحو أكادير"، وفق رواية المصدر ذاته.