العداء للمغرب إعتقاد وأهم يؤجل ولا يحسم بناء على الجزم واليقين وليس على الشك والتخمين، إنه في حالة فوز المغرب بكأس افريقيا المقام حاليا بسأحل العاج، فإن الآلة الإعلامية الجزائرية العسكرية الإستخباراتية التي قوامها التشهير والتدليس وتضليل الرأي العام ستتحرك لا محالة لتقرع طبول الحرب، والإعتماد السائد، أنه في حالة فوز المغرب بكأس إفريقيا للأمم سيتم تسخين الأجواء وإشعال فتيل التوتر وتسميم الأجواء وصك الإتهامات مجانا، من قبل أن المغرب استعمل الشعوذة والسحر والطلاسم،وأن الجامعة الملكية لكرة القدم سخرت كل الإمكانيات لشراء الذمم واستمالة الحكام ،وغيرها من التهم الجاهزة التي ما انزل الله بها من سلطان.
علاوة على ذلك حسب حكام الجزائر، أن ما تحقق من إنجاز غير مسبوق بقطر في نهائيات كأس العالم مجرد صدفة وضربة حظ ،أما المكاسب والمنجزات فيما يخص البنية التحتية الرياضية فهي فقاعات إعلامية باهتة يغذيها الخطاب الرسمي، وأن المغرب غير مؤهل لتنظيم كأس العالم وكأس افريقيا، بل إنه عاجز عن تنظيم حتى بطولة محلية او جهوية لفرق الأحياء!! هذا نموذج من الخطاب المنتظر والمبتذل وبه وجب الإستدلال، لكن فضلاعن ذلك، يلاحظ أن الشعب المغربي كان دوما متعاطفا ومشجعا للمنتخب الجزائري في مختلف التظاهرات الرياضية القارية والعالمية عبر التاريخ، ولا عزاء للحاقدين والشامتين كتعبير عن رقي الأمم الأصيلة وتحضرها.
وعودا إلى السياق، فإن الجزائر لا تفوت اي فرصة أو تظاهرة رياضية أو ثقافية إلا وهي تتغنى باطروحة الإنفصال وحق الشعب الصحراوي المزعوم في تقرير مصيره لتقسيم المقسم وتجزيء المجزء، واستنبات دولية او مشيخة مجهرية لقيطة غير قابلة للحياة، وبما أن المناسبة شرط،فإن الجزائر كبلد جار شقيق عائم فوق حقول البترول والغاز الطبيعي يسخر عائدات هاته الثروة لدعم الإنفصال ومناهضة المغرب لفرملة استكمال وحدته الترابية بشراء لوبيات الضغط الدولية وتقديم الرشاوي السياسية والإطعام الجماعي في الفنادق المصنفة وتصدير الأزمات لإلهاء الشعب الجزائري عن قضاياه المصيرية.
تاسيسا على ذلك ،أثبت التاريخ أن الأنظمة العسكرية،عقيدتها تركيع وتجويع المواطنين فهي بمثابة جرذان الإرتزاق، والبعوض المتوحش الذي يمتص دماء الشعوب دون شفقة ولا رحمة، علما ان الشعوب الجائعة تحتاج للأمن الغذائي؛ والشعوب المريضة تحتاج إلى العلاج والأمن الصحي والشعوب الأمية تحتاج إلى العلم والمعرفة، وأن هذا التوجه العدائي غير المبرر تجاه جار شقيق مجرد حبة أسبرين مسكنة لايتعدى عمرها الإفتراضي ليلة واحدة، بالإضافة إلى أن نسق الإستبداد لا محالة سيكون مصيره القمامة ومزبلة التاريخ كورقة كلينكس طرحها انف مزكوم.
إن المنتظم الدولي كشف قواعد وأسرار اللعبة وترجم ذلك من خلال قرارات مجلس الأمن حينما أكد في ذات السياق إنه لا حل يلوح في الافق خارج الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية.
وعموما، وأمام هذا التعهر السياسي في زمن الرداءة فقد نهج المغرب مع جيرانه سياسة اليد الممدوة والتسامح وإعادة قراءة التاريخ وتجسير التواصل والإنفتاح وتنقية الأجواء، إلا ان هذا الأسلوب الراقي المتحضر لم يلق آذانا صاغية لأن الحكمة المتأخرة بلادة متقدمة.