في الساعة الخامسة زوالا من يوم 17 يناير 2024، وعلى بعد 5350 كلم من المغرب، ستتوجه أنظار المغاربة إلى ملعب "لوران بوكو"( STADE LAURENT POKOU)، بمدينة "سان بيدرو"، لمتابعة أول مقابلة للمنتخب الوطني ضد نظيره التنزاني، في إطار منافسات "الكان 23"، التي تحتضنها الكوت ديفوار.
الملعب حديث العهد تم افتتاحه في شتنبر 2023، وتمتد مساحته على 23 هكتار( أي ما يعادل حي إقامة المستقبل بسيدي معروف بالبيضاء التي تقطن فيها زهاء 45.000 نسمة !).
طاقة ملعب "سان بيدرو"، تصل إلى 20.000 مقعد، مع باركينغ كبير يسع لحوالي 2000 سيارة.
الملعب ليس فقط منشأة رياضية، بل هو مضخة اقتصادية كذلك، بحكم أن بنائه تطلب صرف 72.000.000 أورو ( حوالي 75 مليار سنتيم)، مما مكن من ضخ الزيت في محركات الاقتصاد المحلي للمدينة عبر مساهمته في تشغيل يد عاملة مهمة وتحريك المهن المرتبطة بالبناء والإسمنت طوال فترة تشييد الملعب ( من مطلع سنة 2019 إلى خريف 2023).
وككل المنشآت المرتبطة بالأحداث الكروية المهمة في مختلف دول العالم، لم تسلم الكوت ديفوار من "سموم" الخلاف حول الاسم الواجب إطلاقه على الملعب الجديد. فالسلطة المركزية اصطفت مع قرار اختيار اسم أسطورة كرة القدم الإيفوارية" LAURENT POKOU" لإطلاقه على الملعب، وبعض أعيان ومنتخبي مدينة "سان بيدرو" رفعوا الفيتو ضد اسم "لوران بوكو"، طالبين إطلاق اسم أحد رموز جنوب الكوت ديفوار على الملعب.
لكن في النهاية انتصر أصحاب الطرح الأول، وتم إطلاق اسم LAURENT POKOU على ملعب "سان بيدرو"، وفاء لمن كان يسمى قيد حياته بصانع المجد الكروي الإيفواري، على اعتبار أن المرحوم LAURENT POKOU (ازداد عام 1947 وتوفي عام 2016)، لم يكن نجما لفريق "أبيدجان" و"بواكي" و STADE RENNAIS و AS NANCY فحسب، بل كان سفيرا لصورة الكوت ديفوار ولإشعاعها القاري والدولي في الملتقيات الكروية العالمية كأحد أحسن هداف. فضلا عن ذلك كانت الكوت ديفوار في حاجة ماسة إلى فرصة لمسح العار الذي لحق بها حين هوت هراوات ستة من رجال الأمن الساديين وأشبعوا الأسطورة "LAURENT POKOU" ضربا ورفسا بالعصي بالشارع وهو في أرذل العمر في أبريل 2008 أثناء عملية مراقبة روتينية بالشارع العام، بشكل جعل الرئيس الإيفواري السابق "لوران غباغبو"، يتنقل شخصيا إلى منزل المرحوم "بوكو" ويعتذر عن هذه الإساءة الفظيعة التي طالت "رمزا من رموز الكوت ديفوار" ( حكم على رجال الأمن بالحبس النافذ).
كان أسطورة الكوت ديفوار، LAURENT POKOU، يلقب ب "الأسد الجائع المتعطش لنهش فريسته" بالنظر إلى أنه كان ينطلق كالسهم ليمطر شباك الفريق الخصم.
فهل سيكون اختيارا ملعب الأسد " لوران بوكو"، فأل خير لتزأر أسود الأطلس، ليس في سان بيدرو فقط، بل بكل ملاعب الكوت ديفوار خلال "الكان"؟
تلك هي الأمنية الصادقة لكل مغربي ومغربية يوم 17 يناير 2024.