لا أعرف شيئا عما يدور في خلدك أيها القارئ لكني أرغب على كل في أن أخبرك أنني لا أنام جيدًا منذ أيام.
وكيف لي أن ارتاح وإلابادة الجماعية تحدث في نفس الوقت الذي أحاورك فيه وضحيتها شعب أعزل كيف لي أن ارتاح ووخز الضمير يجعلني اتسائل عن غرابة المشيئة التي أصابت الشعوب العربية بتسلسل مذهل مما لا يترك لي الشك في أن هناك مؤامرة تدبر مند زمن بعيد ضد الكيان العربي الاسلامي لتصيبه في مقتل.
أحاول أن أجد الجواب والحل والحقيقة فلا شيء مما احاول به تفسير ما يحدث يمنحني راحة الضمير لاشيء يجعلني استريح وأستمتع ولو نسبيا بالحياة وكيف لي أن انعم براحة الضمير وهناك في فلسطين من يحرم من ادنى مقومات الحياة كيف لي ان ارتاح والإبادة الجماعية تقصد شعبا بكامله ولا تستثني حتى الاطفال والمواليد الرضع كيف لي أن ارتاح ودعوات التضامن الموجهة إلى مختلف الحكومات تظل في معظم الأوقات دون اجابة كيف لي أن ارتاح والمستشفيات تحولت الى ملاجئ تسقط عليها القنابل في كل لحظة وأن عدد القتلى اضحت في زمن وجيزأكبر مما حدث خلال السنوات الخمس للانتفاضة الثانية. كيف لي أن ارتاح وأحدث الأرقام تشير إلى أن ما يزيد على الف طفل لقوا حتفهم بسبب القنابل ألإسرائيلية التي مولتها أذكركم بدالك الولايات المتحدة. إنه لأمر جد مرعب. أنها من دون شك إبادة جماعية يتم تنفيذها من دون أي ردع من طرف دول العالم التي تتصرف وكأنها لا ترى لا تسمع ولا تنطق. هكذا اعتمدت إذا الحكومة الإسرائيلية أن ترد على تدخل حماس وذلك بنشر جيشها وهو مما لا شك فيه أحد أقوى الجيوش في ألعالم ضد ألمدنيين في مكان نصف سكانه من دون العشرين. هل ستتحمل اسرائيل المسؤولية عن هذه الأفعال التي تعتبر حسب تعريف القانون ألدولي جرائم حرب؟ إنني رغم كلما تقدمه اسرائيل من أكاذيب أتمسك مع كثيرين من الشعوب بهذا الموقف الذي يدافع عن ضحايا الإبادة الجماعية من ألمدنيين وأدين رد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية ألمتطرفة التي ذابت أن تقارن الشعب الفلسطيني في خطاباتها بالحيوانات. والحقيقة تقال إن خطابها الرجعي له تاريخ طويل وفي أزمنة أخرى من التاريخ ومن طرف شعوب اخرى تبنت نفس النهج العنصري ألاثني لتصفية الاخر حيث قدم هذا الخطاب العنصري الذريعة المثلى للألمان لتلبية رغبات التطهير العرقي لليهود في ظل المحرقة اد لم يكن اليهود في أعين النازيين اكثر من "الحشرات ألطفيلية كما أن التوتسي في رواندا لم يكونوا سوى مجرد "حشرات ضارة يجب ابادتها إذ أن بذور الفاشية التي حملتها معها جماعة اشكناز العرقية القادمة من الغرب متأثرة طوال اقامتها في احضان مجتمع عنصري يلفظ ألأخر لمجرد انه يختلف عنه بإيديولوجية التيار اليميني الفاشستي الذي سيتم اعادة صياغته من طرف الصهيونية التلمودية طبقا لما تراه يتلاءم مع توجهاتها السياسية وهكذا سيتم فك العقدة الدفينة الموروثة عن ماضي المحرقة ومن تم تفريغها بشحنات من الكراهية والعنصرية الفاشستية على حساب الشعب الفلسطيني الاعزل اد الفاشستية كما هو معلوم ليست مجرد نظرية فلسفية بل هي ايديولوجية سياسية تتخذ من العنف والعنصرية وسيلة للتخلص من الخصوم وللاستيلاء على السلطة والقضاء على الخصم بالقوة والإقصاء.
كل هذا ينذر بعودة قوية للعنصرية في خطاب الحرب المعاصرة. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو لكثير من المحللين مجرد ظاهرة عابرة وإن الامر لا يتعلق إلا بكيان الدولة ألإسرائيلية إلا أنه في رأيي له علاقة وطيدة بالهياكل الاجتماعية العميقة لدى العالم الغربي الرأسمالي وهو الشيء الذي يؤشر بانبعاث الماضي الفاشستي والتيار اليميني المتطرف الذي اضحى على المحك.
وهكذا اضحى الاسلام من طرف منضري ايديولوجية الغرب المنتصر على الكتلة الشيوعية هو الخصم البديل لما كان يمثله سابقا العدو السوفيتي وهو ما حدث بالفعل منذ سقوط جدار برلين مع نهاية الحرب الباردة وعودة بزوغ عالم أحادي القطب الذي يحمل ضمن طيات أيديولوجيته ما يخبأه من وراء خطاب متمدن بلمسة انسانية مع تمسكه بنفس الرؤية العنصرية الفاشستية إذ لا يحافظ الغرب على توازنه الجيوستراتيجي إلا بتواجد خصم على نقيض نظرته الكونية.
ولذلك سيجد ضالته بتوجيه سهمه هده المرة نحو عنصر جديد أي الاسلام والمسلمين ومن أجل ذلك تمت إعادة النظر في اسيناريو القديم وتعويضه بأبطال جدد لكي يتم الحصول على ألدعم الدولي بمشهد يتحول فيه ضحايا الأمس إلى أبطال اليوم اد هم الدين سينفذون نفس العملية ضد طرف اخر الذي سيتم تحميله كل جرائم الامس وأثارها الدفينة في ألاوعي الجمعي من لدن ضحايا المحرقة من اليهود اشكيناز. وهكذا سيصبح المسلمون بدورهم المستهدفين للتصفية والإبادة بطرق مختلفة ضمن السيناريو الجديد لهذه الحرب المجنونة.
إذ اضحى العربي المسلم في عيون منظري الفاشستية الجدد كالعرق المنحط البديل عرضة لما كانت تتعرض له الامس السامية والمفارقة ان ضحية اليوم لا تمثل إلا رافدا اخر للعرق السامي الذي سيتم ادراجه مرة اخرى كخصم من طرف العالم الحديث مدعومًا في خطته بعقيدة يمينية متطرفة بواجهة ديمقراطية ولمسة انسانية تدعمه في تبرير اقدامه على جريمة العصر أي الابادة الجماعية لشعب اعزل تم اغتصاب أرضه وتزوير هويته من اجل الاستيلاء على أرضه مع طمس هويته وتزوير تاريخه.