رغم أن افتتاحه لم تمض عليه سوى سنة واحدة، فإن مطعم antika نحت مكانا رفيعا في مدينة أبيدجان، وأضحى من المزارات التي تشهد إقبالا مكثفا للنخب بالكوت ديفوار. بدليل أن الزميل ريضا عدام، الصحفي المغربي المقيم بمدينة سان بيدرو san -pedro( حوالي أربع ساعات عن أبيدجان بالسيارة)، قال لي:" زيارتك باطلة لأبيدجان إن لم تذهب إلى antika ولو مرة واحدة".
إصرار الزميل ريضا جعلني أختبر صدق كلامه لمعرفة سر هذا "الهوس" لدى النخب الإيفوارية بالمطعم المذكور.
أول مؤشر للاختبار هي موظفة الاستقبال بالفندق حيث أقيم والموجود خلف مسجد حي بلاطو، إذ ما أن سألت الموظفة عن "antika"، حتى قالت مازحة:" أيرضيك أن تذهب لوحدك بدون رفقتي، فأنا أشتغل في قطاع السياحة، ولم تتح لي الفرصة بعد لزيارة هذا المطعم الغرائبي".
المؤشر الثاني هو سائق الطاكسي الذي ما أن طلبت منه نقلي إلى مطعم antika، وعلى خلاف عادة سائقي الطاكسيات بأبيدجان الذين يشغلون تطبيق waze لتحديد الوجهة، بحكم أن المدينة شاسعة جدا وتصل إلى 2119 كيلومتر مربع( أي حوالي ست مرات مساحة مدينة الدارالبيضاء)، لم يشغل إطلاقا التطبيق وتوجه بي "بعينيه مغمضين"، وقال لي:" هل تعرف، أن معظم سائقي الطاكسي كانوا يرفضون الذهاب إلى منطقة angré ، لكن منذ افتتاح هذا المطعم الشهير بالشطر التاسع لحي angré حتى أضحت المنطقة تشهد تحولا مهما".
طاقة المطعم تصل إلى 250 فرد، ويملكه لبناني( الجالية اللبنانية تعد من أهم الجاليات المتحكمة في مفاصل التجارة والخدمات وفي صناعة الليل بساحل العاج)، وبعد أن نجحت مغامرته في مدينة كوتونو بدولة بنين التي افتتح فيها مطعما فاخرا ، نقل نفس الشكل الهندسي ونفس التصور واستنسخ نفس المطعم بأبيدجان الذي "سرقت" فيه "سويعة جميلة"، زادها جمالا نبل المسير اللبناني "إيلي" المكلف بالمطعم، الذي خصني بمعاملة "تفضيلية" وزادها دفئا القطع الموسيقية الإفريقية الرائعة التي أتحفنا بها "ديدجي"، من نوع موسيقى zouglou التي تشتهر بها أبيدجان، وخاصة تلك التي تؤديها المجموعة الغنائية VDD اي VOIX DES ANGES الذائعة الصيت بالكوت ديفوار، لدرجة أني التمست من "ديدجي" أن يعيد أغنية gragnon لذات الفرقة مرتين.