تدعو لبنى أبقري، أخصائية نفسية واجتماعية الى إعادة النظر في واقع الصحة النفسية في المغرب، والذي يتميز باتساع دائرة الأمراض النفسية والعقلية مقابل ضعف الميزانية المخصصة للصحة العقلية ونقص الأسرة، وهي الأمراض والاضطرابات التي ترجع بالأساس إلى التغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعرفها المجتمع المغربي، كما لم يفتها تقديم مجموعة من النصائح والتوجيهات من أجل التقليل من حجم الضغوط والتعاطي بشكل إيجابي مع المحيط والآخرين .
كيف تنظرين الى واقع الصحة النفسية في المغرب؟
فيما يتعلق بواقع الصحة النفسية في المغرب فقد سبق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن أصدر تقريرا في الموضوع يكشف بشكل جلي واقع الصحة النفسية في المغرب، حيث أشار أن 48.9 بالمئة من المغاربة، يعانون أو قد سبق لهم أن عانوا من اضطراب نفسي أو عقلي في فترة من فترات حياتهم، وأبرز المجلس أن مخصصات الدولة ضمن الميزانية من أجل الصحة العقلية، خلال العام 2021، لم تتجاوز ما نسبته الـ2 بالمئة، كما أن عدد الأسرة الخاصة لمعالجة المرضى النفسيين لم تتعدى2431 سريرا، وهي أرقام لها دلالات كبيرة بخصوص هذا الواقع والذي يجب إعادة النظر فيه ، وكذا العمل على تحسين الوضع الصحي للأمراض النفسية بالمغرب من طرف الهيئات والمؤسسات المختصة.
ماهي أسباب تفشي الأمراض النفسية في المغرب على ضوء ما كشفت عنه وزارة الصحة من أرقام خلال سنة 2023؟
الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تكشف حجم اتساع دائرة الأمراض والاضطرابات النفسية، الأمر الذي ترجع أسبابه بالأساس إلى التغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعرفها المجتمع المغربي والتي ألقت بظلالها وتسببت في ارتفاع الضغط النفسي والاجتماعي لفئة كبيرة من أفراد المجتمع، حيث أشارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن مصالحها قدمت خلال سنة 2023 حوالي 230 ألف استشارة خارجية متخصصة في الطب النفسي للكبار، إلى جانب 25 ألفا و 900 استشارة من نفس المستوى، تهمّ الطب النفسي للأطفال والمراهقين، في حين بلغ عدد حالات الاستشفاء بمؤسسات الأمراض العقلية والنفسية ما مجموعه 47 ألفا و300 حالة، تخص الجنسين، وكما قلت فهي أرقام تستدعي الوقوف عندها والبحث عن الحلول الكفيلة بتحسين الوضع الصحي للأمراض النفسية في المغرب .
ماهي النصائح التي تقترحين من أجل التخفيف من حدة الضغوط النفسية والاجتماعية المتفشية في المجتمع؟
من أجل تجنب حدوث مشاكل نفسية واجتماعية، لابد أولا من خلق سلام داخلي بالنسبة للأفراد والتصالح مع الذات، الأمر الذي يساعد بشكل كبير على تقبل الأخطاء والتصالح معها والتفكير في إصلاحها بطريقة هادئة، مع الحرص على القيام بالتمارين الرياضية، فممارسة الرياضة تساعد على زيادة إفراز هرمون السعادة، الأمر الذي يقلل من حدة الضغوط النفسية، ولابد أيضا من إدارة أمورنا الشخصية بشكل هدوء وبحكمة وروية، فالثبات الانفعالي يساعدنا بشكل كبير على التقليل من حجم الضغوط النفسية، كما لا ننسى أيضا بأن التفاؤل يعد طاقة إيجابية فعندما نزود العقل بأفكار إيجابية، فإننا نعمل على ضخ طاقة ودماء جديدة لحياتنا مليئة بالقوة والعزيمة، وبالتالي التقليل من الأفكار السلبية التي تعيق سير ومسار حياتنا، الى جانب خلق محيط إيجابي وفعال يساعدنا على الخروج من العزلة والتجاوب السليم مع الآخرين.