بعد فتور طويل في العلاقات.. زيارة أردوغان لمصر تعيد دور القاهرة المحوري في الشرق الأوسط

بعد فتور طويل في العلاقات.. زيارة أردوغان لمصر تعيد دور القاهرة المحوري في الشرق الأوسط عبد الفتاح السيسي (يمينا) ورجب طيب أردوغان
أبرزت وسائل الإعلام في مصر وتركيا زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة واجتماعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي وما شهده من اتفاقات ونتائج إيجابية وتطور في العلاقات المصرية-التركية.

وتصدرت العناوين الكبيرة وسائل إعلام البلدين، حيث وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعلانًا مشتركًا بين بلديهما خلال زيارة أردوغان للقاهرة لأول مرة منذ 12 عامًا، حيث تعهد قائدا البلدين بالتعاون في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك السياسة والأمن والتجارة والثقافة وقال متتبعون أن الرئيس التركي قام بأول زيارة له إلى مصر منذ عام 2012 للقاء الرئيس السيسي، متخذا بذلك خطوة كبيرة نحو إعادة بناء العلاقات بين القوى الإقليمية.

ووفقا لذات المصادر، فإن هذه الزيارة تتوج الجهود الدبلوماسية التي بذلت في السنوات الأخيرة الرامية إلى تحسين العلاقات الفاترة بين البلدين، وقام البلدان بتعيين سفراء بشكل متبادل العام الماضي، إذ أن هذه الزيارة بمثابة اعتراف واضح من تركيا بدور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار محمود جبر نائب رئيس حزب المؤتمر المصري، إلى أن هذه الزيارة ستسهم في إعادة رسم خريطة جديدة للعلاقات الإقليمية في ظل اضطراب إقليمي غير مسبوق.

ولفت القبطان محمود جبر، إلى أن اتفاق الجانبين على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء، دليل على بداية عهد جديد بين الدولتين.

وتلقى زيارة أردوغان بظلالها على العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا، والتى تستهدف النهوض بحجم التجارة الثنائية من 10 مليار دولار حالياً إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة مع بحث إمكانية استخدام العملات المحلية في التجارة الثنائية في الفترة المقبلة.

والتعاون الثنائي بين مصر وتركيا دفع البلدين لخلق بيئة استثمارية جاذبة للشركات من الجانبين، وتعد مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية، فتركيا تعد أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال العام 2023 بقيمة 2 مليار و943 مليون دولار، بل كانت البوابة الأكثر انفتاحا لعودة العلاقات الرسمية بين البلدين.

وتعتبر تركيا بوابة مصر للأسواق الأوروبية، فكلا من مصر وتركيا تدركان أهمية الثقل الجغرافي الاستراتيجي لبعضهما البعض، وحققت معدلات التجارة البينية بين مصر وتركيا خلال عام 2022 زيادة غير مسبوقة منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ، حيث بلغ حجم التبادل التجاري عام 2022 نحو 7.1  مليار دولار.