كلما تم تعيين والي جديد على رأس جهة الدار البيضاء-سطات إلا ويجد فوق مكتبه ملف سيارات الأجرة بصنفيها الأول والثاني. ويأمل مجموعة من مهنيي هذا القطاع أن تتحرك مصالح السلطات المحلية مع الوالي الجديد لتجاوز الإشكاليات الكثيرة التي يعرفها القطاع، ومن بينها مشاكل المأذونيات بين أصحابها والمستغلين لها والمحطات النموذجية، على اعتبار أن كل والي جديد ترك الملف معلقا وغادر بعد سنوات مكتبه في ظل استمرار المشاكل نفسها.
مع تعيين امهيدية في منصب الوالي الجديد تفجر مشكل آخر في صفوف العديد من مهنيي سيارات الأجرة ويتعلق الأمر بمسألة إعادة الانتشار، بسبب انطلاقة خطي "الباصواي" واقتراب انطلاقة خطي الطرامواي الثالث والرابع.
وأكد بعض نقابي القطاع الذين تحدثوا ل "أنفاس بريس" أن السلطات المحلية بالبيضاء مدعوة إلى فتح نقاش عاجل مع مهنيي القطاع قبل الدخول في أي تصعيد جديد، لأن القطاع حسب هؤلاء النقابيين، مهدد بسبب المنافسة التي أصبحت مفروضة عليه من قبل وسائل نقل مدعومة من طرف مجلس جماعة الدارالبيضاء.
وقال عبد الرحيم مراري، الكاتب العام الجهوي للمنظمة الديمقراطية لمهنيي وسائقي سيارات الأجرة بالبيضاء، : "هناك مجموعة من التساؤلات يطرحها المهنيون في قطاع سيارات الأجرة في ظل المنافسة القوية المفروضة على القطاع من قبل وسائل النقل الجماعي، بما فيها "الباصواي" الذي انطلق في مارس 2024، ومن المحتمل تنظيم مجموعة من الوقفات الاحتجاجية مستقبلا، خاصة أن هناك احتقان كبير في صفوف بعض مهنيي القطاع، لأن هامش العمل داخل مدينة البيضاء أصبح يتقلص يوما عن يوم بسبب وجود "الباصواي" و"الطرامواي"، ناهيك عن الوسائل الأخرى كالنقل السري والتطبيقات الذكية".
واعتبر بعض سائقي سيارات الأجرة أن ما تقوم به السلطات العمومية بالدارالبيضاء بإحداث محطات عصرية ومن المستوى الرفيع للطرامواي بكل خطوطه و للباصواي، يعد أمرا جميلا، إلا أنهم في الوقت نفسه يتساءلون عن مصير قطاع سيارات الأجرة، حيث لا يزال مطلب إحداث محطات نموذجية معلقا منذ سنوات طويلة.
وأكدوا أنه لا يمكن استمرار التعامل مع قطاع سيارات الأجرة من قبل مجلس جماعة البيضاء كأنه الحلقة الأضعف في منظومة النقل والتنقل في العاصمة الاقتصادية، لأن هذا المجلس، حسب رأيهم، لا يكلف نفسه حتى فتح حوار ونقاش مع المهنيين في قطاع سيارات الأجرة من أجل الاستجابة إلى مطالبهم، وعلى رأسها ضرورة إحداث محطات نموذجية في كل المقاطعات البيضاوية، نظرا للخدمات التي يقدمها هذا القطاع. الذي يضم حوالي 17 ألف طاكسي من الحجم الكبير والصغير.
واستغرب بعض سائقي سيارات الأجرة بالبيضاء من عدم السماح لهم باستعمال المسار المخصص ل "الباصواي، مؤكدين أن استغلال هذا المسار من قبل الطاكسيات سيخفف بشكل كبير من مشكل الاكتظاظ الشديد الذي تعرفه شوارع المدينة.
المشاكل التي يعرفها قطاع سيارات الأجرة بالبيضاء نتطلب، حسب، عبد الرحيم مراري، الكاتب العام الجهوي للمنظمة الديمقراطية لمهنيي وسائقي سيارات الأجرة بالبيضاء، التفكير في وجود حلول لهذا القطاع بمشاركة المهنيين.
وسيفرض الخط الأول والثاني ل "الباصواي" في الدارالبيضاء، على العديد من سائقي سيارات الأجرة من الحجم الكبير إعادة الانتشار، خاصة بالنسبة للذين يشتغلون في الخط الرابط بين مدينة الرحمة والحي الحسني وشارع القدس وسيدي معروف، وهو الأمر الذي أصبح يشغل بال العديد من المهنيين.
ولا يتوقف الأمر فقط على "الباصواي"، حيث سيكون على العديد من سائقي سيارات الأجرة بالدار البيضاء مجبرين على تغيير مسار رحلاتهم بعد انطلاق الخط الثالث والرابع ل "الطرامواي " في الشهور المقبلة.
وفي الوقت الذي سيكون أمام المواطن البيضاوي مجالات اختيار متعددة بخصوص وسائل النقل الحضري، فإن مشاريع النقل الجماعي في العاصمة الاقتصادية تشكل منافسا شرسا بالنسبة لقطاع سيارات الأجرة، الذي يعاني الكثير من الاختلالات في أكبر مدينة بالمغرب.
وإذا كانت عينة كبيرة من مهنيي سيارات الأجرة بالبيضاء ينظرون بعين الريبة لوسائل النقل الجماعي التي أطلقت بالبيضاء، فإن العديد من المواطنين يؤكدون أن هذه الوسائل جاءت من أجل القطع مع سنوات طويلة كان فيها بعض سائقي سيارات الأجرة ينقلون المواطنين حسب مزاجهم، أما حاليا مع وجود هذه الوسائل والمشاريع التي ستعرفها المدينة مستقبلا سيكون بإمكان المواطن البيضاوي الاختيار بين الوسيلة الأحسن.