أقدمت شابة صحراوية في العشرينات من عمرها، أمس الأول، على الانتحار بدائرة "الكلتة" بما يسمى مخيم ولاية العيون، بعد أن بلغ بها اليأس والكآبة مداه، وتكسرت كل آمالها في العودة إلى أرض الوطن.
وتذكر عائلة الشابة، حسب منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف (فورساتين)، أنها حاولت مرات عديدة العودة إلى أرض الوطن عبر محاولات الحثيثة للاستفادة من برنامج تبادل الزيارات العائلية، لكن أملها في العودة تبخر بسبب توقف برنامج تبادل الزيارات مؤخرا، وأيضا بسبب تعنت جبهة البوليساريو وعراقيلها أمام السير العادي لاستفادة الصحراويين من البرنامج الأممي ذي الطابع الإنساني المحض.
الهالكة كان يحذوها الأمل في العودة إلى المغرب، يقول بلاغ المنتدى في الموضوع، إلا أن كل محاولاتها فشلت بل أصبحت مستحيلة بعد أن قررت عائلتها فرض مراقبة لصيقة عليها لمنعها من التنقل وحيدة بسبب التقاليد والأعراف وخوفا على حياتها بالدرجة الأولى. الشيء الذي اعتبرته الشابة إعداما لرغبتها في الهروب من جحيم المخيمات، لتقدم وهي في ريعان شبابها على وضع حد لحياتها أمام استحالة عيشها في الظروف الصعبة بالمخيمات، وانتفاء أبسط شروط العيش الكريم وما تتطلبه شابة في عمرها من احتياجات تتوفر لأقرانها في كل بقاع الدنيا.
وقد شكل انتحار الشابة، كما أفاد المنتدى، صدمة لعائلتها وذويها، وأصبح حادث انتحارها حديث الساكنة باعتبارها أول حالة للانتحار داخل المخيمات، وسعت قيادة جبهة البوليساريو كعادتها إلى التعتيم على الخبر، وتقديم رواية رسمية من تأليفها لإقناع ساكنة المخيمات بأن الحادث كان نتيجة خلافات عائلية بسيطة، وهو الأمر الذي لم تجده الساكنة مقنعا خاصة أقارب وذوي الهالكة ممن يعلمون منذ مدة ليست بالقصيرة رغبتها الملحة في الخروج من المخيمات، ليكون في النهاية مصيرها الموت نتيجة اليأس والكآبة في المخيمات التي طالما كرهت التواجد بها.