في العدد رقم 427 من المجلة الفرنسية الشيقة URBANISME، أطلقت الشاعرة "ماري باليو" Marie Baléo، في الافتتاحية المنشورة بالصفحة7، صرخة في وجه مدبري الشأن المحلي بفرنسا بخصوص ما أسمته "الأثاث الحضري المهدد بالانقراض" من مدن فرنسا. وتعني به الكراسي ( les bancs publics) التي كانت تؤثث الشوارع والساحات وجنبات كورنيش الأودية والشواطئ ومحطات حافلات النقل الحضري، التي إما يتم التخلي عن برمجتها في مشاريع التهيئة الحضرية أو يتم تصميمها بشكل لا يمنح المشاة( العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة بالأساس)، الراحة ورفاهية الجلوس بهاته الكراسي.
وددت لو اطلع القيمون على الشأن العام بالمغرب على افتتاحية Marie Baléo، ليكتشفوا أن مدننا لا تنافس مدن فرنسا وأمريكا في "سلالة الكراسي والأثاث الحضري المهدد بالانقراض"، بل وسيقفون على واقع أفظع يتمثل في أنهم نزعوا من المواطن المغربي الحق في الانتساب للمدينة أصلا، مادامت مدننا يخطط لها وتبرمج فيها الأوراش دون استحضار الإنسان القاطن بالمدينة، بشكل يجعل "المواطن المغربي أصلا مهدد بالانقراض" !