كأس إفريقيا.. قصة مغربي سافر لتشجيع "الأسود" ودعم الأمازيغية

كأس إفريقيا.. قصة مغربي سافر لتشجيع "الأسود" ودعم الأمازيغية رحلة عبدالله شملت 5 دول أفريقية واستغرقت 5 أشهر
قاد عشق منتخب بلاده واعتزازه بالثقافة والهوية الأمازيغية، المغربي عبد الله الصديق لخوض غمار تجربة السفر من المغرب إلى ساحل العاج (كوت ديفوار) بسيارته الخاصة. 
وانطلق عبد الله من مدينة أغادير جنوب المغرب نحو كوت ديفوار مرورا بخمس دول إفريقية هي موريتانيا والسنغال وغامبيا ثم مالي قبل أن يحط الرحال في مدينة سان بيدرو "الإيفوارية". 
وتحمل رحلة عبد الله إلى سان بيدرو التي تحتضن مباريات "الأسود" في الدور الأول من منافسات كأس أمم إفريقيا 2023، هدفا مزدوجا بين مساندة "أسود الأطلس" من جهة والتعريف بالثقافة الأمازيغية في البلدان التي يزورها من جهة أخرى. 
وقد سبق للمشجع المغربي العاشق لكرة القدم حضور أحداث ومنافسات رياضية عالمية وقارية من بينها كأس العالم "روسيا 2018" و"قطر 2022" وكأس أمم إفريقيا نسخة الغابون 2017 ومصر 2019.
حلم تحقق
 على متن سيارة حمراء أعدها خصيصا لرحلته الجديدة وزينها بصور نجوم المنتخب المغربي انطلق عبد الله في مغامرته نحو أدغال إفريقيا والتي استغرقت 5 أشهر، قبل بلوغ محطته الأخيرة في كوت ديفوار. 
وكان السفر برا من المغرب إلى كوت ديفوار من أجل تشجيع المنتخب المغربي في منافسات نهائيات كأس أمم إفريقيا والتعريف بالثقافة والهوية الأمازيغية في بلدان العبور بمثابة حلم راود عبد الله لسنوات لكنه تمكن بفضل عزيمته القوية من تحقيقه.  
يقول عبد الله إن فكرة التنقل بواسطة السيارة لحضور حدث رياضي عالمي يشهد مشاركة المغرب تعود لسنة 2018 حينما شارك في مونديال روسيا، غير أن عراقيل في الحصول على تأشيرة "شنغن" أحبطت جهوده وأجلت حلمه لأجل لاحق.  
ويحكي في حديثه مع "سكاي نيوز عربية" كيف حاول أيضا السفر برا لحضور فعاليات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون عام 2021 دون أن يوفق في ذلك قبل أن ينجح في تجسيد حلمه على أرض الواقع ولأول مرة في نسخة "كان 2023" المقامة حاليا بكوت ديفوار. 
 التعريف بالثقافة الأمازيغية 
ويحاول المشجع المغربي انتهاز فرصة إقامة تظاهرة رياضية كبرى من أجل التعريف بالثقافة الأمازيغية التي تعتبر من المكونات الرئيسية للهوية المغربية.  
ويحرص عبد الله أثناء تنقله لحضور هذا العرس الرياضي القاري على جعل مبادرته أكثر تأثيرا ونجاعة عبر الجمع بين المفيد والممتع بتقديمه هدايا عبارة عن كتب تعرف بالتاريخ والثقافة الأمازيغية للمكتبات الوطنية في الدول التي يزورها. 
ويعتبر أن التعريف بالثقافة الأمازيغية في البلدان التي توقف بها واجبا، ويرى أن من الضروري توسيع هذه التجربة لتشمل بلدانا أخرى مستقبلا، مع العمل على إطلاق مبادرات جديدة ومبتكرة في هذا الاتجاه. 
ويشير عبد الله إلى الإشادة الكبيرة والاستحسان الذي لاقته هذه المبادرة التي شملت 6 بلدان إفريقية، وساهمت في إطلاع العديد من الأشخاص الذين التقاهم في رحلته على التراث والثقافة الأمازيغية الضاربة في التاريخ.  
ويؤكد الرحالة المغربي أنه لم يكتف بتوزيعه كتبا فقط بل استعان بالموسيقى الأمازيغية المتميزة بعمق قصائدها وتنوع إيقاعاتها، كواحدة من أهم النوافذ التي يمكن من خلالها التعرف على هذه الثقافة الغنية. 
 
عن : سكاي نيوز عربية