كلما ضاقت الدنيا بما رحبت بالجزائر بعزلتها الدولية وخفت هيمنتها بإفريقيا كشرت عن أنيابها واشتد سعارها، ولاتجد متنفسا تعلق عليه شماعة فشلها وإحباطها على أكثر من مستوى رياضي سياسي اجتماعي إلا وصوبت إحدى عصيها إلى عجلة نمو وتطور المغرب، غير أن القافلة تسير رغم النباح، وهذا ليس قذفا أو سبا لانه ليس من شيمنا كمغاربة وإنما تشبيها لواقع جلي علما أنني أكن كل الاحترام والتقدير لجميع شعوب العالم ناهيك عن من تجمعنا معهم عدة أواصر لا حصر لها وعلى رأسها آصرة الجغرافيا.
إن ما أقدم عليه قصر المرادية مؤخرا هو حيلة التحالف مع الشيطان في شخص رئيس الدولة المارقة حابسة أنفاس مواطنيها واضعة أمامهم خيارين لا ثالث لهما، إما الخنوع أو الموت إعداما. إن إيران مقننة الزنا عبر زواج المتعة الذي سنه عليه السلام بشروط وقيود وظروف خاصة ارتبطت حينها بالفتوحات الإسلامية وتوسيع رقعة الدولة الحديثة آنذاك، قد أفتى فقهاء شيعتها بزواج المتعة في فنادق سوريا وإيران وذلك عبر توثيق الزواج بقاعات الإستقبال بالفنادق عبر ملء عقد زواج معد مسبقا يدرج فيه اسم الزاني والزانية. كما نجد نظام ثورة الخميني يجيز عملية التحول الجنسي، وفي النقيض يشدد على الحجاب في أكبر تناقض عرفته البشرية. هذا غيض من فيض من عجائب عدوة صديقة إسرائيل. وإن كانت ولا تزال تحمل هم الصحراويين على حد تعبيرها وتعتبر قضيتهم في مقام القضية الفلسطينية. فإننا نراها اليوم تقف مكتوفة الأيدي وغير قادرة على إدخال ربطة رغيف أو كيس دقيق لأهل غزة. والآن سأعرج على فزاعة إيران بلبنان حزب الله - و الله بريء منه- فأين راجمات صواريخه وقذائفه ومجاهدوه واستخباراته وفدائيوه. فبعد مرور قرابة الستة أشهر لاندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل والكل يتحمل مسؤلية قرارته من كلا الجانين نجد ذنب إيران يقصف إسرائيل باتفاق واحتشام باديين للعيان. وأنا هنا لا أدعو إلى توسيع رقعة الحرب بقدر ما يهمني حقن الدماء ولم أكن لأثير هذا الكلام لو لا ازدواجية خطاب ومواقف السالف ذكرهما إيران ولا حزب الله فنجده يحمل هم البوليساريو عبر مدارة الجزائر بتقديم المساعدة العسكرية من أسلحة وتدريبات لمهاجمة المغرب. أقول أن المغرب قادر على حماية أراضيه والدفاع عن وطنه، وذلك لعدالة قضيته وحنكة ملكه قائد اركان الحرب العامة وكذا بسالة وبأس جيشه ونجاعة جهاز جمع المعلومات. علما أن زيارة الرئيس لإيران لن تقض مضجعنا لان الخذلان و الخوف عن المصالح شعار إيران المارقة. هذا هو الشق الأول أما الثاني فيتعلق بالفعل المشين الذي أقدمت عليه حكومة العسكر باستقبال بعض الخونة لتأسيس مكتب ما سمي بجمهورية الريف التي لن ترى النور ولو أفلت الدنيا متناسية الفئة ضالة خارجة عن القانون وخائفة من دخول المغرب، فلم تجد بدا إلا الارتماء في حضن الجزائر، ولو كان دعم المارقة و الجزائر قادرا على إضاءة نور جمهورية الريف لكانت البوليسايو اليوم دولة قائمة بعد مرور نصف قرن رغم محاولات استمالة الجزائر مواقف مجموعة من الدول التي توصلت فيما بعد إلى احقيتنا في صحرائنا الغالية، أما حركة الماك فلم يقم المغرب بتأسيسها على أراضيه لكنها كانت قائمة الذات. وبخصوص عدالة قضيتنا فقد أكدها موقف وزير خارجية فرنسا مؤخرا عطفا على ما ذهبت اليه كل من الولايات المتحدة وألمانيا وحكومة المملكة الايبيرية.
وإذا عدنا إلى موقف المغرب مما يجري بالشرق الأوسط فهو لا يتجزأ من موقف باقي دول العالم في اكبر ذهول أمام خرق المواثيق الدولية، و يبقى المغرب أول بلد يتصدر عدد وقفاته الاحتجاجية الداعية لوقف الحرب ومراجعة القانون الدولي الإنساني بالأخص، بحيث نجد أن المغرب لم يقم بمنع اي تظاهرة مساندة للقضية الفلسطينة. إن موقف الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية حاله حال صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يدعمها عبر القانون الدولي ومؤسسة بيت مال القدس. ويبقى الاستعمال المفرط للقوة وسادية الجيش الإسرائيلي وتعنت رئيسه للحفاظ على مساره السياسي مما يخرس العالم ويذهله التحدي الصارخ لجميع مواثيق وأعراف الحروب.