محمد عطيف: الجزائر لم تعد قادرة على حماية الجوار من التهديد الإرهابي

محمد عطيف: الجزائر لم تعد قادرة على حماية الجوار من التهديد الإرهابي محمد عطيف
على هامش التحذيرات الأمنية لكل من وزارة الخارجية الإسبانية، ووزارة الخارجية البريطانية والسفارة الأمريكية بالجزائر لرعاياهم من السفر إلى مخيمات تندوف بسبب وجود تهديدات إرهابية ضد المواطنين الإسبان، تواصلت جريدة "أنفاس بريس" بـ"محمد عطيف"، المحلل السياسي المختص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من أجل التعليق على هاته التحذيرات، هذا تصريح محمد عطيف حول ما يحدث بالجزائر ومخيمات تيندوف: 

يمكن أن نفهم مما يقع بمنطقة الجزائر أن هذه الأخيرة لم تعد قادرة على حماية جوارها الإقليمي من التهديدات الأمنية القادمة من منطقة الساحل والصحراء، نظرا لتراجع، وتوثر علاقتها مع العديد من البلدان سواء في محيطها المجاور، أو مع البلدن الكبرى.
بطبيعة الحال، التحذيرات التي صدرت من عدد من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وبريطانيا، تعني أن ما يقع بمنطقة تيندوف بات يشكل خطرا على جميع الأجانب المارين بها، خصوصا من منطقة تيندوف، خصوصا وأن المرتزقة المقيمة هناك لها علاقات مع الخلايا الإرهابية المتواجدة بمنطقة الساحل، والصحراء، وبالتالي فالتهديدات التي تعرفها المنطقة تهدد السلم، والسلام، لهذا من المفترض التوقف عند هذا المعطى، وأن تتحرك القوى الكبرى لردع، ومواجهة ما يحدث في تلك المناطق غير الآمنة، بل المفترض أن يتم تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية.
كما قلت سابقا،  الجزائر لم تعد قادرة لحماية حدودها من هذه التهديدات، وربما لها يد فيما يحدث، والأكيد أن التحذيرات التي أصدرتها الدول الكبرى لم تأت من فراغ، بل الواضح أن القرار جاء بعد التوصل بمعلومات أكيدة بما يحدث بمخيمات تيندوف، وما يشكله من خطر على رعايا الدول التي تسافر إلى هناك، وبالتالي ينبغي توطيد الجهود دوليا من أجل استبعاد هذه المشاكل الأمنية.
من جانب آخر، يجب التوقف أيضا عند العلاقات الجزائرية-الإسبانية، التي تعرف نوعا من التوثر، خصوصا بعد اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء، من الأكيد أن الجزائر تضغط على إسبانيا للتراجع عن موقفها، لكن الواضح، أن الجزائر لم تعد لها مكانة ووزن على المستوى الإقليمي، والدولي أيضا.
على الجزائر تحمل المسؤولية عما يقع في مخيمات تيندوف، وارتباط البوليساريو مع تلك الخلايا الإرهابية مما يتطلب تحركات جولية لمحاربة ما يمكنه تهديد مصالح تلك الدول في منطقة إفريقيا.