عبد الرحيم أريري: المونديال على الأبواب..لا تدنسوا هبة الله بالمغرب!

عبد الرحيم أريري: المونديال على الأبواب..لا تدنسوا هبة الله بالمغرب! الزميل عبد الرحيم أريري بالأطلس الكبير الشرقي

رغم غنى وتنوع الغطاء النباتي بالأطلس الكبير الشرقي، فقد تعمدت أن أتوقف قرب الحدود الترابية بين إقليمي ميدلت وأزيلال، وتحديدا في المسلك الرابط بين أيت احديدو وزاوية أحنصال، لألتقط صورة أمام هاتين الشجرتين، اللتين اعتبرهما هبة إلهية لم يدرك قيمتيهما عدد من المسؤولين المعينين والمنتخبين ببلادنا.

 

الشجرة الأولى تسمى في اللغة المحلية ب "البطمة"، أي باللغة الفرنسية pistachier de l'Atlas، وهي من أشهر أنواع الأشجار المحلية الموجودة بشمال إفريقيا، تتناسب مع الأحواض الجغرافية التي تشهد قلة في المياه بحكم أنها مقاومة للجفاف، فضلا عن تميزها بخلق ظلال وارفة للإنسان وللحيوان.

 

أما الشجرة الثانية، فاسمها " تايدة" (Tayda)، وهي من عائلة أشجار الصنوبر الحلبي ( Pin d'Elp)، وهي من الأشجار الجميلة المخصصة للزينة بالساحات والحدائق العمومية بالمدن.

 

التقطت الصورة مع الشجرتين، بعد أن ضاق صدري من الروتين المعتمد من طرف المخططين الحضريين والمنتخبين ورجال السلطة ومسؤولي شركات البستنة بالدار البيضاء وغيرها من المدن، الذين يعانون من فقر بيئي ومن أمية نباتية. إذ لا يعرفون في قاموس تزيين المدن سوى شجرتين أوثلاثة، أغلبها نخيل عقيم، وشجر "الفيكيس" ( Ficus Retusa) المدمر. هذا الأخير يؤثث معظم شوارع الدار البيضاء، علما أن هذا النوع من الشجر (ficus)، يشفط الماء كثيرا من جهة، ويمدد عروقه وجذوره ويقتلع الطوار ويكسر مجاري الواد الحار من جهة ثانية، فضلا عن كونه لا يخلق ظلالا وارفة ويتطلب صيانة مرهقة من جهة ثالثة.

 

آمل رؤية مبادرة حكومية أو جهوية أو بلدية تروم تحسين نسل الأشجار الواجب زرعها بشوارعنا وحدائقنا، والاستئناس برأي خبراء في المجال لتحديد بروفيل الأشجار والنباتات التي تتلاءم مع كل منطقة. ولم لا، الإعلان عن مباراة بين المهندسين المنظريين، لاختيار أحسن عرض منظري وبيئيي الدار البيضاء، ولكافة المدن والمراكز الحضرية بالمغرب. فإذا حل مونديال 2030، تكون مدن المغرب بهية وفي أحلى صورة لاستقبال زوار العالم.

 

ولكم واسع النظر !