منير أوبري : قدَّمْنَا صورة مشرفة للمسرح المغربي بتونس

منير أوبري : قدَّمْنَا صورة مشرفة للمسرح المغربي بتونس

أن تـُحاور صحفيا رياضيا خبر الميادين وحيل المراوغة وتسجيل الأهداف من الزوايا المُغلقة شيء. وأن تحاور مسرحيا يجيد تقمُّصَ الأدوار فوق الركح شيء آخر. لكن أن يجتمع الاثنان في شخص واحد، فتلك فرصة فريدة، تجعلك أمام شخص فريد. محاور لبق. يمتلك تقنيات التواصل بلا شك. لأن مهنته هي التواصل مع الجمهور الرياضي بوصف المبارايات والتعليق عليها وسرد الأخبار الرياضية وتقديم البرامج الحوارية. كما يتواصل مع نوع ثان من الجمهور من خلال أب الفنون عن طريق مسرحة المشاعر. 

"أنفاس بريس" التقت منير أوبري (الصحفي الرياضي والمسرحي). بعد العودة من تونس الخضراء (المشاركة في الدورة السابعة للمهرجان المسرحي الأورمتوسطي الذي نظم بأريانة من 15  إلى 22 غشت 2014)  إذ شارك "أوبري" في تمثيل المغرب من خلال هذا اللقاء المسرحي الدولي، ضمن فرقة "مسرح أبعاد" رفقة المُخرج "الدكتور عبد المجيد شكير" بمعية الطاقم الفني والتقني للفرقة، فكان هذا الحوار ثمرة اللقاء مع "منير أوبري":

 

قبل أن تجمع بين الصحافة الرياضية والفن المسرحي ما هو مسارك الفني منذ الصغر؟

عشقت المسرح منذ مرحلة الدراسة الابتدائية. تدرَّجَت بين مراحل المسرح المدرسي ومسرح الشباب ومسرح الهواة والمسرح الاحترافي. وقضيت ست سنوات من الدراسة في معهد المجموعة الحضرية للموسيقى والرقص و الفن المسرحي بالدار البيضاء. حصلت على الوسام الأول سنة 2004 و وسام المشارفة الأولى 2006 .

ماهي أهم الأعمال المسرحية التي ميزت مسيرتك الفنية؟

 أذكر من بين هذه المسرحيات "الهشيم" سنة 2004،  "يوم من زماننا" 2005، "بروتوكول" سنة 2006. "كلام الليل" 2007 ... وكلها مسرحيات رفقة "مسرح أبعاد" مع المخرج الدكتور عبد المجيد شكير. بعد فترة توقف دامت أربع سنوات أعود للخشبة ضمن نفس فرقة (مسرح أبعاد) بمسرحية ظل الجنرال 2013، ومسرحية حلم ليلة دم 2014. هذا دون إغفال التجربة المسرحية الجميلة رفقة الرفاق بمجموعة وفاق المسرح أواخر 2012، بلوحات تعقيدات الإدارة، التي جاءت امتدادا لتجارب "لوحات الكريساج" 2001 "الخصة" 2002 و"شمس الدين" 2008 و"الشريط" 2009.

لننزع عنك قبعة المسرحي ونضع فوق رأسك قبعة الصحفي الرياضي. متى وكيف كانت بداية مسارك في مجال مهنة المتاعب؟

سنة 2003 أتممت التكوين بمعهد الإعلام و التكوين الصحافي. خضت تجربة الصحافة المكتوبة لمدة سنتين ضمن جرائد وطنية كبيان اليوم و العالم الرياضي، قبل دخول تجربة الإذاعة ضمن إذاعة "كازا إف إم" سابقا، "إم إف إم" حاليا و ذلك منذ 2006 حتى 2010 خلال تجربة الإذاعة كنت صحافيا ومنشطا وعملت في قسم الأخبار في التحرير وتقديم الأخبار بالعربية والدارجة، ضمن فريق "عتيد" يضم أسماءا من قيمة مصطفى العسري وعادل العماري وماء العينين عيناني وإلهام زيدوحيا وكريم القرقوري وعلي بلعياشي و خديجة أوشن و ... وأعتذر للباقين إن لم أذكر كل الأسماء ...

كانت لك تجربة مع رواد الإذاعة المغربية كيف عشت هذه التجربة؟

هي تجربة مهنية ذات قيمة كبيرة. عملت في القسم الرياضي صحافيا ومقدما للبرامج صحبة صديقنا الأستاذ محمد أبو سهل ومعلقا رياضيا على المباريات إلى جانب من كانوا أساتذتنا وقتها كالحاج عبد اللطيف الشرايبي ومحمد خيي بابا والمرحوم محمد الأيوبي. ولا أنسى تجربتي في مجموعة من البرامج الأخرى ذات الطابع الاجتماعي والثقافي كبرنامج الوسيط، أحد أقدم البرامج في الإذاعة، حيث أعددته و قدمته طيلة مسيرتي في الإذاعة لمدة أربع سنوات، و كذا برنامج أوراق مسرحية في نسختين رمضان 2008 و رمضان 2009 ، ثم البرنامج الصيفي "مرحبا بكم في البلاد" الذي يعنى بشؤون الجالية و ذلك في صيف 2007...

من الإذاعة المغربية إلى الإذاعة في (تونس والجزائر وليبيا) والاشتغال مع قناة نسمة المغاربية كيف تمَّ ذلك؟

بالموازاة مع العمل في "كازا إف إم"، خضت تجربة جديدة كمتعاون مع الإذاعة الوطنية التونسية في المواعيد الرياضية، إضافة إلى الإذاعة الوطنية الجزائرية، ووكالة ليبيا الرياضة، قبل الدخول في تجربة التلفزيون كمتعاون مع مصلحة الرياضة بقناة نسمة التونسية ذات البعد المغاربي إنطلاقا من ماي 2010. أما الانتقال الرسمي للقناة فكان إنطلاقا من أكتوبر 2010 إلى مطلع سنة 2013، و فيه اشتغلت مراسلا للقناة في تغطية الأحداث الرياضة وإنجاز الروبورطاجات والربط المباشر، دون إغفال التجربة داخل نفس القناة ضمن فريق الأخبار والمنوعات أواخر 2012 ... أما الآن .. فأنا في خطوات البداية في تجربة رياضية إذاعية جديدة على أثير "شدى إف إم" من خلال المواعيد الإخبارية والحصة الرياضية ليوم الأحد من السادسة إلى السابعة مساءا.

لنعد إلى مسرحية "حلم ليلة دم"كيف كانت أجواء مشاركة فرقة "مسرح أبعاد" في بالمهرجان الأورومتوسطي للمسرح أريانة بتونس ؟

أظن أن الحديث عن الأجواء صار متجاوزا لأنها المشاركة الثالثة خلال نفس المهرجان، الذي تعودنا عليه منذ 2003، فهناك ربطنا صدقات قوية مع مختلف المتدخلين والمسؤولين الذين منهم من صار يشغل مناصب عليا في الدولة، وعلى العموم فهي أجواء جميلة كما جرت العادة قوامها الترحاب وكرم الضيافة التونسية.

 ما ملخص فكرة مسرحية حلم ليلة دم ؟

 حلم ليلة دم، تحكي عن لقاء فجائي بين شخصيتين مجهولتين ليلا في خلاء فارغ على مشارف مدينة أغلقت أبوابها، إحداهما مطرودة من المدينة، والثانية لاجئة إليها من منطقة بعيدة، يحدث بينهما صراع ينتهي بقبول الشخصية الأولى بأن تمكث معه الشخصية الثانية شريطة مساعدته على تنفيذ مخططه بمجرد دخول المدينة.. يتفقان ويسميّان بعضهما بعضا فيصبح الأول "نسيم" والثاني "بسيم"، وكان المخطط هو أن يتم قتل الوالية والقاضية والسجانة باعتبارهن رؤوس الفتنة وسبب البلاء، فيتحمس الأول الذي يبدو مثقفا حاملا وعيا ثوريا، بينما يتراجع الثاني الذي يبدو شخصا بسيطا فطريا وتلقائيا .. وأثناء جدلهما تُلقي السجانة القبض عليهما بتهمة تهديد أمن الدولة ويسجنان بعد محاكمة صورية. هنا يحدث التحول في المواقف، حيث يبدل نسيم جلده ويتنكر لمبادئه وينظم قصائد شعرية يتملق فيها السلطة باسم الدبلوماسية، لكن بسيم تقوده قناعاته الفطرية إلى تنفيذ مشروع القتل لتخليص المدينة من تسلط الوالية والقاضية والسجانة، ينخرط معه نسيم بعد مواجهة عنيفة بينهما، لكنهما يكتشفان أنهما لم يتحررا بالفعل، ويخلصان إلى أن القتل والدم لا يمكن أن يكونا وسيلتين للتغيير الإيجابي وبناء المدينة الفاضلة.

كيف كان تجاوب الجمهور مع عرضكم المسرحي في تونس؟

 لا أخفيك أنه كان تجاوبا مثيرا، أولا بحضور عينة من الجمهور النوعي من المتتبعين للفن المسرحي بتونس وخاصة ولاية أريانة وكل الولايات الواقعة بتراب العاصمة، وثانيا لأن تونس والأحداث التي تلاحقت فيها منذ سقوط نظام بنعلي تفسح المجال لتقديم مثل هذه الأعمال التي تحكي عن القضية ذاتها بشكل أو بآخر، هذا بالإضافة إلى أن فرقة أبعاد كما سبق و قلت، تكوَّنَ لديها جمهور من محبيها وأصدقائها بتونس، و خاصة رواد مهرجان أريانة و جمهور قاعة الثقافة المنزه 6 .

هل شاهدت باقي العروض بالمهرجان الأورو متوسطي وكيف وجدت مستواها مقارنة مع واقع المسرح المغربي ؟

طبعا شاهدت بعض العروض، و لكن لا يجب الحكم عليها من وجهة النظر المغربية، كما ستكون المقارنة بينها والعرض المغربي مقارنة غير مجدية، بالنظر لأن لكل مسرح واقعه، و هذا لا يمنع البتة من الإشادة ببعض التجارب، كالتجربة التركية وكذا العرض الإسباني الراقص و عرض مسرحية "الحائط" الليبي و نقطة إلى السطر" المصرية.

بحكم أنك صحفي رياضي جذبتك بتونس الملاعب الرياضية بالموازاة مع المشاركة في المهرجان .. هل تغلب صفة الصحفي الرياضي على الفنان المسرحي لديك؟

(يضحك) سبب الحضور هو المهرجان والالتزام الأخلاقي بمتابعة فقراته وتقديم العرض المغربي. إلا أنني قمت باستغلال الفرصة - كما يقول الدكتور عبد المجيد شكير- "أبشع استغلال"، لتمضية بعض الوقت صحبة الأصدقاء من إعلاميين و رياضيين .. و بالتالي الخروج من جو المهرجان و لو هنيهة.

عمَّمْتَ عبر الفايسبوك صورة بتونس رفقة الحارس الدولي السابق حمدي القصراوي وكتبت "لازال يتذكر ملاسنتي معه بعد مباراة الترجي و الرشاد البرنوصي 2008 "، هل لك أن تقربنا من تفاصيل الحدث؟

هي ليست بالحادثة، بقدر ما هي لحظة للذكرى بيني و بين القصراوي، وكانت خلال مباراة الذهاب للدور الأول لكأس الكاف 2008 بين الرشاد البرنوصي والترجي ... حيث كان القصراوي خلال الحصة التدريبية التي سبقت المباراة قد تهكم و قال (يمكن أن ألعب بدون قفاز). فما كان مني إلا أن انتظرت نهاية المباراة التي خسرها "القصراوي" بالثلاثة، لآخذ الميكروفون له وأسأله عن أسباب الهزيمة، وهنا فهم بأن الأمر هو "إرجاع صرف" فغضب غضبا شديدا ... والجميل أنه بمجرد ما كشفت له عن هويتي بملعب رادس منذ أسبوع، تذكر الملاسنة على الفور.

في شارع بورقيبة تناولت سندويتش "فري كاسي" وترحمت في لحظة مؤرشفة للحدث كما كتبت عبر موقع التواصل الإجتماعي على الذي عرفك به .. ما حكاية هذا السندويتش التونسي ومن هو الشخص المعني؟

 فعلا هي لحظات خاصة جدا جمعتني بساندويتش "فري كاسي"، - يضحك - و لن أذكر لك التفاصيل التي طلبت، احتراما للأشخاص الأعزاء المعنيين ولأنها "أسرار دولة" (يضحك) .

ماهي القيمة المضافة لمشاركتكم في المهرجان الأورو متوسطي للمسرح أريانة بتونس ؟

أكيد أنها قيمة مضافة على جميع المستويات، فمن جهة هي فرصة للقاء بجمهور آخر مختلف ومن جنسيات أخرى، ومن جهة ثانية هي مشاركة دولية أعتبرها مشرفة جدا لصورة المسرح المغربي، و نوعا من رد الاعتبار بعد الإقصاء "الممنهج" و الـ"المقصود" لمسرحية "حلم ليلة دم" من دعم وزارة الثقافة المغربية موسم 2013/2014.