تلاميذ يستمتعون بتخريب مؤسسة عمومية و يحتفلون بذلك، في مشهد صادم ، نتيجة انهيار الجدار الأخير .
ما وقع اليوم نتيجة طبيعية لإقحام تلميذ في مواجهة لا تعنيه، حين أغلقت المدارس و تركنا أطفالنا في الشوارع ، ماذا نتوقع منهم :
هل ننتظر منهم أن يرددوا النشيد الوطني بصوت واحد
هل ننتظر منهم الانضباط والحرص على احترام الحياة المدرسية،
هل ننتظر منهم أن يحولوا دروس الأخلاق الى فعل ملموس
هل ننتظر منهم أن يلعبوا كما يلعب الأطفال !
مشهد التخريب ربما يوحي هو نوع من اللعب، كل الفرضيات ممكنة، وإن ما وقع خطورته فيما سيأتي ، فبعد العواصف تصفو الأجواء، هذا قانون يصلح في الطبيعة فقط !
حسب تصريحات بعض التلاميذ التي توصلت بها من طرف بعض الآباء ، أن حصة الدرس القليلة تتحول إلى لحظة يترافع فيها الأستاذ أمام تلاميذته ، لإقناعهم بصوابية معركتهم ضد" العدو " الذي باع المدرسة العمومية لفائدة البنك الدولي !
و يجتهد الأستاذ لرفع منسوب الكراهية لدى تلميذ، لا علاقة له بعالم الكبار ومشاكل الكبار و خطاب الايدولوجيا و شعارات تشي و طوفان الجماعة ! وان كنت اعتقد أننا أمام إيديولوجيا شديدة التأثير ، مادمت قد جمعت بين ما لا يجتمعان ، يمين متطرف و يسار متطرف !
خطاب عاطفي لكي ينحاز التلميذ إلى صف الأستاذ، من أجل تحرير المدرسة العمومية و التخلص من العدو واستعادة الكرامة و الحرية و الهوية!
هنا جوهر الأزمة ، حين تخلى الأستاذ سلطته أمام تلميذه !
الأستاذ أصبح تلميذا والتلميذ أصبح أستاذا، و النتيجة عالم مقلوب .
مفارقة جديدة أن زلزال الحوز اخرج أجمل وأروع من لدى المغاربة ، حس تضامني بمثابة إعجاز مغربي .واحتجاجات عبثية أخرجت أسوأ ما في مدارسنا .
اعرف أن تدوينتي ستثير الكثير من الانفعال لدى هواة الإضراب، لكنني مؤمن أن العلاج الوحيد هو خطاب الحقيقة حتى لو كان مرا وقاسيا. وإن كنت اعتبر أن الحكومة لم تفكر جديا في ألازمة إلا تحت الضغط، فكان تصرفها غير طبيعي لأزمة ولدت طبيعية و انتهت عبثية !
اليوم أمامنا فرصة مناسبة للإصلاح ، ربما السيد الوزير بنموسى من أكثر الوزراء حظا لكل من سبقوه، لأول مرة تنكشف أمامه الحقيقة عارية لمنظومتنا التعليمية، من أجل إصلاح حقيقي عنوانه استعادة النظام ترسيخ منطق الاستحقاق الأمر الايجابي على التلميذ وضع شبكة لتقييم الأداؤ وتسهيل مسطرة من لا يحب المهنة و يريد الترحيل ، وترك مكانه لمن يستحق، و الانتصار للوطن أولا وأخيرا ، كتجسيد حقيقي لخطاب الجدية الذي دعا إليه جلالة الملك .