وقال محمد قزيبر، أستاذ القانون العام بجامعة مولاي اسماعيل في تصريح لجريدة " أنفاس بريس " إن اللقاء يندرج في إطار انفتاح الجامعة على محيطها وانفتاح هذا المحيط على الجامعة، ويكتسي أهمية خاصة بالنظر الى كون اهتمامات الفاعلين الترابيين تتقاطع وتتطابق مع اهتمامات الجامعة، اذا تم استحضار التكوينات المعتمدة في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، حيث تعتبر التكوينات المتعلقة بالتراب وبالتدبير العمومي على المستوى الترابي ذات أهمية خاصة، مشيرا بأن الديمقراطية التشاركية كآلية للممارسة الديمقراطية إلى جانب الديمقراطية التمثيلية حديثة التجربة على المستوى المغربي وتتطلب تأهيلا خاصا للمجتمع المدني وأيضا مواكبة من قبل الدولة ومن قبل أجهزتها وخلق الآليات الضرورية لتحقيق الديمقراطية التشاركية ، مضيفا بأن النصوص الدستورية والتشريعية حافلة بالقواعد التي تكرس الديمقراطية التشاركية، لكن الممارسة لازالت لم تصل إلى مستوى القواعد المنظمة والتي تتطلب مزيد من الوقت وتتطلب طليعة ونخبة تستطيع ترجمة هذه الديمقراطية على أرض الواقع.
من جانبه أشار حسن جبوري، رئيس الفضاء الجمعوي للتنمية التشاركية أن الفضاء ومن خلال الدورات التكوينية التي نظمها لاحظ وجود قصور في فهم في الديمقراطية التشاركية وأهدافها ومبادئها وتوجهاتها لدى المنتخبين الجدد، وهذا مرتبط – حسب جبوري - بأساسيات التكوين الذاتي للمستشارين والمستشارات، ومرتبط أيضا بالأحزاب السياسية التي تمنح التزكية للمنتخبين دون تمكينهم من مجموعة من المعارف والآليات التدبيرية على مستوى الجماعات الترابية المرتبطة أساسا بتنمية المجال وتنمية المواطن وإرساء أسس تنموية متينة في إطار التوجهات العامة للدولة الديمقراطية التشاركية.
وشدد جبوري على أهمية تنزيل الديمقراطية التشاركية باعتبارها مكملة للديمقراطية التمثيلية، مشيرا بأن الدورات التكوينية التي قام بها الفضاء بمجموعة من الجماعات الترابية أعطت نتائج مهمة وجعلت العديد من المستشارين يتعايشون مع المفاهيم المرتبطة بالديمقراطية التشاركية، متمنيا الوصول في نهاية الدورات التكوينية التي ينظمها الفضاء الجمعوي للتنمية التشاركية على مستوى عمالة مكناس الى تحقيق الهدف منها، وهو الوعي بأهمية الديمقراطية التشاركية وأهمية التنمية المجالية والتنمية الترابية، وكذا وعي كل المتدخلين بضرورة إرساء المفاهيم والدعامات التأطيرية والتكوينية المتعلقة بالديمقراطية التشاركية والذي يصب في خدمة المجتمع والجماعات الترابية والوطن ككل.