وسجلت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أكثر من خمسين زلزالا بقوة أدناها 3,2 درجة في شبه جزيرة نوتو خلال أربع ساعات. وشعر السكان بالزلزال حتى طوكيو على بعد أكثر من 300 كيلومتر من نوتو.
وسجل أقواها عند الساعة 16,10 بالتوقيت المحلي في الطرف الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة. وبعدما أ علن بداية أن الزلزال بقوة 7,4 درجات، ر فع هذا الرقم لاحقا إلى 7,5 درجات بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية و7,6 درجات بحسب وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه)، بعدما ضرب الزلزال منطقة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا قرابة الساعة 16,10 بالتوقيت المحلي "على جميع السكان إخلاء منازلهم فورا إلى المرتفعات". وحذرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من احتمال حدوث أمواج تسونامي يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، لكنها عادت لتخفض هذا التوقع إلى ثلاثة أمتار.
لكن السيناريو الأسوأ لم يتحقق، إذ أفادت الوكالة أن أمواجا يصل ارتفاعها إلى 1,2 متر ضربت ميناء واجيما في مقاطعة إيشيكاوا عند الساعة 16,21 بالتوقيت المحلي. وقال مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ إن خطر حدوث تسونامي "خف إلى حد كبير".
وظهرت الأضرار الناجمة مباشرة عن الزلازل بشكل كبير في المنازل القديمة المبنية عموما من الخشب. وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي إنه تبلغ بـ "ست حالات" أشخاص عالقين تحت ركام مبان منهارة في مقاطعة إيشيكاوا. وأظهرت صور بثها التلفزيون الياباني اندلاع حريق في واجيما تسبب بتضرر عدة مبان. ونشر مقطع فيديو على منصة إكس يظهر منازل خشبية قديمة منهارة، ويسمع فيه شخص يطلب المساعدة ويقول "هذه منطقة ماتسونامي في نوتو. نحن في وضع مروع. من فضلكم تعالوا وساعدونا. مدينتي في وضع مروع".
وانقطعت الكهرباء عن حوالى 33.500 منزل في مقاطعات إيشيكاوا وتوياما ونيغاتا، وكلها تقع على جانب بحر اليابان في جزيرة هونشو في اليابان، وفق ما أفادت المرافق المحلية. كذلك، أغلقت طرق سريعة رئيسية الاثنين في محيط مركز الزلازل وفق ما ذكرت الشركة المشغلة للطرق، وعلقت رحلات قطار شينكانسن السريع بين طوكيو ومركز الزلزال في منطقة نوتو بحسب السكك الحديد اليابانية.
وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ التي تشهد نشاطا زلزاليا مرتفعا. وتمتد هذه المنطقة في جنوب شرق آسيا وإلى حوض المحيط الهادئ.
لذلك تفرض السلطات في الأرخبيل معايير بناء صارمة بحيث تكون المباني عموما مقاومة للزلازل القوية فيما السكان معتادون على هذه المواقف التي يستعدون لها بانتظام.
وتعرضت البلاد في مارس 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، اذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد "تسونامي"، وأودى بـ 18 ألفا و500 شخص بين قتيل ومفقود. وأدت هذه الكارثة أيضا إلى حادث فوكوشيما النووي، وهو الأسوأ منذ تشيرنوبيل في العام 1986.