سعيد العنزي: المداخل الضرورية لحماية المغاربة من "التّمزّق الهوياتي" وإعادة عمق "تمغرابيت" 

سعيد العنزي: المداخل الضرورية لحماية المغاربة من "التّمزّق الهوياتي" وإعادة عمق "تمغرابيت"  سعيد العنزي تاشفين، باحث في سوسيولوجيا الهوية وناشط حقوقي
يؤكد‭ ‬سعيد‭ ‬العنزي‭ ‬تاشفين،‭ ‬‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬سوسيولوجيا‭ ‬الهوية‭ ‬وناشط‭ ‬حقوقي،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ "‬حصلت‭ ‬انحرافات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬المغربي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬تفكيك‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬التنشئة‭ ‬الإجتماعية‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬استقلت،‭ ‬ومعها‭ ‬المسجد‭ ‬والمدرسة‭ ‬والشارع‭ ‬العام‭ ‬ضمن‭ "‬إفلاس‭ ‬بواعث‭ ‬القيم‭"‬؛‭ ‬وبذلك‭ ‬حصل‭ ‬تعسّفا‭ ‬تحويل‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬جسد‭ ‬قابل‭ ‬للسّلعنة‭".‬
 
سبق‭ ‬وأن‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬محاضرة‭ ‬لك‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬دمرنا‭ ‬الوازع‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬فلم‭ ‬نصر‭ ‬بشرا،‭ ‬وصرنا‭ ‬أجسادا‭ ‬خاضعة‭ ‬للتجارة‭. ‬كيف‭ ‬ذلك؟‮ ‬
أكيد‭ ‬أن‭ ‬الوازع‭ ‬الأخلاقي‭ ‬أقصد‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬قسم‭ ‬تمغرابيت‭ ‬كانت‭ ‬مفعمة‭ ‬بنسق‭ ‬من‭ ‬الأخلاق‭ ‬الفاضلة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬المتوافقة‭ ‬عليه‭ ‬جماعيا،‭ ‬بحيث‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬التّربية‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المجتمع‭ . ‬ثم‭ ‬،‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬التّحوّلات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬خارج‭ ‬المجتمع‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬الملاءمة‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬حصلت‭ ‬انحرافات‭ ‬كبرى‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬تفكيك‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬التنشئة‭ ‬الإجتماعية‭ ‬حتّى‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬استقلت،‭ ‬والمسجد‭ ‬كذلك‭ ‬والمدرسة‭ ‬والشّارع‭ ‬العام‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬أسميه‭ ‬بـ‭ ‬«إفلاس‭ ‬بواعث‭ ‬القيم»؛‭ ‬وبذلك‭ ‬حصل‭ ‬تعسّفا‭ ‬تحويل‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬جسد‭ ‬قابل‭ ‬للسّلعنة،‭ ‬إذ‭ ‬أضحى‭ ‬الجيّد‭ ‬معطى‭ ‬أنتروبّولوجي‭ ‬متحوّل‭ ‬فيه‭ ‬تقام‭ ‬مختلف‭ ‬الحروب‭ ‬قصد‭ ‬تلطيخ‭ ‬الإنسان‭ ‬وتبضيعه‭ ‬تماهيا‭ ‬مع‭ ‬قوالب‭ ‬الرّأسمالية‭ ‬الفاحشة‭.‬
‮ ‬
رجوعا‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬مداخلتك،‭ ‬صار‭ ‬تخلّي‭ ‬المغاربة‭ ‬عن‭ ‬أسماء‭ ‬«هّنو»‭ ‬و«فاضمة»‭ ‬و«قايدة»‭ ‬و«المعطي»‭ ‬و«عبد‭ ‬الرحمان»‭...‬،‭ ‬ليتمّ‭ ‬التّشبت‭ ‬بأسماء‭ ‬جديدة‭. ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الانقلاب‭ ‬الذي‭ ‬اعتبرته‭ ‬«استلابا‭ ‬وانسلاخا»‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬و«تمغرابيت»؟‭.‬‮ ‬
يبدو‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬معركة‭ ‬القيم‭ ‬والحضارة‭ ‬معركة‭ ‬دولية‭ ‬خلفيّتها‭ ‬إخضاع‭ ‬كلّ‭ ‬دول‭ ‬المعمورة‭ ‬إلى‭ ‬القوالب‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬ترتضيها‭ ‬شروط‭ ‬اقتصاد‭ ‬السوق‭. ‬والطوبونيميا‭ ‬تعتبر‭ ‬أول‭ ‬ضحيّة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحريفها‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬رهانات‭ ‬التّحكم‭ ‬كما‭ ‬تنشد‭ ‬ذلك‭ ‬ماكينة‭ ‬العولمة‭ ‬الرّأسمالية‭ ‬المتوحّشة‭. ‬ومغربيا،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وكناشط‭ ‬حقوقي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬أسجل‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬تهاون‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حفظ‭ ‬الذّاكرة‭ . ‬فمثلا‭ ‬أذكر‭ ‬أنّنا‭ ‬سابقا‭ ‬كنّا‭ ‬أمام‭ ‬تقسيم‭ ‬ترابي‭ ‬وطنيا‭ ‬يمتح‭ ‬من‭ ‬هويات‭ ‬متنوعة؛‭ ‬بحيث‭ ‬كنا‭ ‬أمام‭ ‬الشاوية،‭ ‬ورديغة،‭ ‬الغرب،‭ ‬دكالة،‭ ‬عبدة،‭ ‬حاحا،‭ ‬الشياظمة،‭ ‬زمور،‭ ‬زعير،‭ ‬سوس،‭ ‬ماسة‭..‬،‭ ‬واليوم‭ ‬صرنا‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬الرباط‭ ‬-‭ ‬القنيطرة!!‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬الكبرى!!‭ ‬مكناس‭ ‬-‮ ‬‭ ‬فاس!!‭ ‬ولا‭ ‬ريب‭ ‬أن‭ ‬هكذا‭ ‬انزياح‭ ‬يفيد‭ ‬رجحان‭ ‬نظرية‭ ‬«الحرب»‭ ‬المعلنة‭ ‬على‭ ‬الذّاكرة‭ ‬والهوية‭. ‬وما‭ ‬أسجّله‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬طوبونيميا‭ ‬الجغرافية‭ ‬الحضرية،‭ ‬أسجله،‭ ‬بمرارة‭ ‬أكبر،‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬التّعليق‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬المغاربة‭. ‬فهؤلاء‭ ‬كانوا‭ ‬يحملون‭ ‬ألقابا‭ ‬تميّزهم‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي؛‭ ‬فنجد‭ ‬مثالا‭ ‬أسماءً‭ ‬مثل‭ ‬حدّو‭ ‬،‭ ‬علي‭ ‬«بتسكين‭ ‬العين»‭ ‬ميمون،‭ ‬قدّور،‭ ‬الجّيلالي،‭ ‬المعطي،‭ ‬الباتول،‭ ‬عيشة،‭ ‬قايدة،‭ ‬يامنة‭.. ‬وغيرها؛‭ ‬وكلّها‭ ‬أسماء‭ ‬تمتح‭ ‬بقوّة‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬المغربية‭ ‬الظّاهرة‭ ‬بعبق‭ ‬التاريخ‭. ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬جرى؟!‭.‬
إن‭ ‬الإستسلام‭ ‬للحرب‭ ‬المعلنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلام‭ ‬والمدرسة‭ ‬والمسجد‭.. ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬تمثّل‭ ‬سلبي‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬فأصبح‭ ‬المغاربة‭ ‬يخجلون‭ ‬من‭ ‬أسمائهم‭ ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬سلطة‭ ‬العار،‭ ‬ثم‭ ‬أخذت‭ ‬أسماء‭ ‬أخرى‭ ‬تغزو‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭ ‬روميساء!!‭ ‬عبير!!‭ ‬نرمين!!‭ ‬هالة!!‭ ‬صونيا،‭ ‬ريّان‭...‬!!‭. ‬وطبعا‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬الخراب‭ ‬الذي‭ ‬خلّ‭ ‬بهوية‭ ‬أرض‭ ‬قاومت‭ ‬الخضوع‭ ‬للشّرق‭ ‬والغرب‭ ‬معا‭ ‬طيلة‭ ‬عدة‭ ‬قرون‭. ‬ومحاولة‭ ‬تفسير‭ ‬هكذا‭ ‬انزياح‭ ‬يؤدي‭ ‬بي‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬استحضار‭ ‬خطورة‭ ‬دبلجة‭ ‬المسلسلات‭ ‬التّركية‭ ‬كشكل‭ ‬مباشر‭ ‬لما‭ ‬أسميه‭ ‬بـ‭ ‬"الثّقافة‭ ‬المضادّة La contre culture" التي‭ ‬أرخت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬المرأة،‭ ‬خاصّة‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬القرويّة‭ ‬والشّبه‭ ‬الحضرية‭ ‬لصالح‭ ‬تكريس‭ ‬الإستيلاب‭ ‬والإغتراب‭. ‬وأدعّم‭ ‬ختاما‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬"المحرقة‭ ‬الكبرى"‭ ‬تستهدف‭ ‬الهوية‭ ‬الجماعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحريف‭ ‬الشّخصية‭ ‬الجامعة‭ ‬للمغاربة‭.‬
‮ ‬
أشرت‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تربيّتنا‭ ‬على‭ ‬الأنانيّة‭ ‬والنّرجسية‭ ‬بمنطق‮ ‬‭ ‬مرضي‭ ‬فدمّرنا‭ ‬القيم‭. ‬ما‭ ‬تمظهرات‭ ‬ذلك‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬نسير؟‭.‬‮ ‬
أعتبر‭ ‬منهجيا‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬بالتّقليدي،‮ ‬‭ ‬وهذا‭ ‬نعت‭ ‬غير‭ ‬قويم‭ ‬علميا،‭ ‬كان‭ ‬يؤسّس‭ ‬إجمالا‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬الجماعة‭ ‬«بتسكين‭ ‬الجيم»،‭ ‬أي‭ ‬أنّ‭ ‬المنطق‭ ‬الأعمّ‭ ‬هو‭ ‬انتصار‭ ‬الجميع‭ ‬المشترك،‭ ‬بحيث‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬والمسجد‭ ‬والمدرسة‭ ‬والمعلّم‭ ‬والفقيه‭ ‬«بتسكين‭ ‬الفاء»‭ ‬وشيخ‭ ‬القبيلة‭ ‬«بتسكين‭ ‬القاف»‭ .. ‬يربّي‭ ‬لصالح‭ ‬صون‭ ‬هوية‭ ‬الجماعة‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬سلامة‭ ‬عبور‭ ‬أنساق‭ ‬القيم‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭. ‬ثم‭ ‬بدأن‭ ‬مراحل‭ ‬«الحداثة»‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬حداثة‭ ‬مغشوشة‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تؤسس‭ ‬على‭ ‬استدماج‭ ‬عقل‭ ‬الحداثة،‭ ‬بل‭ ‬فقط‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إخضاع‭ ‬المجتمع‭ ‬لمقولات‭ ‬اقتصاد‭ ‬السّوق‭ ‬كما‭ ‬تجسّده‭ ‬الرّأسمالية‭ ‬الفاحشة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬لصالح‭ ‬قيم‭ ‬الفردانيّة‭ ‬والنّعرات‭ ‬الذاتية‭ ‬والنزعات‭ ‬الإستهلاكية‭. ‬وعليه‭ ‬حريّ‭ ‬ضبط‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الحداثة‭ ‬والإستيلاب،‭ ‬وبينهما‭ ‬شعرة‭ ‬معاوية‭ ‬لا‭ ‬يدركها‭ ‬إلاّ‭ ‬الحكماء‭ ‬،‭ ‬وأقوال‭ ‬الحكماء‭ ‬منزّهة‭ ‬عن‭ ‬العبث‭.‬
 
أمام‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬ما‭ ‬الحلّ‭ ‬في‭ ‬نظرك‭ ‬لتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬الانتقال‭ ‬والانسلاخ‭ ‬الهوياتي‭ ‬عن‭ ‬«تمغربيت»‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬قيمنا‭ ‬الحقيقية‮ ‬‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا،‭ ‬علما‭ ‬وعملا؟‭.‬‮ ‬
بخصوص‭ ‬سؤالكم‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬العمل‭ ‬لتجاوز‭ ‬ما‭ ‬سميته‭ ‬أزمة‭ ‬استيلاب،‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬علميا‭ ‬أننا‭ ‬نحتاج‭ ‬أولا‭ ‬كمغاربة‭ ‬إلى‭ ‬منح‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬الوطنية‭ ‬أدوراها‭ ‬عبر‭ ‬إعادة‭ ‬النّظر‭ ‬في‭ ‬المنهاج‭ ‬المدرسي‭ ‬وفي‭ ‬برامج‭ ‬التّعليم‭ ‬حتّى‭ ‬تكون‭ ‬فعلا‭ ‬قاطرة‭ ‬أبناء‭ ‬مواطن‭ ‬متشبع‭ ‬بقيم‭ ‬تمغرابيت‭ ‬بدل‭ ‬تكريس‭ ‬نظرة‭ ‬تشظّي‭ ‬تكرس‭ ‬ما‭ ‬أسميه‭ ‬بــ‭ ‬«التّمزّق‭ ‬الهوياتي»،‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬التّلميذ‭ ‬المغربيّ‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬‮ ‬أيّ‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬التّاريخ‭ ‬الحقيقي‭ ‬وعن‭ ‬فلاسفة‭ ‬المغرب‭ ‬وشعرائه‭ ‬وعن‭ ‬العقيدة‭ ‬الأشعرية‭ ‬وتصوّغ‭ ‬الجنيد‭ .‬
ثانيا،‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬صنّاع‭ ‬القرار‭ ‬مغربيا‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬المغربي‭ ‬جدّ‭ ‬متخلّف‭ ‬عن‭ ‬أدوار‭ ‬الإعلام‭ ‬الحضارية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكرس‭ ‬نظرة‭ ‬ازدراء‭ ‬حيال‭ ‬الذّوق‭ ‬العامّ‭ ‬حتّى‭ ‬أنّنا‭ ‬نكرّس‭ ‬البري‭ ‬باسم‭ ‬التراجيديا‭ ‬ونوطّد‭ ‬التهريج‭ ‬باسم‭ ‬الكوميديا‭ ‬وننشر‭ ‬«فنّ»‭ ‬السّوق‭ ‬باسم‭ ‬تكريس‭ ‬«النشاط»‭ ‬و«الرّشوق»‭ ‬«عبارتان‭ ‬شعبيتان»‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخدش‭ ‬الوقار‭ ‬‮ ‬إزاء‭ ‬الذّوق‭ ‬الرفيع‭ . ‬فالإعلام‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬يلعب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تبخيس‭ ‬هوية‭ ‬المغرب‭ ‬الفنّية‭ ‬والثّقافية‭ ‬عبر‭ ‬تكريس‭ ‬استئساد‭ ‬الرّداءة‭ ‬ومحاربة‭ ‬ناعمة‭ ‬للعمق‭ ‬وللثّقافة‭ ‬الأرض‭ ‬خدمة‭ ‬لأجندة‭ ‬جهات‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬الجهل‭ ‬المؤسّس‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬محمد‭ ‬ٱركون،‭ ‬ومن‭ ‬مدخل‭ ‬الجهل‭ ‬المقدس‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬أوليفيي‭ ‬روا‭.‬
أزعم‭ ‬إذا‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬تأجير‭ ‬مختلف‭ ‬مؤسسات‭ ‬التّنشئة‭ ‬الإجتماعية‭ ‬مدخل‭ ‬منهجي‭ ‬إجرائي‭ ‬لازم‭ ‬لصون‭ ‬تمغرابيت‭ ‬منسق‭ ‬ذهبي‭ ‬قمين‭ ‬بحماية‭ ‬ما‭ ‬يجمعنا‭ ‬كمغاربة‭ ‬بدل‭ ‬حالة‭ ‬تشظي‭ ‬هوياتي‭ ‬وتمزق‭ ‬حضاري‭ ‬وانفلات‭ ‬قيمي‭ ‬واستيلاب‭ ‬موجع‭.‬