"كرنفال" غرد خارج سرب الموروث اللامادي لوزان !

"كرنفال" غرد خارج سرب الموروث اللامادي لوزان ! منظر لوزان
علامات استفهام كبرى، ونقاش لم تخل منه مائدة وزانية، خلفهما "كرنفال" اخترق الفضاء العام لدار الضمانة في الأيام الأخيرة، إلى حد أن غباره المتطاير نجح في الحجب عن أنظار أهل وزان الجميل والقبيح الذي يؤثث مدينتهم .
" الفعالية الفنية " كما قيل، جابت شوارع محددة تخترق المدينة، قبل أن يرسو مركبها بفضاء ثقافي. وحسب قراءة من بين قراءات الجمهور، فإن الغاية من تنزيل هذا " النشاط" ولو أن لا سياق يؤطره! هو مساهمة من يقف وراء ذلك، في اخراج الموروث اللامادي لدار الضمانة من قاعة الانعاش، والعمل على حقن مفاصله بجرعات من التثمين ليلعب دوره الريادي في مشروع رد الاعتبار لوزان، وبناء نموذجها التنموي، خصوصا وأن الموروث المادي واللامادي يعتبر رافعة أساسية في الاقلاع التنموي للجماعة الترابية لوزان، التي عاشت التهميش والاقصاء لعقود.
مبادرات تسليط كشافات من الضوء على الموروث اللامادي لوزان، سواء كانت ممأسسة، أو مدنية، أو عفوية، ولكن غير خاضعة لحسابات معينة، لا يمكن إلا الانتصار لها ودعمها وتشجيعها. كيف لا وأهل دار الضمانة عن بكرة أبيهم يتطلعون لمصالحة وزان مع تاريخها التليد، وحجز مقعدها ضمن تجمع المدن الناشئة.
الفضول دفع الكثير من المهتمين، كما الشيوخ والمسنين والمسنات الذين تمكنوا من الاطلاع على صور وفيديوهات "الكرنفال " استنفار ذاكراتهم لعلهم يعثرون على أثر، ولو بحجم حبة الرمل، يفيد بأن ما تم عرضه من موروث لامادي، له جدور أو موقع قدم بالتربة الثقافية لدار الضمانة! عملية النبش انتهت بالجزم بأن هذه المدينة لم تعرف في تاريخها احتفالية ترمز ربما لعرس يمشي فيه العريس والعروسة من نفس الجنس ويقبضان على يدي بعضهما تتوفر "أنفاس بريس" تتوفر على الصور والفيديوهات)، ويرتديان على رأسيهما " السبنية " التي يسدلها كل واحد على وجهه حتى لا يتم التعرف عليهما!
إذا كان ما تم عرضه طقس من طقوس الاعراس المغربية وليس الوزانية! فأي اكراه حال دون أن يجسد هذا الطقس ويلعب فيه دور العريس ذكر، وتلعب فيه دور العروس أنثى! وبالمناسبة هناك مِن شابات وزان اللواتي ما كانت سترفض تقمص دور العروسة، اقتناعا منها بأن مشاركتها تدخل في اطار التعريف والانتصار لجزء من الذاكرة المشرقة للموروث اللامادي لدار الضمانة، أو لقرية من القرى المحيطة بها .
لن نذهب بعيدا في تأويل ما جرى، ولن نترك القراءة السلبية للمشهد "الفرجوي" الذي أثث الفضاء العمومي لوزان أخيرا، يقبض على أنفاسنا ، لكن التنبيه ممارسة فضلى وراقية ، اذا كان الاخراج قد تم بحسن نية ولم تحركه أي خلفية من " البحر لهيه" . وهي فرصة للتذكير بأن للمدينة كما للوطن حزام منظومة القيم تحميها، يختصرها المغاربة ب " تامغرابيت".
انتهى الكلام ....