المنخرطون بالأندية.. برلمان للنادي أم مضخة انتخابية لرؤساء الفرق؟

المنخرطون بالأندية.. برلمان للنادي  أم مضخة انتخابية لرؤساء الفرق؟
قبل‭ ‬صدور‭ ‬مرسوم‭ ‬الأنظمة‭ ‬الأساسية‭ ‬النموذجية‭ ‬للجمعيات‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬سنة‭ ‬1995،‭ ‬كانت‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬للفرق‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬الكلمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬مسألة‭ ‬الرئاسة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬عميد‭ ‬الفريق‭ ‬يأخذ‭ ‬الكلمة‭ ‬ليعلن‭ ‬باسم‭ ‬اللاعبين‭ ‬عن‭ ‬تعيين‭ ‬فلان‭ ‬أو‭ ‬علان‭ ‬رئيسا‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬يكون‭ ‬اللاعبون‭ ‬من‭ ‬مكوناته‭ ‬الأساسية‭.‬
 
من تصويت اللاعبين إلى تصويت المنخرطين
 
جاء‭ ‬قانون‭ ‬المنخرط‭ ‬لينهي‭ ‬استغلال‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬لاعبين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنحصر‭ ‬مهمتهم‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬الأهداف‭ ‬وتحقيق‭ ‬الانتصارات،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬تغليب‭ ‬كفة‭ ‬رئيس‭ ‬على‭ ‬آخر‭. ‬كما‭ ‬أنهت‭ ‬توغل‭ ‬المحبين‭ ‬والأنصار‭ ‬الذين‭ ‬يفرضون‭ ‬مرشحيهم‭ ‬على‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬مستفيدين‭ ‬من‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كانت‭ ‬جمعيات‭ ‬المحبين‭ ‬تدفع‭ ‬بمرشحيها‭ ‬لقيادة‭ ‬الفرق‭ ‬المغربية‭ ‬باعتبارها‭ ‬صوت‭ ‬الجماهير‭.‬
 
لكن‭ ‬المشكل‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬بصدور‭ ‬قانون‭ ‬المنخرط‭ ‬بل‭ ‬استمر‭ ‬عند‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬تشكيل‭ ‬المكاتب‭ ‬المسيرة‭ ‬وتحديد‭ ‬سومة‭ ‬الانخراط‭ ‬وشروطه‭ ‬وصلاحيات‭ ‬الرؤساء‭ ‬وقضية‭ ‬الإنزال‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭.‬
 
لم‭ ‬يكن‭ ‬قانون‭ ‬المنخرط‭ ‬عنوانا‭ ‬للحكامة‭ ‬الجيدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شروط‭ ‬تجعل‭ ‬حق‭ ‬الانخراط‭ ‬رهينا‭ ‬باحتضان‭ ‬صاحب‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬عضوين‭ ‬من‭ ‬المكتب،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬الانخراط‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬استئناف‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬يصبح‭ ‬نهائيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬«حب‭ ‬النادي«‭ ‬متوقفا‭ ‬على‭ ‬تأشيرة‭ ‬الرئيس‭ ‬أو‭ ‬لجنة‭ ‬الانخراط‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬رئيس‭ ‬النادي‭.‬
 
وأشار‭ ‬إبراهيم‭ ‬الفلكي،‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬لأولمبيك‭ ‬أسفي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية‭ ‬مرت‭ ‬بعدة‭ ‬محطات،‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتسيير‭ ‬الخاص‭ ‬بالأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬وفي‭ ‬تكوين‭ ‬المكاتب‭. ‬«في‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬كتلة‭ ‬اللاعبين‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تختار‭ ‬أعضاء‭ ‬المكتب‭ ‬المسير‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمع‭ ‬عام،‭ ‬وامتدت‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬بعدها‭ ‬انتقل‭ ‬مفهوم‭ ‬التسيير‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬اللاعبين‭ ‬إلى‭ ‬سلطة‭ ‬كتلة‭ ‬المنخرطين»‭.‬
 
إكراهات الانخراط في المشهد الرياضي
 
وحسب‭ ‬تقرير‭ ‬أصدرته‭ ‬منظمة‭ ‬«ترانسبرانسي‭ ‬المغرب»،‭ ‬حول‭ ‬«الشفافية‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬الرياضي»،‭ ‬فإن‭  ‬قانون‭ ‬المنخرط‭ ‬قد‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬لعملية‭ ‬إنزال‭ ‬في‭ ‬الجموع‭ ‬العامة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الطامحين‭ ‬للرئاسة‭ ‬يؤدون‭ ‬ثمن‭ ‬الانخراط‭ ‬لأشخاص‭ ‬موالين‭ ‬لهم‭ ‬بهدف‭ ‬إغراق‭ ‬القاعة‭ ‬خلال‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬وإمالة‭ ‬الكفة‭ ‬لفائدة‭ ‬طرف‭ ‬معين»‭. ‬كما‭ ‬وقف‭ ‬التقرير‭ ‬عند‭ ‬انتهاك‭ ‬الحكامة‭ ‬الرياضية،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الأندية‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬تقاريرها‭ ‬المالية‭ ‬والأدبية‭ ‬للمنخرطين‭ ‬في‭ ‬الآجال‭ ‬القانونية،‭ ‬أي‭ ‬15‭ ‬يوما‭ ‬قبل‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭.‬
 
وأوضحت‭ ‬المنظمة‭ ‬بأن‭ ‬تجربة‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬المنخرط‭ ‬وضعت‭ ‬المتتبعين‭ ‬للشأن‭ ‬الرياضي‭ ‬أمام‭ ‬إشكاليات‭ ‬متشابهة،‭ ‬إذ‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تلجأ‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬تقاريرها‭ ‬المالية‭ ‬إلى‭ ‬خانة‭ ‬«مختلفات»‭ ‬للتغطية‭ ‬على‭ ‬مصاريف‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬«المختلفات»‭ ‬تفوق‭ ‬أحيانا‭ ‬نفقات‭ ‬خانات‭ ‬أخرى‭.‬
 
يقول‭ ‬تقرير‭ ‬«ترانسبرانسي‭ ‬المغرب»‭ ‬«سياسة‭ ‬الإنزال‭ ‬ازدهرت‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬قانون‭ ‬المنخرط،‭ ‬غياب‭ ‬وضوح‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬المكاتب‭ ‬المسيرة‭ ‬الجديد،‭ ‬أداء‭ ‬مساهمات‭ ‬المنخرطين‭ ‬السنوية‭ ‬نيابة‭ ‬عنهم‭ ‬لضمان‭ ‬أصواتهم،‭ ‬وعدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬لائحة‭ ‬المنخرطين،‭ ‬قبل‭ ‬الجمع‭ ‬العام،‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬انتقال‭ ‬بعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬الفريق،‭ ‬إلى‭ ‬منح‭ ‬الصلاحيات‭ ‬المطلقة‭ ‬للرئيس‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬فريق‭ ‬عمله»‭.‬
 
وخلص‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مرسوم‭ ‬1995‭ ‬المنظم‭ ‬للانخراط،‭ ‬قد‭ ‬اكتفى‭ ‬بوقف‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬بـ‭ ‬»ديكتاتورية»‭ ‬اللاعبين،‭ ‬ورؤساء‭ ‬جمعيات‭ ‬المحبين،‭ ‬«وفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬ممارسات‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التجريب‭.‬
 
المنخرطون في عهد الشركات الرياضية
 
يقول‭ ‬عصام‭ ‬الإبراهيمي،‭ ‬المسير‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬إن‭ ‬الشركات‭ ‬الرياضية‭ ‬لن‭ ‬تطيح‭ ‬بالجمعية‭ ‬الرياضية‭ ‬ومنخرطيها،‭ ‬علما‭ ‬قانون‭ ‬30.09‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬احتفاظ‭ ‬الجمعية‭ ‬بـ‭ ‬35‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬الشركة،‭ ‬والغاية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬«البلوكاج»،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬قرارات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬بثلثي‭ ‬لأعضاء‭. ‬إن‭ ‬استمرار‭ ‬المنخرطين‭ ‬يظهر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬المنخرطين‭ ‬وليس‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬الشركات‭ ‬الرياضية‭ ‬قبل‭ ‬تأسيسها‭ ‬تعقد‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬الجمعية‭ ‬الرياضية،‭ ‬حيث‭ ‬تسمح‭ ‬الأولى‭ ‬للشركة‭ ‬باستغلال‭ ‬أصولها‭ ‬وممتلكاتها‭ ‬ملاعب‭ ‬ومقرات،‭ ‬حيث‭ ‬تهتم‭ ‬الشركة‭ ‬بالفريق‭ ‬الأول‭ ‬ويتكلف‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬بتدبير‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬والمدرسة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬المنخرط‭ ‬يظل‭ ‬قائما»‭.‬
 
عكس‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الفلكي،‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬المنخرط‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬والتسيير‭ ‬للأندية‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬الزوال: «لأنه‭ ‬سيبقى‭ ‬مرتبطا‭ ‬بالجمعية‭ ‬الرياضية‭ ‬وبتدبيرها‭ ‬كما‭ ‬حدده‭ ‬قانون‭ ‬التربية‭ ‬البدنية،‭ ‬وسينصرف‭ ‬على‭ ‬الفرق‭ ‬والتكوين‭ ‬والمنشات‭ ‬الرياضية‭ ‬وغيرها‭. ‬أما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفريق‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬الشركة‭ ‬الرياضية،‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬سيضعف‭ ‬دور‭ ‬المنخرط‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬وتسيير‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬والذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬موارد‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشركة‭ ‬الرياضية»‭.‬
 
وحسب‭ ‬منصف‭ ‬اليازغي‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬فإن‭ ‬إقدام‭ ‬المشرع‭ ‬على‭ ‬تنزيل‭ ‬قانون‭ ‬الشركة‭ ‬الرياضية‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانون‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬المادة‭ ‬15،‭ ‬قد‭ ‬حاول‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الجمعية‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬والتي‭ ‬يسري‭ ‬عليها‭ ‬مرسوم‭ ‬1995‭ ‬المنظم‭ ‬لعملية‭ ‬الانخراط،‭ ‬والشركة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مساهمين‭ ‬وعلى‭ ‬محاسبين‭ ‬يسهرون‭ ‬على‭ ‬تدير‭ ‬ممتلكات‭ ‬الجمعية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعاقد‭ ‬بينهما،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬اختصاصات‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬النادي،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تعويض‭ ‬الشركة‭ ‬لمؤسسة‭ ‬المنخرط‭. ‬هذه‭ ‬التشريعات‭ ‬لا‭ ‬تعفي‭ ‬المشهد‭ ‬الرياضي‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬«تحايل»‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬حيث‭ ‬تحول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬رؤساء‭ ‬لشركات‭ ‬الأندية،‭ ‬ووضعوا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الجمعيات‭ ‬من‭ ‬يأتمر‭ ‬بأوامرهم،‭ ‬ليظل‭ ‬القرار‭ ‬بيد‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬استجاب‭ ‬لقرار‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬التدبير‭ ‬المقاولات‭ ‬وأصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬للشركة‭ ‬الرياضية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬التسيير‭ ‬اليومي‭ ‬للفريق‭.‬
 
قانون المنخرط يعطل الحكامة
 
منح‭ ‬قانون‭ ‬المنخرطين‭ ‬لرؤساء‭ ‬الأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬المغربية،‭ ‬حق‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الاختصاصات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التقنية،‭ ‬كما‭ ‬جعلهم‭ ‬يملكون‭ ‬حق‭ ‬تحديد‭ ‬ثمن‭ ‬الانخراط‭ ‬الذي‭ ‬يتراوح‭ ‬في‭ ‬الجمعيات‭ ‬الرياضية‭ ‬المغربية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬500‭ ‬درهم‭ ‬و20 ألف‭ ‬درهم‭. ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬بتقليص‭ ‬السومة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفرق‭ ‬الصفوة‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬منخرطيها‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬180‭ ‬منخرطا‭ ‬و15‭ ‬منخرطا،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬مصير‭ ‬فرق‭ ‬رياضية‭ ‬كبير‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬أقلية‭.‬
لكن‭ ‬أيوب‭ ‬قطاية،‭ ‬الاستشاري‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لأندية‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬له‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬أخرى‭ ‬إذ‭ ‬يرى‭ ‬بأن‭ ‬قانون‭ ‬المنخرط‭ ‬مازال‭ ‬ساري‭ ‬المفعول،‭ ‬لأن‭ ‬جل‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬الممارسة‭ ‬بجميع‭ ‬الأقسام‭ ‬مبينة‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬الجمعيات‭ ‬الرياضية،‭ ‬وأشار‭ ‬قطاية‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المنخرطين‭ ‬قائلا: «يعتبر‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الجموع‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬التقارير،‭ ‬لهذا‭ ‬فالمنخرطون‭ ‬لهم‭ ‬ثقل‭ ‬أساسي‭ ‬وكبير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تدبير‭ ‬الجمعية‭ ‬الرياضية،‭ ‬وهم‭ ‬يشكلون‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعد‭ ‬شريكا‭ ‬صريحا‭ ‬للجمعية‭ ‬الرياضية،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭  ‬دعامتها‭ ‬المادية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبالغ‭ ‬الانخراط‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬الأندية»‭.‬
ولأن‭ ‬علاقة‭ ‬المنخرط‭ ‬بالنادي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الجمع‭ ‬العام‭ ‬ومتابعة‭ ‬مبارياته،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يحول‭ ‬المنخرط‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬اقتراحية‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬انتخابي،‭ ‬جعل‭ ‬المتتبعين‭ ‬للشأن‭ ‬الرياضي‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬بدائل‭ ‬لتحول‭ ‬المنخرطين‭ ‬إلى‭ ‬برلمان‭ ‬حقيقي‭ ‬للنادي‭ ‬يسائل‭ ‬المسؤولين‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تشريعات‭ ‬تهم‭ ‬سير‭ ‬الفريق‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬للمنخرطين‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسة‭ ‬المنخرط،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسهيل‭ ‬التواصل،‭ ‬وعقد‭ ‬الاجتماعات،‭ ‬ويتحدد‭ ‬دور‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المنخرطين‭ ‬المساهمة‭ ‬التشاركية‭ ‬في‭ ‬التدبير،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬ينوب‭ ‬عن‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬كافة‭ ‬التقارير‭ ‬ومعرفة‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬لعمل‭ ‬المكتب‭.‬