لحسن العسبي: نداء من أجل تنسيقية الضمير

لحسن العسبي: نداء من أجل تنسيقية الضمير لحسن العسبي
يطرح الواقع المشدود لقطاع حيوي استراتيجي في التنمية وفي السلم الإجتماعي، من مستوى قطاع التعليم، جملة ملاحظات تفرض نفسها بمنطق الضمير الوطني.
- هناك حاجة ملحة لإنقاذ سنة دراسية ضحيتها التلاميذ الذين يخشى أنهم أصبحوا رهائن حسابات فوق تعليمية وتربوية. 
- واضح سوسيولوجيا أن هناك تبدلا طال منظومة الوسائط الاجتماعية، سببه ما يشبه القطيعة الجيلية بين منظومات قيمية. يحتاج جرأة نقد ذاتي من هذه الجهة أو تلك.
- كثيرون ربما ينسون أن منظومة التعليم في شموليتها تتأسس على رزنامة قيم وأنها لا تحتمل أبدا المقاربة التقنية الحسابية. بالتالي فهي وزاريا تستوجب مسؤولين ذوي رؤية سياسية ودربة بيداغوجية تواصلية مختلفة عن التقني. التقني كفاءة له مجالات إبداعه المختلفة. على قدر ما تساءل كل صاحب تأطير مطلبي حول مدى استحضاره لكافة أبعاد أي قرار نضالي برؤية غير تقنية حسابية، بل بسقف وطني أعلى يترجم روح المسؤولية في الخطو في دروب المطالب المشروعة، فليس هناك أبدا منطق لكل شئ أو لاشئ في المجال النضالي النقابي بل هو منطق للتراكمات حسب اللحظة والإمكانيات والظروف العامة المحيطة اجتماعيا و وطنيا. 
- مجال التدريس والتربية هو مجال للقيم بامتياز ومجال للضمير المهني، تحاسب نتائجه كل منظومته التربوية من الإدارة إلى الأستاذ إلى المفتش مثلما تحاسب المسؤول السياسي الحكومي. والنتائج هي في قيمة مستوى التلميذ تربويا وتعليميا. لأنه كلما كانت الصناعة جيدة كلما كان الصانع معتزا بمنجزه.
- واضح أن اللحظة المفصلية اليوم في التوتر العالي بمنظومتنا التعليمية أصبحت فوق الإطار المطلبي، وأنها أصبحت تتماس مع السلم الإجتماعي. وأن المسؤولية ثقيلة جدا على من يتحمل تمطيط هذا البلوكاج. فالنضال النقابي المسؤول يحقق نتائج ويشد عليها كمكاسب ويؤجل أخرى إلى محطات أخرى، حفاظا على السقف الوطني للمدرسة العمومية، لأن مصير أبناء كل المغاربة على المحك.
- إن الحاجة إلى النقد الذاتي من قبل الجميع امتحان مطلوب، تستحضر فيه كل السياقات الوطنية والايجابيات المطلبية والحسابات الخاطئة والمخاطر. فالتعليم ليس أبدا مجالا معزولا عن عمق السلم الإجتماعي.  
- تحققت اليوم مطالب محورية لكل المتعالقين مع المنظومة التعليمية والتربوية لم تتحقق منذ أكثر من ثلاثين سنة، تجعل الحركة المطلبية قد حققت نسب مكاسب وازنة. واللحظة لحظة امتحان لمسؤولية الضمير المهني بروح القيم المؤطرة للتعليم التي تستوجب عدم نسيان أن أساس تلك القيم هو أن موظف التعليم إدارة وأساتذة ومفتشين هم آباء للمتعلم، يضحون من أجل الأنبل والأجمل له دوما وابدا.  وهنا نبل مهنتهم السامية الرفيعة. ويخشى أن الخطر يطال اليوم هؤلاء الأبناء المتعلمين.
- إن مشروع نظام أساسي لمهنة مثل مهنة التعليم يفرض فتح نقاش موسع حوله بأفق وطني، حتى يكون منطق الشراكة هو المنتصر فيه. مما أصبح يفرض قرارا سياسيا لتجاوز البلوكاج.
- هذا رأي أب ومواطن (قد لا يتفق معه البعض) أناشد فيه كل أجيال قطاع التعليم الفضليات والافاضل الإنتصار لمصلحة التلميذ في المقام الأول والعودة لصفوف التدريس والاحتياط من مزالق منطق التخوين لأنه منطق مدمر ومسموم. فليست العودة للدراسة هزيمة، خاصة وأن ما انتزع من مكاسب وازن ومهم، وأن المعركة اليوم هي معركة الضمير المهني في مهنة أساسها الأصلي يقوم على القيم.