تساءل البعض، واستغرب البعض الآخر، واستنكر آخرون هذا المشهد الذي تفنن في إبداعه منظمو اللقاء؛ لتوفير الظروف الإعلامية المناسبة لعاملة في ميدان الغناء، لكي تتكلم بكل أريحية عن المشاكل المصاحبة للاشتعال في هذا الميدان، في حين أن الأمر لا يخرج عن المألوف حتى في النوافذ الإخبارية الرسمية وغير الرسمية، وينسجم تماما مع ثقافة الفرجة التي صنعت أدواتها وجمهورها.
مشهد هذه العاملة في ميدان الغناء لا يختلف عن مشهد أحد العاملين في ميدان الكرة، عندما اكتشف مستغربا أن عدد الميكروفونات المصطفة بعناية أمامه فوق المنصة، أكبر بكثير من عدد الجماهير التي كانت تتابع فرجة لقاء "فريق عمله" مع عمال آخرين في قسم الهواة في أحد الدواوير البعيدة.
في الحالة الأولى كما في الثانية، هناك صناعة صورة توحي بأن الفرجة الاحترافية لها متابعون ومتتبعون، يتم ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، لتشجيع الفرجة سواء كانت بمداعبة الكرة بالقدم وبعض أعضاء الجسد، أو بمداعبة الكلمات بالحنجرة، وعبر مخارج الحروف وبعض حركات الجسد.
هدف هذه الثقافة هو خلق جيل جديد من المتفرجين، وهذا الجيل أصبح مكونا أساسيا من "الفراجة"، بل ويبدع أحيانا في خلق فرجة تجذب جماهير أخرى، حيث تم اختراع جوائز لهم؛ لكي يبدعوا في أشكال الفرجة عند كل فرجة، ولو بدون أي متعة لهذه الفرجة حتى تناسلت أشكالها وفرخت ما يمكن تسميته باللافرجة....