رشيد لبكر: أزمة حزب الجرار فرصة لإعادة التصحيح وبناء صورة جديدة للحزب قبل فوات الأوان

رشيد لبكر: أزمة حزب الجرار فرصة لإعادة التصحيح وبناء صورة جديدة للحزب قبل فوات الأوان رشيد لبكر، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق التابعة لجامعة شعيب الدكالي
يرى رشيد لبكر، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق التابعة لجامعة شعيب الدكالي، أن مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة الذي ينعقد أيام 9-10-11 فبراير 2024، فرصة للتواصل مع مناضليه اولا ومع المواطنين الذين منحوه أصواتهم، لأن الحزب في آخر المطاف ملك للجميع وليس ملكا لأحد.
وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن التدبير الخاطئ للأزمة التي يمر منها الحزب والمتمثلة في اعتقال عدد من قياداته، يمكن أن تكون بداية افول هذا الحزب بشكل حقيقي، فكل الخيارات الآن مطروحة أمام قيادة الحزب، وهي الآن في مفترق  بين أن يكون الحزب أو لا يكون.
 
 
يعقد حزب الأصالة والمعاصرة حاليا مؤتمره السادس، في ظل الحديث عن وجود أزمة كبيرة في ميزانية الحزب..؟
- اعتقد أن هذا السؤال يوجه لمن يحملون قيادة الحزب، فهم الأجدر بتقديم توضيحات حول مالية الحزب وما الذي تسبب في تأخير دفع رواتب موظفيه، لأنه في غياب المعطيات الموضوعية، يصعب الجواب على هذا السؤال، عادي جدا أن تمر الأحزاب ككل الهيئات المدنية والمقاولات الإنتاجية لفترات أزمة قد تكون أسبابها مبررة وليست مرتبطة بالضرورة بوجود مشاكل في تدبير مالية الحزب، لذا وقطعا لكل التكهنات أرى أن من المستحسن بالنسبة لقيادة الحزب الحالية تقديم توضيحات مقنعة حول أسباب تأخر  دفع الرواتب، هذا إن كان هناك تأخير أصلا، حتى يقطع الطريق على كل التكهنات التي قد نجد ما يبررها في ظل المشاكل التي يعرفها الحزب في علاقة بالمتابعات التي طالت بعض من قيادييه البارزين، والمرتبطة بقضايا فساد خطيرة، اذن لا شيء يمكن ان ينهي هذا النقاش غير التوضيحات التي يجب أن تصدر من الحزب، لاسيما أنه في مرحلة يحاول فيها تدبير هذه الأزمة للخروج منها بسلام، ومن وسائل هذا التدبير طبعا التواصل مع مناضليه أولا ومع المواطنين الذين منحوه أصواتهم، لأن الحزب في آخر المطاف ملك للجميع وليس ملكا لأحد.
 
هل أزمة الحزب ظرفية؟
- الجواب على هذا السؤال رهين بالطريقة التي ستتعامل معها قيادة الحزب مع هذه الأزمة، فبإمكانها أن تحولها إلى أزمة ظرفية عابرة، إذا تحمل كل طرف معني بالأزمة مسؤوليته ولم يحاول الإلقاء باللائمة على الآخرين، ومن جهة أخرى، يمكن لطريقة تدبير هذه الأزمة أن تكون بداية افول هذا الحزب بشكل حقيقي، فكل الخيارات الآن مطروحة أمام قيادة الحزب، وهي الآن في مفترق  بين أن يكون الحزب أو لا يكون. هناك مؤتمر  تجري اطواره الآن والأكيد أن المناضلين سيطرحون اسئلة كثيرة وكبيرة، ويجب الاستعداد لكل سؤال بتحضير الجواب المناسب والقرار الحكيم أيضا، لقد قرأت مؤخرا حوارا لأحد أطر الحزب قدم فيه نقدا لاذعا للطريقة المتبعة في التسيير، ولا أرى انه يخرج عن السياق العام لمختلف الانتقادات التي تطال الحزب، جميل جدا أن يكون داخل الأحزاب مثل هذه النقاشات، لأن ذلك هو ما ينعشها ويقوي أساسها المذهبي ويمتن مسارها التنظيمي، والأجمل ان تؤخذ هذه الانتقادات بعين الاعتبار، المناضلون يطالبون بالتخليق وبالتشبيب وبالتداول على المسؤوليات وبضبط بوصلة الحزب انسجاما مع المبادئ والمرجعيات التي تأسس عليها،  اذن على الحزب النظر بجدية إلى هذه المطالب والتعامل معها بواقعية ونكران الذات وتقديم مصلحة الحزب على نوازع الاشخاص، بهذه الطريقة يمكن أن تتحول الأزمة إلى فرصة لإعادة التصحيح والتقويم وبناء صورة جديدة للحزب قبل فوات الأوان.
 
هل هي بداية النهاية عصر الأعيان بالحزب؟
- قناعتي التي سبق أن عبرت عنها، أن الهزة التي عرفها هذا الحزب، هي نتيجة منطقية لظاهرة إقدام بعض الأحزاب على فتح أبوابها لمن يدفع أكثر، وليس لمن هدفه الدفاع عن الصالح العام. ما نعيشه اليوم هو تحصيل حاصل ومخرجات طبيعية لعمل حزبي غير سوي. نعم، أنا أؤمن بجدوى الأحزاب ولا أتصور وجود ديمقراطية حقيقية بدونها، لكن السؤال هو: من هي الأحزاب التي يمكن المراهنة عليها؟ هل الأحزاب التي تتنافس لخدمة الشعب أم تلك التي تتسابق للاستحواذ على المقاعد، أعتقد أن الاختيار بين واحد من هذين الجوابين، هو الذي يحدد مدى المسافة التي تفصلنا عن المعنى الحقيقي للسياسة: السياسة الراعية أم السياسة الاسترزاقية.