في الوقت الذي تتنافس فيه عدد من الشواطئ بمدن مغربية على رفع "اللواء الأزرق" مرفرفا عاليا فوق سمائها دليلا على نقاوة وجودة مياه السباحة بهذه المدن، يأبى القائمون على شؤون العباد في مدينة سلا المغبونة إلا أن يرفعوا هم كذلك "لواء بوخرارو"، نكاية من دون شك في الغالبية العظمى من ساكنة المدينة من "الغلابة"، نظرا لتلوث مياه السباحة بالشاطئ وبلوغها حد القذارة والعفونة. فقد عاينت "أنفاس بريس" مجموعة من الشباب يسبحون في مياه داكنة اللون وشبه عادمة بالشاطئ، وهم يصيحون بأعلى صوت في ما بينهم "وشم آصاحبي على ريحة خانزة.. هذا راه بوخرارو.."، قبل أن يغادرو مكان السباحة في اتجاه آخر ربما يقل فيه اندفاع مثل تلك الروائح الكريهة التي تزكم النفوس.. كما رصدت "أنفاس بريس" بعض مجاري "الواد الحار"، على طول المدينة العتيقة وحي سيدي موسى وحي شماعو وسعيد حجي، وهي مجاري تصب هكذا رأسا في مياه البحر.. ويشار إلى أن مدينة سلا بها حوالي 80 مجرى لمياه الصرف الصحي التي تصب مباشرة سواء في البحر أو في وادي أبي رقراق، كما أن المدينة لا تتوفر إلى اليوم على أية محطة معالجة للمياه العادمة، التي من شأنها أن تنعكس على تجويد مياه السباحة بشاطئ المدينة...