بعد أن أجهزت عليه الدولة وحظره لسنوات ودق آخر مسامر في نعشه من طرف التنظيمات الإسلامية خاصة العدل والإحسان، تحاول ما يسمى وزارة التعليم العالي في حكومة الشباب الموازية إعادة الحياة إلى «مومياء» تنظيم صلى الجميع صلاة الجنازة عليه منذ سنوات بعد آخر مؤتمر له.
حكومة الشباب الموازية تعقد اليوم بالرباط بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة محمد الخامس أكدال لقاء قالت إنه ستتدارس فيه مواضيع الإصلاح البيداغوجي وتوافق العرض التربوي ومتطلبات سوق الشغل، وحكامة القطاع، ووضعية الحركة الطلابية بالمغرب.
حكومة الشباب الموازية قالت إنها استدعت ممثلين اثنين من كل منظمة طلابية إضافة إلى طلبة مستقلين سيشتغلون معا في ورشات وستتكلف عبر مقررها بصياغة توصيات تخص الموضوع المناقش.
اللقاء المذكور، حسب منظميه، الهدف منه أيضا ترسيخ ثقافة الحوار بين الطلبة، خصوصا بعد موجة العنف التي شهدها الوسط الجامعي في الآونة الأخيرة، كما يهدف إلى إسماع صوت الطلبة بشكل حضاري وجعلهم حلقة فاعلة تشكل قوة اقتراحية في قطاع التعليم العالي. لكن المنظمين يتناسون أن الدولة هي المسؤولة عن تحجيم دور تنظيم طلابي ساهم في تكوين رجالات الدولة المغربية في عقود خلت من مثقفين وفنانين وسياسيين ودبلوماسيين يصعب أن تجد نظيرا لهم اليوم.
الدولة التي تبحث عن نخب جديدة، نادمة علي حظر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الدراع الطلابي للمعارضة اليسارية في سنوات الرصاص، لكن أيضا المدرسة الحقيقية للنخب سواء التي عملت في مؤسسات الدولة أو لا تزال في صف المعارضين.