ويتخوف الجزائريون من أن تنجح الرباط في تطويق بلادهم من خلال مبادرة الأطلسي الهادفة إلى تمكين دول الساحل والصحراء من الانفتاح على الواجهة الأطلسية، ووجدت تفاعلا كبيرا من بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد، في وقت فشلت فيه الدبلوماسية الجزائرية في كسب ثقة القيادة الجديدة التي تولت حكم النيجر، وكذلك مالي.
واستفاقت الجزائر بشكل متأخر على ضرورة ضخ الاستثمارات من أجل كسب ثقة دول الجوار بعد التوتر مع مالي وزيارة وفد نيجري رفيع المستوى إلى المغرب وما ستؤسس له الزيارة من اتفاقيات.
وقال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب لمجلة “الجيش” إن الجزائر ستستثمر 442 مليون دولار في مشروعات بمجال الطاقة في بلدان مجاورة منها ليبيا والنيجر ومالي.
وأضاف الوزير أن الاستثمارات ستغطي الفترة ما بين 2024 و2028 بهدف زيادة إنتاج البلد العضو في أوبك من النفط والغاز.
لكنْ من الواضح أن التعهد الجزائري جاء متأخرا، ولا يمكن أن تغير مالي أو النيجر علاقتهما الاقتصادية مع المغرب لمجرد تعهد جزائري ليس ثمة ما يضمن تنفيذه.
وتربط بين المغرب والنيجر علاقات وطيدة قائمة على التضامن والدعم المتبادل، ولم يسبق للنيجر أن اعترفت بالجمهورية الوهمية لبوليساريو. كما كانت أيضاً من الدول الأولى التي دعمت وأيدت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي.
وعلى عكس ما قامت به الجزائر وممارستها الضغوط المكثفة على نيامي، التزم المغرب الحياد تجاه مشاكل النيجر الداخلية، مؤكدا أنه “واثق من حكمة الشعب والقوى الفاعلة في النيجر للحفاظ على المكتسبات، والحفاظ على دورها الإقليمي البنّاء المهم، والعمل على تحقيق تطلعات الشعب”.
وراسلت الجزائر الجنرال عبدالرحمن تياني، رئيس السلطة الانتقالية في النيجر، بخصوص خط الغاز الذي دخل مرحلة جمود، مطالبة بمعرفة مصير مشروع خط الغاز، لكن الأمور أصبحت أكثر صعوبة بعد التوتر الذي حصل إثر تكذيب نيامي خبر قبولها بعرض الوساطة الذي قدمه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في أكتوبر العام الماضي.
كما أوفدت الجزائر إلى النيجر الأسبوع الماضي المدير العام للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، اللواء المتقاعد عابد حلوز، للقيام بـ”مهمة عمل”.
واعتبر الطيار أن “انفتاح النيجر على الشراكة مع المغرب ستتعامل معه الجزائر كتهديد لمصلحتها، وإشارة إلى سعي المغرب لتطويقها من حدودها الجنوبية، ما سيعمق الأزمة السياسية والدبلوماسية التي تشهدها علاقات الجزائر مع النيجر ودول الساحل والصحراء الأخرى ولو بدرجات متفاوتة”.
عن: العرب