لذلك، أقول دائما ....
لا لكل الأصوات التي تتاجر في مشاكل واقعنا و تزايد بها، وتصر على نشر عوامل التيئييس و تضخيم أسباب التشاؤم وتصر على إحباط همم المغاربة و تسعى لتشويه صورة البلاد و العباد ...
نعم لكل الأصوات الغيورة التي تسعى إلى إصلاح الواقع وتساهم في ذلك بشكل فعلي من خلال المشاركة و تجسيد المواطنة و احترام القانون ...
نعم لكل الأصوات التي ترفض الفساد و الريع و استغلال النفوذ، و تتحرك في سبيل ذلك على أساس قناعة ثابتة بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وما يتطلب نشر عوامل الأمل و أسباب الثقة في الذات و في المجتمع و في الوطن و في مؤسسات الدولة المغربية ...
بالتأكيد، لا شيء ثابت إلا وجه الله و نحن جميعا راحلون. لذلك، يظل أهم سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا هو :
أي إرث نريد تركه لأبنائنا و للأجيال المقبلة من المغاربة🇲🇦 ...؟
و الإرث هنا هو المغرب🇲🇦 ... هذا الوطن المجيد بكل ما يمثله وما يرمز إليه ... البيئة والطبيعة و الثقافة والقيم والقدرات المادية و الرأسمال البشري ...
الإرث هو مؤسسات الدولة المغربية القوية و القادرة على حماية أمننا القومي الاستراتيجي ... و هو، أيضا، دينامية المجتمع المتضامن الصلب بغنى قيمه و روافد هويته، و الموحد حول ثوابته الوطنية...
الإرث هو استدامة الاعتزاز بالانتماء المشترك، و بالقدرة على حل مشاكلنا تحت السقف الوطني الجامع، و ضمن الإطار المؤسساتي المستند إلى الدستور وإلى اختياراتنا الديمقراطية و ركائزنا القيمية.
ومن هذا السؤال الرئيسي يتفرع سؤال كبير آخر يطرح مسألة المسؤولية الفردية و الجماعية، هو :
ماذا يقوم به كل واحد منا، الأفراد و المؤسسات، للمساهمة في صناعة مكونات هذا الإرث الذي تحدثت عنه، وضمان استدامته، كما تستدعي ذلك الروح الوطنية و المسؤولية التاريخية، بما يتحقق به فعليا استحقاق انتمائنا لتمغربيت ... ؟