محمد عزيز الوكيلي: العلاقات  مع إسرائيل..  "اللي حشموا ماتوا"

محمد عزيز الوكيلي: العلاقات  مع إسرائيل..  "اللي حشموا ماتوا" محمد عزيز الوكيلي
من أكبر الفضائح التي كشفت عنها تقارير الأمم المتحدة بخصوص التبادل التجاري لإسرائيل مع مختلف دول العالم، وفي ذات السياق، مع الدول العربية والمسلمة، المطبعة مع الدولة العبرية، أنّ الجزائر تحتل "المرتبة الخامسة" في مجال التصدير نحو إسرائيل، أو الكيان الصهيوني، وهو الاسم الذي لا تريد الجزائر عنه بديلاً  من منطلق ادّعائها عدم اعترافها بإسرائيل كدولة، وهو ادعاء باطل ومثير للسخرية، لأن إسرائيل دولة معترف بها في منظمة الأمم المتحدة قبل الجزائر، ولأن الرئيس الجزائري سمّاها "دولة" في تصريحاته المرتبكة دائما والمتناقضة، بخلاف الوضع القانوني الأممي للجزائر ذاتها، التي لا تتوفر الأمم المتحدة بقدّها وقديدها على وثيقة واحدة تثبت حصولَها على استقلالها، وبالتالي عضويتَها في المنظمة الأممية كدولة مستقلة، وإنما تحتفظ هذه الهيأة بنسخة من وثيقة "تقرير المصير" الذي نظمته الإدارة الفرنسية، ووقعه الرئيس الفرنسي شارل ديغول، ووضعت فرنسا بموجبه حدا لوجودها الإداري والعسكري بالجارة الشرقية... هذه الجارة، التي أعتبرها شخصيا، ومعي ملايين المحللين والمتتبعين الموضوعيين، حديقة خلفية مستديمة للاستعمار الفرنسي في إفريقيا، حتى ومعظم المستعمرات الفرنسية السابقة تعلن ثورتها على التبعية الاقتصادية والمالية للإيليزي، وطفقت تتنصّل من عُملة الفرنك الإفريقي، أو "الفرنك سيفا"، الذي استعملته فرنسا طوال حقبة استعمارها لإثنى عشرة دولةً إفريقيةً وإلى غاية الزمن الراهن، كوسيلة لتكبيل اقتصاديات هذه الدول، وكذريعة لضخ ما لا يقل عن 500 مليار دولار من مقدرات شعوب هذه البلدان في الخزينة الفرنسية!!!
 
ونعود إلى التبادل التجاري مع إسرائيل، ودائما بالاعتماد على تقارير الأمم المتحدة، لنجد أن الجزائر تحتل تلك المرتبة متقدّمة عن المملكة المغربية والبحرين، اللتان وصفهما الرئيس عبد المجيد تبون بالمهرولتَيْن، واصفاً المغرب بالتحديد بالعمالة، ومتهما إياه بالانبطاح للكيان الصهيوني والتخطيط معه لضرب استقرار الجزائر... 
 
تصوروا، المغرب يحتل مرتبة متأخرة عن الجزائر، التي ظلّ لسان حالها أطول من حدودها الجغرافية وهي تصف بالهرولة والعمالة كل الدول المطبعة بما فيها الأربع الأولى، وهي على التوالي: تركيا والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، علما بأن هذه الثلاث الأخيرة تعتبر دولا للمواجهة، إذ تربطها بإسرائيل حدود مشتركة تفرض عليها بمقتضى معاهدة السلام التي تولدت عن حرب 1973، وكذا اتفاقية كامب ديفد، أن تكون لها معها علاقة تبادل ولو في حدوده الدنيا حفاظا على مصالح المدن الحدودية وديموغرافياتها الكثيفة!!!
 
العجيب، ولكنه كان منتظراً، أن وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية وكذلك الخاصة، وكلُّها خاضعٌ "لمخابرات عبلة" خضوع العبيد للأسياد، لم تنبس ببنت شفة وهي تتلقى هذه المعطيات الفاضحة، أو بالأحرى، الفضائحية، وكذلك فعل رئيس الدولة الحقيقي، الفريق شنقريحة، ورئيسها الصوري، الدمية عبد المجيد تبون، اللذان فضلا إخفاء رأسيهما في الوحل كما يفعل طائر النعام، حيث طار أوّلهما إلى السعودية لحضور معرض دولي لتحهيزات ومعدات الدفاع والأمن، واكتفى ثانيهما بالاختفاء عن الأنظار، كما يفعل دائما في كل المواقف المصنفة في خانة "الحرَج"، تاركا للوقت ان يقول كلمته، وللنسيان أن يفرض هيمنته على مواطنين ومسؤولين وإعلاميين مدنيين وعسكريين ومخابراتيين يُبدون برمّتهم استعداداً خرافياً لتناسي كل ما يمكن ان يخدش كرامة نظامهم الشمولي، الذي ظل منذ أكثر من ستين سنة يُحصي عليهم جميعاً انفاسهم، حتى أنه في بحبوحة هذا المنحى الدكتاتوري قتل منهم في عشريتهم السوداء أكثر من ربع مليون نفر من الجنسين ومن كل الفئات العمرية!!!
 
نهايته، أنّ الجزائر التي تصنّف نفسها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وتصنف غيرها من الدول المتعاملة تجاريا مع إسرائيل في خانة الخيانة والعمالة والانبطاح... هذه الجزائر، تسبق المغرب في سلم الدول المطبعة مع الدولة العبرية، برقم للمبادلات التجارية يفوق الرقم المغربي، ومعه الرقم البحريني!!!
يقول المثل الشائع: "اللي حشمو ماتو"... لكن هؤلاء "ما حشموا ما ماتوا" وفضائحهم لا تنتهي!!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي.