بمناسبة صدور العدد السادس عشر من النشرة الإخبارية السنوية للوكالة الحضرية القنيطرة سيدي قاسم سيدي سليمان احتفالا بمرور 25 سنة على تأسيسها. كتبت ناهد حمتامي، مديرة الوكالة افتتاحية العدد التالية:
بين الأمس الذي عاشت فيه العديد من التجارب وأرخت له قصص النجاح والحاضر الذي تقف فيه صامدة لرفع التحديات وكسب الرهانات، تستعد الوكالة الحضرية لاستقبال الغد برؤية جديدة وسياسة منفتحة في ظل التحول الجوهري الذي يعيشه قطاع التعمير والمتمثل في انخراط المغرب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وكذا إطلاق الوزارة الوصية لورش كبير لمراجعة منظومة التعمير وإعادة هيكلة مكوناتها الجهوية والمحلية، وذلك إضافة إلى التحولات العميقة التي يعيشها عالمنا اليوم لعل من أهمها تلك المرتبطة بالتغيرات المناخية وتوالي الأزمات وتأثير النزاعات الدولية وكذا التحول الرقمي الذي طال كافة المجالات، والذي انخرطت فيه الوكالة الحضرية مبكرا على ضوء التوجهات الإستراتيجية للوزارة الوصية.
لقد تميزت هذه السنة التي نستعد لتوديعها بعد أيام خصوصا على صعيد قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومن خلاله على صعيد الوكالات الحضرية بالعديد من المستجدات والمبادرات المتفردة. فبعد النجاح الذي عرفه تنظيم الحوار الوطني حول التعمير والإسكان من طرف الوزارة الوصية السنة الفارطة، وسعيا منها للنهوض بالعالم القروي وتجاوز الإكراهات التي بواجهها، قامت هذه الأخيرة بإصدار مرسوم تسوية البنايات غير القانونية وكذا دورية وزارية مشتركة لتبسيط مسطرة الترخيص بالبناء في العالم القروي. ولقد قامت الوكالة الحضرية إلى جانب السلطات الإقليمية وباقي المتدخلين بحملات تحسيسية لتبسيط مضامين هذه المستجدات ومناقشة كيفية تنزيل مقتضياتها على أحسن وجه.
من جهة أخرى ،اتخذت الوزارة الوصية عدة إجراءات ومبادرات لتجاوز تبعات زلزال الحوز، وقد شارك مجموعة من مسؤولي وأطر ومهندسي هذه المؤسسة، إلى جانب زملائهم على مستوى باقي الوكالات الحضرية والمكونات المركزية والجهوية للوزارة، في توفير المساعدة التقنية والمواكبة لمواجهة تبعات هذه الكارثة الطبيعية وذلك في إطار التعبئة الشاملة للتضامن مع منكوبي الزلزال وتجاوز تبعاته.
هذا كما تجدر الإشارة إلى المواكبة الخاصة التي خصت بها الوكالة الحضرية المقام الصيفي لمغاربة العالم برسم سنة 2023 والتي كانت مرفوقة بتنزيل حزمة من الإجراءات والتدابيرعلى مستوى مقر المؤسسة كذا على مستوى ملحقتيها بكل من سيدي قاسم وسيدي سليمان.
وفي هذا الإطار، فقد تكللت جهود الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان بالمشاركة المتميزة والحضور الوازن في فعاليات اليوم الوطني للمهاجر المصادف لـ 10 غشت من كل عام وكذا السهر إلى جانب الوكالات الحضرية المتواجدة بالجهة على تنظيم فضاء خاص لاستقبال مغاربة العالم بشكل دائم من طرف أطقم عمل تسهر على تزويدهم بكافة الشروحات والمعلومات المتعلقة بقطاع التعمير والعقار وذلك على مستوى مطار الرباط-سلا الدولي.
وفي الختام وترسيخا لكل ما قامت به الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان من جهود طيلة ربع قرن من الزمن من أجل مجالات تساير التحولات وأكثر صمودا في وجه الأزمات، جاء هذا العدد الذي بين أيديكم ليخلد هذه الإنجازات ويغني بها ذاكرة هذه المؤسسة الصامدة، ويسلط الضوء على عدة نقط ومواضيع من شأنها تقديم الدعم الضروري لجعل قطاع التعمير والبناء في قلب مسلسل التنمية المستدامة المنشودة لبلادنا مستنيرين لذلك بتعليمات الملك محمد السادس الرامية إلى تمكين المغرب من رفع التحديات الآنية والمستقبلية وتعزيز مكانته بين الدول وعلى مستوى قارتنا الإفريقية.