رغم مرور 13 سنة على انتهاء الحرب الأهلية بالكوت ديفوار، فإن الجراح لم تندمل بعد بحي abobo بمدينة أبيدجان ذو الغالبية المسلمة.
ففي أوج التمزق الإثني الذي عرفته الكوت ديفوار منذ عام 2002 إلى عام 2010، كان حي abobo، الموجود شمال المدينة، هو المسرح الأفظع للمواجهة بين المسيحيين والمسلمين، بالنظر إلى أن مسلمي الكوت ديفوار يوجدون بكثرة بشمال البلاد على الحدود مع مالي وبوركينفاصو، بينما المسيحيون يوجدون بكثرة بجنوب البلاد، حيث توجد مدينة أبيدجان.
ورغم أن abobo ( وهي جماعة من بين الجماعات العشر المكونة لأبيدجان)، تضم 1.400.000 نسمة يقطنون في حيز ضيق ( 9000 هكتار)، فان الثقل الديغرافي يعود للمسيحيين بأبيدجان التي تبلغ ساكنتها حوالي 6.300.000 نسمة، مما جعل أنصار الرئيس غباغبو في العشرية السوداء يحكمون الطوق والانتقام في آن واحد على ساكنة جماعة abobo، عبر تدمير وحرق ممتلكاتهم وقتل العديد من معيل أسرهم، مما أدى إلى انزلاق مجال جماعة abobo نحو الهشاشة والفقر والحرمان والإجرام، علما أنها أصلا كانت لاتحظى بالاهتمام من قبل.
صحيح أن الكوت ديفوار طوى صفحة الماضي وانتخب الحسن واتارا ( مسلم) رئيسا للبلاد، وتم ردم المواجهات الإثنية والسياسية في السنوات 13 الأخيرة، إلا أن تراكم الأعطاب وثقل الاختلالات بحي abobo, وتأخر الحكومة الإيفوارية في تدارك النقص وتسطير مخطط للتجديد الحضري بهذا الحوض، جعل abobo تشتهر حاليا بكونها "من أخطر أحياء أبيدجان" وأكثرها إجراما، لكون العصابات والجانحين فرضوا سطوتهم وسلطتهم بالمنطقة.