أمنيون يحملون مشعل تألق الرياضة المغربية في المحافل الوطنية والدولية

أمنيون يحملون مشعل تألق الرياضة المغربية في المحافل الوطنية والدولية ضخت مديرية الأمن في عهد الحموشي، جرعة كبيرة في احتضان رجال ونساء الأمن المتألقين رياضيا
تألقت مجموعة من العناصر المنتمية إلى أسلاك الأمن الوطني في العديد من التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية، لكن هذا التألق في مجال الرياضة ليس وليد اليوم، بل يرجع إلى  لحظة تأسيس جهاز الأمن المغربي قبل ما يزيد عن 67 سنة، حيث شجع محمد الغزاوي بصفته أول مدير للأمن الوطني على ممارسة الرياضة، بل كان له الفضل في إلحاق العديد من الرياضيين بسلك الشرطة.
 
من منتخب الشرطة إلى فرق الشرطة
في نهاية الستينات، قررت إدارة الأمن الوطني تكوين منتخب الشرطة المغربي لكرة القدم للمشاركة في دورة كأس المغرب العربي للشرطة التي كانت ستنظم في ليبيا. وقد أسندت تمثيلية المغرب في دورة طرابلس لفريق غالبية لاعبيه من الوداد البيضاوي، وتم الفوز باللقب. حينها طُلب من أبو بكر جضاهيم، الذي كان يشغل منصب رئيس أمن إقليمي، مهمة الإشراف على هذا المنتخب. وبعد التتويج، تم إعداد لائحة اللاعبين الذين ساهموا في حصول المغرب على هذا اللقب من أجل توظيفهم في جهاز الأمن فتم تقديم اللائحة وتم تشغيلهم على الفور.
 
علاقة الأمن بالكرة، ظهرت بشكل كبير في عهد أحمد الدليمي، المدير العام السابق للأمن الوطني، حين قام بتشغيل عدد كبير من لاعبي الاتحاد القاسمي، الذي كان يرأسه والده لحسن، في فترة زمنية تحول معها فريق سيدي قاسم إلى مجموعة أمنية.
 
وعاش الكوكب المراكشي، في عهد محمد المديوري، الرئيس السابق لأمن القصور، الوضع نفسه، حيث استفاد كثير من لاعبي الفريق المراكشي من وظائف في أسلاك الأمن، على غرار لاعبي النهضة السطاتية حين كان إدريس البصري وزيرا للداخلية.
 
وحمل ضابط الاستعلامات السابق حسن الصفريوي لواء الكرة، حين أسس بمعية المعطي الشرقاوي فريقا للشرطة. ولم يكن الهدف من ذلك إجراء مباريات ودية في المناسبات الوطنية، بل كان الهدف خلق فريق تنافسي في البطولة الوطنية يمثل عاصمة البوغاز.
 
وحين انتقل الصفريوي من طنجة إلى الرباط، أسس نواة لمنتخب الشرطة. وعلى الدرب نفسه سار كبار المسؤولين الأمنيين، مع النجم المراكشي واتحاد الشرطة الرباطي واتحاد الخميسات، الفريق الذي كان عرشان يصر على نقل لاعبيه في سيارات الأمن الوطني.
 
حكام لكنهم أمنيون
عندما تراجعت ظاهرة الفرق البوليسية، برز عدد من الحكام الذين ينتمون إلى الأجهزة الأمنية، حيث استمدوا شخصياتهم من "كاريزما" الشرطة التي تعلموها في أكاديميات الأمن الوطني، أبرزهم حكام دوليون أمثال: عبد الكريم الزياني ومحمد باحو وسعيد الطاهري وسليمان البرهمي، إضافة إلى الجيل الحالي من حكام الدوري الاحترافي أمثال: الرداد والجعفري وبلوط والرخيص، والمرحوم لمسلك.
 
ولم يقتصر التألق في مجال التحكيم على الأمنيين الذكور، بل امتد إلى الإناث، حيث برزت بشكل ملفت حكمة برتبة مفتشة أمن ممتازة، في شخص الحكمة الدولية بشرى كربوبي التي نالت، يوم عاشر يناير الماضي، جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتفوق الرياضي باعتبارها "أفضل حكم عربي لكرة القدم"، وذلك في حفل أقيم في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها أول حكمة محترفة تشارك في إدارة مباريات دولية لكرة القدم ضمن بطولات ذات صدى عالمي من قبيل بطولة كأس أمم إفريقيا للرجال، وكأس العالم للسيدات، فضلا عن مشاركتها في تحكيم نهائي كأس العرش المغربي.
 
 أبطال من سلك الأمن في رياضات أخرى
في زمن مضى، كانت رياضة التيكواندو تعرف حضورا قويا لرجال الأمن، غالبيتهم سيتم إدماجهم في سلك الشرطة، كما تألق رجال ونساء الأمن في مختلف الرياضات، بل إن سنة 2023 تميزت بظهور أبطال على أعلى المستويات الرياضية، حيث احتفلت بهم المديرية العامة للأمن الوطني، في شهر يوليوز 2023، حين احتل أبطال العدو الريفي وفنون الدفاع عن النفس المراتب الأولى خلال مشاركتهم في منافسات رياضية وطنية، وهو ما ترجمه المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي بالتفاتة متميزة، تمثلت في تكريمهم وتمكينهم من تحفيزات مادية وذلك لتشجيعهم على مزيد من التميز والارتقاء الرياضي في تخصصاتهم الرياضية.
 
ولا تمر الذكرى السنوية لتأسيس الأمن الوطني دون أن تنظم في مختلف ربوع الوطن دوريات لكرة القدم داخل الصالات الغاية منها التنافس الرياضي أولا، واكتشاف بعض المواهب في المجالات الرياضية بمشاركة جل المصالح الأمنية. ولا يقتصر الحضور الأمني في المشهد الرياضي على مشاركة أبطاله، بل إن المديرية العامة للأمن الوطني، تساهم في مكافحة شغب الملاعب الرياضية من خلال ندوات تحسيسية بالمعهد الملكي للشرطة، عبر خلايا مديرية الأمن الرياضي.