مصطفى العراقي: انهيار الأوهام

مصطفى العراقي: انهيار الأوهام مصطفى العراقي
اختار النظام الجزائري الذي يعيش في حضن مؤسسته العسكرية ان يحكم البلاد بتسويق أوهام من أجل تهدئة الشارع وقرصنة اهتماماته الحقيقية.. مساء امس الثلاثاء انهار احد الاوهام التي التجأ اليها هذا النظام خاصة في عهد الرئيس الحالي إذ "طرد"الفريق الموريتاني الفريق الجزائري من دور المجموعات في المنافسات القارية وبهدله في مباراة تاريخية دخل فيها المرابطون من الباب الواسع للكرة الافريقية..
 
النظام الجزائري حشد كل الامكانيات وعبأ فيلقا من المطبلين ومن بلاطوهات قنوات وصفحات جرائد ليساعدوه على رهانه من أجل يفلح هذا الوهم وهم "احسن " فريق في القارة.. لكن صفعة الأمس كانت قوية أسالت دموع جمهور وقنوات بعد ان عرت الحقيقة عن حقيقتها..
 
الوهم الثاني والذي أصبح لازمة في مداخلات اشباه الصحفيين بالجزائر ومسؤوليها وهو أن المغرب يدبر مؤامرات ضد فريقهم ويتحكم في دواليب الكاف ومكتبها وحكامها وكراتها التي لا تعرف طريقا لمرمى الخصم .. زرع نظام الكابرانات هذا الوهم الذي اقتات من الاشاعات والاخبار الزائفة.. ومساء أمس برزت أصوات جزائرية تضع اصبعها على مكامن جرح الكرة الجزائرية: السياسة المنتهجة والغرور وعشوائية التدبير…
 
انهار الوهم الأول والثاني أمس الثلاثاء.. وقبلهما انهار وهم القوة الضاربة في الحقل الدبلوماسي ..فنظام الجزائر روج لشعبه انه مؤثر في القضايا الاقليمية والدولية. حاول استغلال ملف سد النهضة بين مصر والسودان واثيوبيا وهو ملف افرز خلافات عدة…لكن العواصم المعنية لفظته واغلقت الباب في وحهه.. وحط قدمه في الخلاف المالي واتضح لأطراف هذا البلد أن ذلك مجرد محاولة لاستغلال قضيتهم.. وادعى أن له مقاربة لحل تداعيات الانقلاب في النيجر لكن نيامي فندت شطحاته.. وسعى الى الركوب على القضية الفلسطينية والمتاجرة بها في مسرحية ما أسماه المصالحة بين الفرقاء.. وهاهي القضية الفسطينية في ما هو عليه قطاعها وضفتها من عدوان صهيوني من جهة ومن اتساع الهوة بين الفصائل في رام الله وفي غزة …
 
أوهام أوهام أوهام.. ادعى أنه سيحل مشكل الطوابير من أجل علبة حليب وقنينة زيت هاهي الطوابير اصبحت بنيوية.. وعد بتخفيض أسعار اللحوم البيضاء والحمراء وهاهو المواطن الجزائري يكتوي بنار غلائها …
والان بعد انهيار أوهام هذا النظام. أي جديد سيخرجه من قبعته ليشغل به شعبه ويلهبه ؟؟!!.