اليوم العالمي للمرأة...سفيرة المغرب بصوفيا تترافع من أجل المرأة والسلام والأمن

اليوم العالمي للمرأة...سفيرة المغرب بصوفيا تترافع من أجل المرأة والسلام والأمن جانب من اللقاء وفي الصورة السفير زكية الميداوي
برعاية الوزيرة ماريا غابرييل، نائبة الوزير الأول ووزيرة الشؤون الخارجية البلغارية، نظمت سفارة المملكة المغربية بصوفيا بجمهورية بلغاريا، يوم الاثنين 26 فبراير 2024 لقاء تحت شعار "المرأة، السلام والأمن". فيما يلي نص البيان الصحفي، الذي توصلت به "أنفاس بريس" :
 
في إطار أجندتها الثقافية لسنة 2024، وبمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، الذي يحتفل به في الثامن من مارس من كل سنة، نظمت سفارة المملكة المغربية بصوفيا بجمهورية بلغاريا بشراكة مع المنظمة البلغارية الغير الحكومية “المزيد من النساء في السلطة” «More Women In Power» وبتعاون مع الغرفة الوطنية البلغارية للتجارة والصناعة والجمعية اليونانية " Women Act Greece" تحت الرعاية السامية لمعالي الوزيرة السيدة ماريا غابرييل، نائبة الوزير الاول ووزيرة الشؤون الخارجية البلغارية، يوم الاثنين 26 فبراير 2024 حفلا تحت شعار " المرأة، السلام والأمن".
وقد عرف هذا اللقاء، والذي استضافته السيدة زكية الميداوي، سفيرة صاحب الجلالة ببلغاريا وعميدة السلك الدبلوماسي المعتمد لدى جمهورية بلغاريا، حضور العديد من الشخصيات الدبلوماسية الوازنة ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة على غرار اليونيسيف، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والصليب الاحمر، وممثلين عن الحكومة والبرلمان البلغاري والعديد من وسائل الإعلام وممثلي عن القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى فنانين والعديد من المنظمات الغير الحكومية الني تشغل في مجال النهوض بالمرأة والطفل.
وقد رافقت كل من سفيرات دول ألمانيا، النمسا، البوسنة والهرسك، كوبا، العراق، إيطاليا، المغرب، منغوليا، مالطا، البرتغال، جمهورية مقدونيا الشمالية، رومانيا، تركيا... "سفراء يوم واحد".
 
وفي كلمتها الترحيبية خلال هذا اللقاء، أعربت السيدة زكية الميداوي، سفيرة المملكة المغربية لدى جمهورية بلغاريا، عن اعتزازها بصفتها سفيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وعميدة للسلك الدبلوماسي المعتمد لدى جمهورية بلغاريا والمشاركة في تنظيم هذا الحدث بخالص التهاني لمعالي الوزيرة السيدة ماريا غابرييل، لإلتزامها بالقضايا العادلة من خلال دعمها لهذه المبادرة. كما أشادت بجهود مؤسسي المنظمة الغير الحكومية "المزيد من النساء في السلطة"، وهن السيدة إيفيلينا تسيليفا، والسيدة لوسي بارزانوفا، والسيدة أنينا رانجيلوفا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء غير رسمي ولا يهدف بأي حال من الأحوال إلى اتخاذ أي موقف كان تجاه هذا الموضوع، إذ أكدت السيدة السفيرة زكية الميداوي أن موضوع “المرأة ،السلام والأمن” هو موضوع بارز يتعلق بتعزيز قيم السلام والعيش المشترك والاحترام والتسامح ،حيث أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد خصص لهذا الموضوع القرار رقم(1325) منذ 31 أكتوبر 2000، والذي يؤكد على أهمية دور المرأة في منع الصراعات وحلها؛ في المفاوضات وحفظ السلام ، في التدخل الإنساني وإعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع، كما يسلط الضوء على أهمية الاستجابة لاحتياجات النساء والفتيات ضحايا العنف، وضمان مشاركتهن في عمليات صنع القرار، لا سيما في المناطق المهددة أو المتأثرة بالصراع، وتعزيز المساواة بين الجنسين لتحقيق السلام الدائم.
كما أشارت السيدة السفيرة، أن العدد المتزايد من البلدان التي لديها الآن مخطط عمل إقليمي ووطني لرصد وتنفيذ القرار 1325 يدل على تحسن البيئة السياسية لدعم إدماج المرأة ومشاركتها في السلام والأمن. وتشكل كل هذه العناصر ركائز أساسية لبنية السلام والأمن في المغرب وبلغاريا وأماكن أخرى.
وللإشارة فإن المملكة المغربية بذلت جهودًا وموارد كبيرة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325، وذلك من خلال إطلاق خطة عمل وطنية هي الأولى في مجال المرأة والسلام والأمن في مارس 2022، والتي تسلط الضوء على الاعتراف بدور النساء كعوامل للتغيير وشريك متساوي في التنمية وعملية صنع القرار.
"وفي إطار تطبيق الرؤية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله و أيده، تم اعتماد مخطط العمل الوطني هذا، والذي كان موضوع مشاورات واسعة النطاق شملت جميع مكونات المجتمع المغربي والشركاء الإقليميين والدوليين المختصين في هذا الشأن. إذ يهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق المرأة. كما أنه يقوم على ثلاث ركائز منها: الدبلوماسية الوقائية، الوساطة وحفظ السلام، تعزيز ثقافة السلام والمساواة والمشاركة الاقتصادية للمرأة".
واختتمت السفيرة زكية الميداوي كلمتها بأن “المغرب، ومنذ استقلاله، ساهم في الحفاظ على مبادئ السلم والأمن من خلال مشاركته في عمليات حفظ السلام، بدعم ومشاركة المرأة المغربية”.
 
 
 
من جانبها، هنئت السيدة غابرييل، نائبة الوزير الاول ووزيرة الشؤون الخارجية البلغارية، القائمين على هذا الحدث الرائع الذي يشكل فرصة رائعة لمناقشة مثل هذا الموضوع الهام، مذكّرة بذلك ولأول مرة في تاريخها، أصبحت بلغاريا عضوا في كل من المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للفترة الممتدة بين 2023-2025 ومجلس حقوق الإنسان للفترة 2024-2026، وأردفت بأن من بين أولوياتها الرئيسية تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة .
وفي نفس السياق، أكدت السيدة غابرييل أن أجندة الأمم المتحدة للأمن والسلام، هي خارطة طريق عالمية لتحقيق العدالة والأمن وحقوق الإنسان، والتي تدعم الرؤية القائلة بأن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا عندما يتم إيصال أصوات النساء وحماية حقوقهن.
كما أعلنت رئيسة الدبلوماسية البلغارية أن السلام والأمن يحتاجان إلى موهبة المرأة، مع الإصرار على دعم النساء والفتيات في مجال الابتكار، لتمكينهن من الاستفادة من الفرص التي يوفرها هذا القطاع، والهدف هو أن يصبحن قادة، لا سيما في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
 
واختتمت كلمتها بإلقاء الضوء على الدور الأساسي للمرأة ومشاركتها في البعثات الدبلوماسية لتعزيز السلام والأمن، من أجل منع النزاعات وحلها. وأردفت: "أعتقد أن النساء والفتيات يمكن أن يساهمن في مجتمع أفضل أكثر سلامًا وأمانًا".
وفي مداخلتها، أكدت السيدة إيفيلينا تسيليفا، رئيسة المنظمة الغير الحكومية "مزيد من النساء في السلطة"، والتي قامت بعرض أهداف ومهمة منظمتها أمام وسائل الإعلام والبعثات الدبلوماسية والمجتمع المدني والمنظمات الحكومية، أنه في الأوقات العصيبة مثل اليوم، حيث يتخبط العالم بسبب الصراعات العسكرية المتعددة، فإن دور المرأة في الحفاظ على السلام أمر ضروري.
وذكرت السيدة تسيليفا أن منظمتها تهدف إلى تعزيز المساواة والتوازن بين النساء والرجال في البرلمان البلغاري والعمل على تحقيق نفس الشيء في أوروبا. ويهدف برنامج "مزيد من النساء في السلطة" إلى تعزيز المرأة بالوسائل اللازمة لاكتساب المهارات والكفاءات التي تسمح لها تطوير وتحسين وضعها بشكل عام وتحقيق القيادة بشكل خاص. إذ يبذل مجهود جبار من أجل جذب النساء البلغاريات الشابات والمتعلمات، وخريجات الجامعات المرموقة العالمية، واللائي لديهن أيضًا شغف لخدمة بلادهن، من خلال المشاركة في حكمها.
علاوة على ذلك، فإن برنامج "المزيد من النساء في السلطة" يهدف إلى تمكين النساء اللائي يمتلكن صفات قيادية وقيم أخلاقية ويفتقرن إلى الثقة بسبب مكانتهن للمساهمة بشكل كبير في تطوير عالم سلمي وحكومة بناءة وخلق التوازن الذي يحتاجه مجتمعنا اليوم.
ولتحقيق هذه الغاية، فإن منظمة "المزيد من النساء في السلطة" تخطط لإنشاء هياكل نسائية تدعم هذه الفكرة، سواء في بلغاريا أو في الخارج، مع التذكير بأن النساء يمثلن نصف سكان العالم ويجب أن يحكمن العالم على قدم المساواة مع الرجال، لجعله أفضل وأكثر عدالة.
من جانبه، أعلن السيد تسفيتان سيمونوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة البلغارية، أن الفظائع المرتكبة ضد النساء والفتيات في النزاعات المسلحة لم يتم توثيقها بشكل جيد كما هو الحال اليوم. حيث أن إبان النزاعات والكوارث الطبيعية، يؤدي عدم المساواة بين الجنسين إلى تفاقم الصعوبات والعقبات المتعلقة بالحصول على الأكل والمشرب والصرف الصحي والنظافة والرعاية الصحية والتعليم والتوظيف والسكن والهوية القانونية. "أرحب بجميع التدابير المتخذة لتغيير هذا على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. وإنني أشجع المجتمع الدولي على استخدام الوسائل المتاحة، بما في ذلك الحوافز المالية التي ينبغي أن يشارك بها القطاع الخاص كجزء من مسؤوليته الاجتماعية، لتعزيز وتشجيع مشاركة ومساهمة المرأة في السلام والأمن." مضيفا.
كما أكد السيد سيمونوف أن وجود سكان يتمتعون بالكفاءة في حل الصراعات أمر ضروري للحفاظ على السلام. وأن من الأهمية تحقيق التكامل الوطني وإضفاء الطابع المؤسسي على نهج يراعي الفوارق بين الجنسين. إن تعزيز حقوق المرأة وقيادتها ومشاركتها في المبادرات الأمنية يفيد الجميع، لأن المرأة هي الوصية على مجتمعاتها. إذ تلعب القيادات النسائية في المجتمع المدني والجيش والأمن دورا هاما في صياغة استراتيجيات السلام والأمن.
وفي هذا الصدد، شاركت السيدة مي زاني، رئيسة المنظمة الغير الحكومية اليونانية Women Act Greece" "، تجربة جمعيتها، والتي يمكن أن تكون بمثابة نموذج للممارسة الجيدة حول كيفية مساهمة البلدان الأخرى، من خلال المنظمات الوطنية، في زيادة تعزيز الجهود الجماعية، في المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وتواصل دولة اليونان، الملتزمة بتعزيز دور المرأة في عملية السلام، إظهار التزامها بالسلام من خلال جهودها المستمرة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1325، مع العلم أن عدم وجود صراع في بلد ما لا يمنعها من اتخاذ التدابير لإحلال السلام.
وأوضحت السيدة مي زاني أن جمعيتها تعمل، في الوقت نفسه، على تعزيز وحماية الحقوق المتساوية للفتيات والنساء وتقليص الفجوة بين الرجال والنساء في مجالات القيادة، من خلال تعبئة البرامج الملائمة وذات الصلة، والاستثمار في أمن وحقوق المرأة وإيصال أصوات القيادات النسائية والمنظمات النسائية. حيث تعتبر أولوية تهم المجتمع اليوناني بالكامل، لأنها تشكل ضرورة أساسية بالنسبة للذين يعطون أهمية لحل الصراعات والسلام.
وللتذكير، فإن السيدة ماريا غابرييل أطلقت في ديسمبر 2022، بمساهمة السفيرات المعتمدات لدى جمهورية بلغاريا، مبادرتها "سفير ليوم واحدٍ/Ambassador for one Day"، والتي ترتكز على مواكبة لمدة يوم أو يومين طالبة بلغارية تقوم بدور سفير إحدى الدول المشاركة في هذا النشاط.
وتجدر الإشارة أن السيدة ماريا غابرييل وفريقها في وزارة الخارجية البلغارية، قد أطلقت مسابقة عبر الإنترنت حول موضوع " أنا دبلوماسي" والذي يستهدف ثلامذة ثانويات وطالبات جامعيات في جميع أنحاء بلغاريا، حيث تم اختيار الفائزين الـ 17 (بناءً على عدد السفيرات) عبر الإنترنت على أساس جودة إجاباتهم على هذا السؤال وملاءمته. حيث اختار السفراء الـ 17 من البلدان المذكورة أعلاه (بما في ذلك ممثلو اليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) الفائزين الشباب ليكونوا سفراء لهم ليوم واحد.
علماً أن “سفيرة يوم للمملكة المغربية”، اسمها جيرغانا كوتيلوفا، تبلغ من العمر 22 سنة، وتنحدر من مدينة ستارا زاكورة البلغارية. وهي حاليا طالبة في السنة النهائية في جامعة سانت كليمنت أوهريدسكي في صوفيا، متخصصة في الدراسات الأوروبية. وبفضل تكوينها في مدرسة "رومان رولاند" الثانوية للغات الأجنبية في ستارا زاكورة، تخصص اللغتين الفرنسية والإنجليزية، برز وتعزز اهتمامها بالثقافات الأجنبية والفرنكوفونية. ولهذا قررت في نهاية دراستها الثانوية متابعة تخصصها في مجال الادماج الأوروبي والعلاقات الدولية. هذا، أما فيما يتعلق بخططها المهنية، فإنها تهدف إلى أن تصبح خبيرة في مجال البحث والتحليل على المستويين الأوروبي والدولي، وتأثيره على السياسات الوطنية.
علاوة على ذلك، فقد تقدمت كل فائزة إلى سفارة الدولة المخصصة لها لمدة يوم أو يومين. حيث نظمت السيدة غابرييل حفلاً لتوزيع الجوائز، سلمت خلاله شهادات للفائزين بمبادرة “سفير ليوم واحد”، بحضور السفيرات ووسائل الإعلام البلغارية، التقط إبانه صور تذكارية للسفراء وسفراؤهم ليوم واحد مع نائبة الرئيس البلغاري.
وتجدر الإشارة إلى أن حفل الافتتاح تميز بتنظيم عروض ثقافية وفنية متنوعة، حيث قدمت فرقة الرقص البلغارية "Sophistik-Jivo"، رقصات من الفلكلور البلغاري تحت إشراف مصممة الرقص الموهوبة السيدة إلينا توبالسكا والمجموعة الغنائية لمدرسة جوقة ليوبومير بيبكوف في صوفيا، وبمساهمة قيمة من رابطة " أساتذة الفرنسية وبالفرنسية في بلغاريا".
وقد حظي المشاركون بمشاهدة عرض أزياء للقفاطين المغربية على إيقاع الموسيقى المغربية (ملحون، صحراوي، أمازيغي) حيث أشرفت السيدة غابرييل على السحب للفائزين بالجوائب من منتجات حرفية مغربية وبلغارية، منتجات تجميل بلغارية وغيرها تعتمد على زيت الأرغان والقفطان المغربي.
قد أختتم هذا اللقاء، بدعوة الضيوف إلى حفل عشاء، أقيم على شرفهم، تم خلاله تكريم مختلف الأطباق المغربية من الطواجن وفطائر ومشروبات وشاي وحلويات مغربية تقليدية، مما يشهد على زخر وتنوع المطبخ المغربي والبلغاري.