خلصت الندوة التي نظمها المنتدى المغربي للتنمية الاجتماعية صباح يوم الأحد 24 دجنبر 2023 حول موضوع : ''أضواء على المؤهلات الحضارية والثقافية لفاس'' إلى ضرورة تشغيل السقايات المتواجدو بمدينة فاس، بتوفير الماء وآليات تحريكه مراعاة لعدم هدر المياه، وتقوية الأوضاع المهنية والتجارية بالفنادق العتيقة التي تم إصلاحها ومواصلة الخطوات من أجل إصلاح الباقي.
وأوصى المؤطرون والمشاركون في الندوة بضرورة وضع لوحات تسمية الساحات والأزقة التي لا تتوفر فيها، ومنها ساحة بردلة وباب الشمس إشهار أثمنة منتوجات الصناعة التقليدية بالمتاجر (البزارات) وغيرها، وتقوية الأوضاع التجارية بأسواق الصناعة التقليدية.
الندوة خلصت أيضا إلى ضرورة تنظيم محطات وقوف السيارات مع اعتماد أثمنة مناسبة ومحفزة، وتنشيط ساحات بوجلود في علاقتها مع شارع مولاي الحسن (سيدي مجبر) وساحة مولاي الحسن (باب المكينة) و(جنان السبيل) في علاقتها مع باقي البنايات والمآثر التاريخية بالمدينة القديمة وفاس الجديد.
وكذا، وضع دليل مبسط للتعريف بالمحطات والبنايات والمآثر التاريخية (على شكل كتيب)، و توفير المرافق الصحية بمختلف الأحياء. وأوصى المشاركون بتنظيم ندوات قطاعية تشمل جميع القضايا المطروحة تختتم بتنظيم مناظرة بمشاركة جميع الجهات المعنية وجمعيات المجتمع المدني.
وتتوفر مدينة فاس على مؤهلات كبيرة في المجال الثقافي، والخضارة، وهو ما تراكم من خلال سنوات طويلة لكونها تعد أقدم مدينة مغربية تأسست سنة 192 هـ / 808م، ووصل عمرها الآن 1215 سنة وهي أكبر مدينة عتيقة تقدر مساحتها بحوالي 20 هكتارا، ويبلغ امتداد أسوارها على طول 24 كلم، وتشمل حوالي 900 بيت تقليدي، و 376 فندق و 16 قيسارية وسوق 790 مسجد ومعابد يهودية، و 56 دور المياه و 73 حمام و 80 سقاية.
وبحكم تموقعها فقد لعب الماء بها دورا كبيرا في تطور الحياة المهنية والاجتماعية، والاقتصادية، وقد كانت تتوفرعلى شبكة كبيرة للمياه، ويتضح ذلك من خلال عدد من المنابع والأودية موزعة على جميع أحياء، ومناطق المدينة. ومر من مدينة فاس، عدد كبير من العلماء، والمفكرين الكبار، كما أن هذه المدينة عرفت نشوء الحركة الوطنية من خلال توقيع عريضة 11 يناير 1944 للمطالبة بالاستقلال، وقد تم تصنيفها كتراث عالمي سنة 1981.
وتتوفر مدينة فاس على عدد كبير من المباني والمآثر التاريخية، وهي أكبر مدينة للصناعة التقليدية سواء من حيث عدد الحرف الموزعة على مختلف مناطق، وأحياء المدينة مثل دور الدباغة والصباغين، والصفارين، والحدادين والنجارين، والفخارين والمشاطين والشرابليين والسلالين وغيرها ( مثل الأحياء الصناعية الحالية ) أو من حيث عدد الحرفيين.
ويقدر عدد الصناع التقليديين الفرادى ب 78 ألف صانع، وصانعة حسب المديرية الجهوية للصناعة التقليدية، وهو ما يتطلب إعطاء هذا القطاع ما يستحق من أهمية.
وقد لعبت دورا كبيرا في نشوء وتطور الصناعة العصرية بالمغرب، والتي ولدت من رحم الصناعة التقليدية وخاصة في قطاعات النسيج، والجلد، والخزف والصناعات النحاسية وغيرها.
وبالإضافة إلى ما تتوفر عليه من مؤهلات كبيرة في مجال السياحة الثقافية فهي على مقربة من مناطق سياحية طبيعية ذات أهمية كبيرة، مثل سيدي احرازم ، مولاي يعقوب ، إيموزار كندر ، وإفران وغيرها.
ولا يمكن النهوض بهذه المدينة إلا من خلال الرجوع إلى المجال الحضاري والثقافي بتكامل الجهود بين جميع الفاعلين في كافة المجالات من خلال تنظيم ندوات فكرية وعلمية لما للنقاش الفكري والعلمي من دور كبير في هذا المجال.